31/5/2012 05:47 عمر ابن عبدالعزيز: القبيلة
عمر ابن عبدالعزيز بحث
للأسف الشديد أن ما يتم تناوله هذه م الأيام قبل كتابنا ومفكرين حول موضوع قبيلة أو القبلية بدا كل البعد على الواقع وهو عادة ما يكون: إما مبنيا على ما تفوه به أحد ساسة الغرب وتناقلته المحطات الفضائية، ويصبح مادة إعلامية يتحدث فيها الجميع، ولا احد يجادل في كيف ولماذا. هل هم يتحدثون عن واقع أم عن شيء وهمي!!؟
الحوار كله، للخروج من الدائرة التي رسمتها تلك التصريحات أو التعبيرات الخالية من أي معنى، وفي الكثير من الأحيان يكون السبب في هذا كله أن لا وجود في اللغة الأجنبية التي تحدث بها ذلك السياسي إلا كلمة واحدة تكسب معناه من الجملة التي تقع فيها. ككلمة ((TRIBEمثلا. والتي تعني الجامعات الرحل، أو العائلة أوالقبيلة بمفهومها الكامل. وإذا ما تفحصنا المعاني التي تحملها هذه الكلمة لوجدنا أنها تعني العائلة أو غيرها مثل:- "Family،Race،Clan، ethnic group–----etc"
وكل هذه المعاني تدور حول الأعراق والنسب والتناسب بين العائلة الواحدة أو العائلات التي يرجع أصلها إلى جد واحد
أو أن يكون مبنيا على كتب تاريخية هي الأخرى سمت الأشياء بغير مسمياتها في قرون الظلام والتي ترجع إلى القرن والخامس والسادس فمثلا كتابات "هيرودوت" والخرائط التي قسمت المناطق وأطلقت عليها مسميات مبنية على ما توفر لديه من معلومات في تلك الفترة، وبالأخص العائلات الرحل التي كانت تتواجد في هذه المناطق والعكس صحيح في بعض الأحيان.
وحتى الكتابات البيزنطية الإغريقية والرومانية القديمة كانت اقرب في تفسيراتها واستعمالاتها لكلمة قبيلة مما نستعمله نحن اليوم. تلك الكتابات وعلى اقل تقدير كانت تشير دائما إلى ما يمكن ترجمته إلى كلمة العائلة أو المجموعة المترابطة والتي تتنقل من مكان إلى أخر وتستقر هنا أو هناك وتحاول السيطرة على بقعة من الأرض ترى فيها مصدر رزقها.
القبيلة بمفهومها القديم والحديث هي مجرد عائلة كبيرة تتكون من مجموعة من العائلات التي تربطها روابط عرقية (رابطة الدم) وهذا أمر طبيعي في تكوين العائلات في القرون الوسطى أو منذ مائة عام مضت في ليبيا، حيث تتفرع هذه العائلة وتكبر وتتحول إلى قبائل. ،إذا ما نظرنا في بعض أسماء القبائل الليبية لوجدناها خير دليل على ذلك فمثلا: قبيلة أولاد الشيخ والتي لا تحتاج إلى المزيد من التفسير ـ قبيلة بني حضيرأو الحضيرات (أولاد الحضيري(ـ قبيلة أولاد وافي ـ قبيلة العوامة (أولاد ألعوامي) قبيلة أولاد محمود ـ قبيلة القذاذفةـ (أولاد قذاف الدم) قبيلة العبيدات (أود لعبيد) قبيلة البراعصه (أولاد البرعصي)ـ قبائل بني سليــم ـ فبيلة بني صولة ـ قبيلة بني عبدالله ـ قبيلة بني كعب ـ قبيلة بني شبل ـ قبيلة الزيادين (اولاد زيدان) ـقبيلة بني كنعان ـ قبيلة أولاد عون ـ قبيلة العبادلة ـ قبيلة الفواخر(أولاد الفاخري) ـ قبيلة العمامره (أولاد العماري) ـ قبيلة العمائم(أولاد بوعمة) قبيلة المقارحة (أولا مقرح) قبيلة بن زيدان ـ قبيلة بني قحطان.
فهل القبيلة بهذا المفهوم لا تزال موجودة في ليبيا، على الإطلاق ، والدليل على ذلك هل عندما يفكر الشاب أو الفتاة في الزواج يضع الشرط الأول هو أن يكون الطرف الأخر من تلك العائلة أو القبيلة. فكل حالات الزواج التي تقع بين الليبيين اليوم ، لا يفكر أصحابها حتى مجرد التفكير في الرابطة العائلية أو القبلية. بل أنهم في الفترة الأخير وبفضل الاكتشافات العلمية في لعم الجينات أصبحوا يبتعدون أو على الأقل أصبحوا يفضلون الابتعاد عن زواج الأقارب.
إذا أين هي القبلية التي يتحدث عنها المحللون السياسيون من الليبيين وغيرهم، أليس هؤلاء هم من أصبحوا ضحية مفهوم قذف به في رؤؤسهم ولم يحاولوا حتى مجرد التخلص منه بعدم التطرق إليه أو الحديث عنه.
اختلط على مثقفون وعامتنا مفهوم القبلية والبقعة الجغرافية أو المنطقة أو المدينة ويبدو هذا الاختلاط واضحا عندما نجد من يتحدث عن قبائل أو قبيلة مصراتة وقبيلة ورفلة ،،،،،،،،،،،،،، إلخ وهنا لا نستطيع أن نقول لهم أكثر من ، إذا لماذا لا نسمع من يقول قبيلة مرسيليا، وقبيلة مانشستر، وقبيلة شرم الشيخ ، وقبيلة سانتا باربرا ، وقبيلة جربه ووووووو،.
وهذا يقودنا للحديث عن الانتماءات.. ليس عيبا أن يعتز الإنسان بالموقع الجغرافي الذي وولد فيه. ليس عيبا أن يعتز من وولد في بني وليد بمسقط رأسه أو من وولد في مصراتة أو في بنغازي أو درنة أو طبرق أو أي مدينة من مدننا الحبيبة ، بل هذا الاعتزاز مطلوب وهو النواة الأولى للاعتزاز بالوطن، بل أن من لا يحب ويقدس التراب التي لعبت به أنامله عندما كان طفلا لا يمكن له أن يحب وطنه الكبير. فحب الوطن يأتي من حب مسقط الرأس. ولكن ان نخلط بين حب المدينة التي وولد فيها الإنسان وبين القبلية فهذا شرك يجب الابتعاد عليه.
ونطرح على المفكرين والإعلاميين أسئلة مجردة: هل القبيلة بمفهومها التاريخي واللغوي موجودة في الواقع أم إننا نتحدث عن شيء وهمي تلاشى مع السنين واندثر مند عقود مضت!!؟ لماذا تستعمل كلمة قبيلة في حديثكم وكتابتكم ونقاشاتكم وخاصة السياسية منها-؟
خير ما يفعله المتحدثون والكتاب ألان هو عدم الحديث عن القبيلة في النقاشات السياسية وغيرها. وان ينحسر الحديث عن القبلية فقط في كتابات التاريخ و والعادات والتقليد وأنواع الوجبات الغذائية والملابس والرقصات الشعبية، أوصول البشر وتناسلها، ويمكن الاستعانة باختيارات الـ: DNA الأمر على المؤرخين المهتمين بهذا الجانب من.
والـــــــــــسلام