منتديات جروح البادية 2022
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةhttps://i.servimg.com/u/f58/11/60/75/36/09-05-10.pngأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لقاء دام ربع ساعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5753
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

لقاء دام ربع ساعه Empty
مُساهمةموضوع: لقاء دام ربع ساعه   لقاء دام ربع ساعه Icon_minitime31/03/22, 08:58 am

لقاء دام ربع ساعه Ioo-aa10

لقاء ربع ساعه

كان يوما من ايام شهر فبراير لم يكن يوما عادى كأي يوم .. رغم ان ساعات النهار هي ذاتها حيث يبدأ بالفجر وينتهي بالغروب ،لكنه كان يوم غريب بالنسبة لي ، بينما كان يوم استثنائي لصديقي الذى احب فتاه حد الجنون وقد بادلته هذا الحب حتى صار حبا يضرب به المثل ، فكان لا يتنفس هواء نقيا الا حين تكون معه ، وفجأة انهار هذا الحب لا احد يعلم السبب،ولا احد يعلم حتى وصفاً لتلك الفتاة ، ولربما لم يتصور هو يوما بأنها سترحل فجأة عنه حتى دون وداع ،ورغم هجرها المفاجئ له وقساوة قلبها ، ضل مخلص لهذا الحب ،ولم تغيب عن فكره لحظة واحدة فكان يعيش بداخلها ولا شيء يشغله سوى التفكير بتلك الفتاة ، واعتكف اياما لا ادري كم هي لكن كل ما اعرفه انه بكى حتى تحجر الدمع بعينيه وفقد البصر واصبح ضريراً
وبدات حالته تسوء اكثر فاكثر حتى اصبح مثل الغصن اليابس ،والتزم الصمت شهورا حتى صار منزوي وقيل عنه الكثيروالكثير لكنه لم يهتم لهم ، حتى أن بعظهم قال بانه عاشق لجنية والبعض الاخر سخر منه وقال لقد جن .. ولكن ما يفند هذه النظرية كان ملتزم دائما بصلاته فلا احد يعرفه اكثر منى ، فكنت انا الاقرب له واعلم بانه يعشق فتاه من الانس لكنى لا اعلم لها وصف ،وحين كنت اصارحه بان الناس ياصديقى تتهمك بانك ملبوس وعليك ان تعالج نفسك ، فكان يقول لاتهمنى اراء الناس هل انت تصدقهم اما تصدقني .
ومن تلك اللحظة لم اعد اجادله فيما يفعل وكنت على يقين بأنه صادق فيما احب ، واستمر الحال على ماهو عليه فكان يخرج يلتمس طريقه الى حيث لا احد يعلم حاول الكثيرين اقناعه بأنه يسير فى طريق خاطي،وانه لن يستطيع التجول والبحث عن جنية الا برفقة احدهم فكان رده عليهم: نعم لقد فقدت البصر لكنى لم افقد عقلي بعد وسوف اضل ابحث عنها حتى لو افنيت بقيه عمرى في البحث .. وضل يفعل مثل ما فعل بالأمس وماقبله
وفى احد الايام قصدت منزله فوجدته كئيب يجلس بحديقتة فجلست بجواره وسألته كيف اخدمك اليوم
فقال ان تأخذني الى مكان لا انت ولا انا اعرفه
استغربت من الامر وقلت له مازحا حسنا ولكن من سيقود السيارة ومن يرشدنا علي ذاك المكان العجيب
ابتسم ابتسامه شعرت بطعمها بقلبي وقال :انت من ستقود السيارة اما المرشد هو الله ،فمن توكل على الله جعل له مخرجا
بقيت احدق بعينيه طويلا مستغربا من تلك الابتسامة المفاجئة اهو اليقين اما هذا هو الايمان..
لم اسأل اكثر مددت له يدى وقلت له حسنا هيا بنا.. ، نهض وهو متكأ على عصى كان يتخطأ بها الاشياء خوفا من الوقوع فرمى بها بعيدا عنه وكأنه يريد التخلي عنها نظرت الى ساعه يدى كانت الساعه 5.45 م
صعد السيارة وكان صامت عن غير عادته وشارد الفكر،كانت السماء يومها على وشك هطول المطر وكان الجو بارد بل قاسى جدا وتساقطت بعض حبات الثلج الخفيف واستمريت بالطريق حاولت ان اتحدث معه ،لكنه كان يرفع يده وكأنه لا يريد التحدث معي
قمت بتشغيل كاسيت السيارة لطرد هذا الصمت فطلب منى ان اغلقه ، ابتسمت وقلت انت لا تريد التحدث ولا تسمح لى بالاستمتاع بالموسيقى.. هل اصبحت ملتزم دينيا..
قال .. انا الان افكر لا اريد شيئا يشوس أفكاري
احترمت هذا الصمت رغم انه تدور براسي افكار رهيبة اعتقدت بأنه فعلا قد فقد عقله وكدت اصدق ما قيل عنه ،ورغم استمريت بالمسير لا اعرف أي طريق اسلك ولا حتى وجهته المطلوبة ومن شارع الى أخر وهو صامت
وفجاه قال انعطف يسارا انعطفت سريعا واكملت الطريق وبدأت الثلوج تزداد مع زخات المطر وشغلت ماسحات المطر
ادار وجهه نحوى فكان شاحب الوجهة وما عهدته بهذه الحالة وقال أني اسمع ضجيج فقلت انه صوت المطر يا صديقي
هز راسه قائلا ليس صوت المطر ولا حتى الثلج ..
وتوقف كالعادة عن الكلام ومن الصدف انه كان امامنا جسر اوقفت السيارة تحت الجسر واطفأت ماسحات المطر والسيارة ..وسألته هل لازلتُ تسمع الضجيج
قال .نعم وتوقف كالعادة عن الحديث
قلت ربما صوت انفاسي سأنزل اتمشى قليلا .. فقال : خيرا ان فعلت هذا
نزلت من السيارة وانا غاضب منه وقلت هو شخص أناني كيف يقول لى انزل بهذا البرد.. وكيف لي انا استمع الى مجنون ..!!

لكنى حين نظرت اليه وانا امام السيارة رأيت شبح ابتسامه يطوف على وجهه وكأن وجهه قد عاد كما كنت اعرفه منذ سنوات
عاتبت نفسى على الكلمات وماذا لو سمعها. لكانت صدمه كبيرة عليه
فتج باب السيارة قائلا : تعالى يا صديقي انا لست أناني لكنى كنت بحاجه للتفكير
عدت اليه مسرعا واخذته بالأحضان كنت اريده ان يبكى لكنه ضل جلد وقال اشعر بانك تبكى من اجلى
قلت بصوت خافت والعبرة تخنقني أجل لا احد يهمني بهذا العالم سواك
طبب على كتفي وقال .. انا لا احب احد يبكى من أجلي .. وعاد للسيارة
اكملت الطريق دون احدنا يتحدث للأخر لكنه قاطع صمتي قائلا يوجد امامنا نفق قلت نعم انى اراه
فقال :.. بعده مباشرة اتجه يسارا واكمل طريقك واستمريت حتي صعدنا منحدرا
كنت على يقين بأنه تائه وداعبته قائلا .. صف لي تلك الفتاه ربما اجد لك شبيها لها
ادار وجهه الى وقائلا .. لا شيء يشبهها هى فقط تشبه نفسها
لم اتوقف عن مغازلته وقلت اذا صف لى وجهها..؟
تنهد ثم قال .. وجهها مقام والروح فيها محرما فكيف اصف لك مالا يحق لك النظر اليه ..؟!!
دمعت عيناي من قوله واستحيت من سؤاله ولا انكر بأن الغيرة هى سبب دمعتي ..يألهي .. عن أي امرأة يتحدث هذا الرجل لقد جعلني ارى فيها جمال العالم وهدوء ، بل تمنيت أن التقى بها
فقال :.. ياصديقى من لم تدمع عيناه من الغيرة ليس له قلب ولم يعشق من قبل
لقد اذهلنى رده حد الدهشة... فكيف شعر بدمعتي وغيرتي وهو ضريرا ..!!
واتخذت الصمت رفيقا لى وعاهدت نفسى الا اسأله حتى يطلب منى الرجوع
ولم يطول الامر حتى قال توقف على اليمين فتوقفت ولا اعلم بما كان يفكر
وفتح باب السيارة ونزل دون مظلة مطر وقطع الطريق فكانت هناك سيارة قادمة اسرعت اليه .لكن
فتاه ما ظهرت من العدم لترتمي امامه وتأخذه من يده لتعبر به الشارع بأمان تحت مضلتها المطرية
لا اعلم كيف خرجت ومن اين اتت كل شيء حدث بسرعه رهيبة
وصارا جنب بعض لتذهب به عبر الازقه رغم الثلج والبرد كيف تخرج للشارع ولأتردى جتى معطف شتوي
وكيف .. لا تهتم لا للصقيع ولا للسيارة المسرعة
وبقى سوالا عالق بذاكرتى حتى يومى هذا ..
كيف تمكنت من فعل ذلك ..؟!!
لم استوعب ما راته عينى اكتفيت بمراقبة المشهد دون تعليق فكم هى مريحة تلك اللحظة التى تعيشها وانت تنظر الى لقاء من اغرب المشاهد . ولا تعلم من كان ينتظر الاخر
كانت المطر تهطل وكأنها تغازلهم لكنى لم اشعر بها واذ بسيده ورجل بمنتصف العمر يمران بجوارى
يمد لى مضله مطريه فكان كل ما يحدث بالنسبة لى مجرد حلما
اخذتها ولحقت بصديقي وبقيت اسير خلفهم من بعيد حتى جلسوا بمقهى واتخذت مقعدا ليس بالقريب ولا بالبعيد عنهما
اراهم لكنى لم اسمع شئيا فكان وجه صديق مقابلا لى بينما الفتاه تعطيني بظهرها
انتهى حوارهم سريعا وعادوا الى السيارة لحقت بهم وفى ناصيه الشارع هى اكملت طريقها حتى اختفت بينما ضل صديقى واقفا ينظر اليها.
ومن اغرب الامور ان المطر توقف حينها، الا انى لازلت ممسك بالمظلة المطرية دون ان اعى ذلك وحين شعر بخطواتي قال لما تضع مضله والمطر توقف ..؟
اندهشت اكثر واردف قائلا ..حسنا هيا بنا
لم اسأله هل هى من يبحث عنها اما غيرها واكملت الطريق بصمت دون أن يحادثني بشيء ، وحين توقفت امام بيته ،اردت ان افتح له باب السيارة فقال ابقى مكانك اعرف طريقي
وهبط من السيارة وامام باب بيته رفع يده ملوح لي كان وجهه حينها مشرق كالشمس وكأن لا حزن سكنه من قبل ،بل كانت تظهر عليه ابتسامه رضاء
كنت على وشك الرحيل لكنه قال .. اعذرني لا استطيع ان استقبلك اليوم
احترت في أمره ولا ادرى اهو يبصر من عينيه اما من قلبه وكان الفضول يغمرني حد الهوس
وقبل ان ارحل سالته، كيف استطاعت تلك المرآة فعل كل هذا ..؟ هل هي حقا جنية .؟
فقال اذا أنت لم تصدقني بعد .. كن مطمئن هي من الانس لكنك مثل الخرين لن تستوعب الامر
فكل ما حدث ياصديقى هو شيء الا اردى مثل السرنمه.. لو انتبهت لساعتك لم نقضى سوى ربع ساعه
نظرت الى ساعه يدى كانت تشير الى الساعة 6 مساء
يا الاهي هل من الممكن ان يصل الحب لهذه الدرجة
حقا كل ما حدث هو مثل ما قال
اترككم لتفسروا ذلك بأنفسكم
بقلمى 17/2/2022

حصرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لقاء دام ربع ساعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لقاء بعد فراق
» من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جروح البادية 2022 :: ๑۩۞۩๑{ منتديات هوى الدمشقية للقصص والمدونات }๑۩۞۩๑ :: ۩ - هوى .. ركن خاص بكتابات ابن البادية-
انتقل الى: