منتديات جروح البادية 2022
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةhttps://i.servimg.com/u/f58/11/60/75/36/09-05-10.pngأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5744
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime12/02/19, 09:35 am

رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر


مرت الليالي سريعا وتم التحقق من صحة التقرير ،وقد وجدت النسخة الأصلية ضمن الوثائق الهامة ، وانعقدت الجلسة في موعدها وطلب محمود اعادة تشريح الجثة من جديد ،حاول فريق الادعاء الاعتراض على اعادة تشريح الجثة الا ان محمود اصر على اعادة تشريحها وفحصها جيدا على يد فريق اطباء متخصصين وجراحين

وبوتيرة متسارعة تطورت مجريات القضية وتم تأجيل المحكمة من جديد ، كانت المجهولة حينها موجودة وجلست قرب نادر وكانت تسجل كل ما يدور في الجلسة ولم تغفل عن كبيرة ولا صغيره وهى مندهشة بما يجري .. وتنظر بعض الاحيان الى نادر الذى تجاهلها تماما.. رغم انه في غفله منها كان يراقبها بنظراته ويبتسم .بينما محمود لم ينتبه لها لانه لايعلم عنها شئيا


بعد أن انتهت الجلسة غادر نادر سريعا وترك المجهولة وكأنه لا يعرفها وهذا ماتم الاتفاق عليه حين التقاها ليلا ،وكتب نادر على السريع بريد الى محمود ابدى فيه ملاحظاته كالعادة ، وحين فتح محمود بريده وجد فيه رساله عاجله يطلب منه ضرورة التمسك بإعاده فحص وتشريح الجثة من جديد وأعلمه بان الصحافة دخلت على الخط وعليه الثبات في مرافعاته القادمة

فرح محمود كثيرا فدخول الصحافة سيقوض حركة الادعاء الشرس

وبدأت بوادر براة الخنساء تلوح في الافق . وتحدث محمود مع الخنساء كالعادة عقب الجلسه وكانت تنظر اليه نظرات اعجاب من قوة صبره وعدم استسلامه امام هيبة الادعاء الشرسة

وفي المساء استعد نادر لمقابله المجهولة وكان على استعداد أن يخبرها بكل تفاصيل القضية ،ليس هذا فقط بل فكر ان يعلمها بما يشعر به إتجاهها كى يزيد حماسها ،الا انه قرر عدم التعجل فكان يراوده شعور غريب بانه سيفارقها يوما ما ..وستختفى من حياته كما اختفت زهرته ، تنهد واخذ معطفه بيده وهو يبتسم واكمل طريقة الى المقهى وافكاره مشوشة ولم يكن على طبيعته كالعادة .

وفى منتصف الطريق ادار نادر ظهرة فجأة ورجع الى شقته ، وقرر ان يراجع هذه الخطوة فربما دخول الصحافة سيعقد الامر اذا لم تكن لديه خطه جيدة تسير عليها المجهولة بل بداء يشك فيها ايضا وقال كيف افشى اسرار وارسم خطط لسيدة لااعلم عنها شئيا ولااعلم لصالح من تعمل ، وقد لا يكون هذا السبب الذى منعه من مقابلة المجهولة

فقد كان يعيش في حالة صراع مع نفسه وقد تخلف عن موعدة مع المجهولة دون ان يتصل بها أو يطلب منها الغاء الموعد والتي انتظرته طويلا وخيب ظنها بالحضور واعتقدت بانه سوف يختفى كما اختفى من قبل ورحلت حزينة مكسورة الخاطر وهى تلعن قلبها

وتسأل نفسها لما انا متمسكة بهذا الرجل تحديدا ..!!

وابتدأت بكتابة اسطرها بحزن كبير ،قائلة ها قد عدت وحيده وعدت للكتابة فهي الوحيدة التى استطيع ان اصرخ بها دون صوت ..

واخبئ حزني تحت اسطر الحروف والبس قناع السعادة التي قد لا أتذوقها ابدا

كانت بداية كلماتها تلوم نادر بمرارة قاسيه وكانت الكلمات تخرج من قلبها كالسهام وتقطع اوصالها ولم تكمل الكتابة تلك الليلة وكأن امرا ما منعها من كتابة مشاعرها في زاويتها الخاصة بالجريدة،ونامت هكذا وفي الصباح وهى بالمطبخ تتفحص الثلاجة اتصل بها نادر بعدما قرر ان يشركها في الامر وأعلمها بانه يريدها بأمر هام كما ذكرها أيضا بموعد جلسة المحكمة ولكنها لم تتحمس الى اللقاء كالعادة ،وقالت ربما ستخلف وعدك كالأمس ..!!

صمت نادر قليلا ثم قال يحق لك قول هذا الكلام وللأسف لاتوجد لدى مبررات أقدمها اليكِ ..انا سأكون هناك وسوف انتظركِ ..

وأغلق الهاتف مضطرًا ربما كي لا تفضحه نبرته ويعجز عن أقناعها

بالحضور ، أو ربما لم يكن حينها يملك المبررات التى يقنعها بها ،ولا يعلم حتى بأنها ستاتي أما لا ..

غضبت المجهولة من غلقه الهاتف بهذه الطريقة وصفقت باب الثلاجة بقوة وجلست على كرسى المطبخ تعيد حساباتها ولم تتخذ قرارها بعد

بينما وضع نادر هاتفه بجانبه بعدما اغلقه حتى لا تعيد المجهوله الاتصال به ،وكان يتمنى ان تاتى ، ولم يخيل له بانها كانت تتوق لمقابلته أكثر منه وتحمل الكثير من الاسئلة .

والامر الذى يجهله نادر بانها كانت سعيدة باتصاله رغم انه اغلق الهاتف بطريقة غير لائقه وشعر بانه كان مخطى

رغم ماحصل كانت المجهولة سعيدة باتصاله فهذه المرة الاولى التي يتصل بها من لبنان وكانت سعيدة ايضا بحصولها على رقم جواله ودونته سريعا باسم المتسكع ثم وضعت الرقم بمنظومة كشف الأرقام كى تعرف اسمه وعنوانه و لكن رقمه لم يتم تدوينه واقتنعت بانه قد يكون شخصيه مهمه ولاتعلم حينها بان شريحه جوال نادر شريحة سياحية موقتة .

بدأت المجهولة تتجول داخل بيتها الكبير من حجرة الى أخرى علها تطفي ثورة الغضب بقلبها ،وبعد تفكير طويلا وصراع بين كرامتها وقلبها الذى كان يخبرها ربما امرا طاري قد حدث له ويجب عليها ان تغفر له وان تكون متسامحة معه فهو من الشخصيات التى يتحتم عليها ان تؤجل مواعيدها حسب ظروفها فهم لايملكون حتى المبررات

وبعد تفكير ابتسمت وقالت تبا للفضول سوف اقابله وليكن هذا اخر لقاء بيننا ،هكذا فكرت واخذت الورقة وأكملت قائلة (وقفت تلك الليلة بمكاني وكان الليل مازال فى منتصفه وانتظرته بشوق عارم ولكن مر الوقت ولم اجده حولي .. واعتقدت بان رحلته معي قد انتهت ويجب على أن اكمل طريقي لوحدي . فصنف الرجال واحد حتى اللطفاء منهم يتغيرون حسب هواهم ومصالحهم ،ورغم هذا.. ،لم استطع ان اسدل عليه ستارة النسيان كانت لدى أسئله والفضول ارهقنى وشعرت حينها براسي يثقل من هول الأسئلة وقد سيطر الارهاق على جفونى ونمت وانا أشعر بدفء حضوره وهو غير موجود ، ولم اكن اعلم بان الاحلام احياناً تكون دافئة عندما تنام وانت تحلم بلقاء من كنت تنتظره ،ونمت نوما لم اعرفه من قبل ولم أصحو الا على صوت جوالي وهو ينتفض طرباً

لقد طلب المتسكع مقابلتي مرة اخرى دون ان يقدم اعتذاره وكأنه كان واثقا بأنى سوف اقبل دعوته بعدما ..خذلني .. وقررت مقابلته ليس بضغط منه بل لاننى اريد هذا ،فلا احد سواه سيرد على الاسئلة التى ارهقتنى ليالى طويلة )..

وأنهت الجزء الاول من مقالها فقد داهمها الوقت على صدور الجريدة الصباحية وسريعا اتصلت بالصحيفة وارسلت المقال الى مساعدتها وطلبت منها نشرة على السريع في زاويتها الخاصة وطلبت فتح الردود دون فحص كى تعلم بما سيكتبه متتبعي خواطرها تحت "رجل مجهول" وكان عدد المشاركين والمتابعين لكتاباتها يزداد يوما بعد يوم

ولم تتوجه كالعادة الى الجريدة بل بقت في البيت تفكر في الجزء الثاني ماذا ستكتب فيه ، ثم اعدت صيغه حول احداث المحاكمة والتى ستعرضها على نادر قبل نشرها وتوقفت عن عنوان ما ستنشره.


وفى تمام الساعة العاشرة صباحا توجهت الى المحكمة لحضور الجلسة الثانية وقررت الا تجلس قربه ونظر اليها نادر وعلم بانها لازالت غاضبه منه واعتقد بانها لن تأتى للموعد ، ولا سبيل له بان يقترب منها في المحكمة ولا حتى بعد خروجها من المحكمة لأسباب تتعلق بسلامتها اولا وامور اخرى هو يعرفها

وبعد جدل كبير بين محمود وهيئة الادعاء وافقت المحكمة على اعادة تشريح الجثة ، واعطت الاذن بفتح القبر ورفعت الجلسة على أن تعقد في اليوم التالي بعد سحب الجثة من القبر .

تنفس محمود ونظر حوله في الوجوه الحاضرة للمحكمة ولمح المجهولة وعرف بانها الصحفية وتذكرها يوم تصادما بالأكتاف في واقعه المقهى السياحى واعتقد بانها هى من تمده بالمعلومات وتقدم منها بضع خطوات الا انه لاحظ الخنساء تنظر اليه وهو شارد بالفكر بتلك الحسناء هز محمود راسه وادار ظهره لها وعاد الى الخنساء وطمنها بان الامور لازالت في صالحها وأعلمها بأمر الصحافة ،الا أن الخنساء لم تعلق على كلامة بل قالت ..كل مايهمنى بأنك لازالت بجابنى

بعد انتهاء الجلسة نشرت المجهولة الخبر دون ان تعرضه على نادر وكان الخبر مثل النار انتشر بأغلب مناطق لبنان وتهافت القراءة على شراء الجريدة وقد طبعت كميات إضافية فى المساء لكثرة الطلب على هذه النسخة ، ذهلت المجهولة وكذلك ادارة الجريدة من نفاذ الطبعة بهذه السرعة وقد حققت أرباح من هذا الخبر وتهافتت الصحف الاخرى على نقل جزء ما كتبته المجهولة بل بعظهم ولد لديهم شعور بحضور الجلسات القادمة ومعرفة ما يدور في المحاكمة وهناك من ادعى بانها اخطر قاتله واخرون صنفوها ضحية والبعض اعتبرها زعيمة مافيا بل ذهب البعض منهم الى التشكيك حتى في القضاء بانه يتستر على قاتله تحت ضغط المافيا أو المليشيات الطائفية

اتصل نزيه بمحمود وسأله هل قرات صحف اليوم وخاصة جريدة الحدث ..؟ فقال له لا.. هل فيها شئيا مهم ..؟

فقال يجب عليك ان تتابعها من اليوم فان القضية اصبحت تحت أيادي السلطة الرابعة وسوف يكون هناك ضغط على المحكمة لإنهاء القضية قريبا ،ويجب عليك ان تسرع بتقديم كل ما تملك من الادلة للقضاء

فقال له محمود انت تعلم بأنى في صراع من هيئة ادعاء ذات خبرة كبيرة في هذا المجال وانا محامى جديد ومبتدئ

ضحك المحقق نزيه وقال ياسيادة المحامي .. القضية ليست عاديه وانت محامى ماهر ولك مصادر تساندك في الخفاءهناك معلومات انت قدمتها نحن لانعلم بها .


ولا تنسى بانه لا احد سيصمد كل هذه المدة امام فريق هذا الادعاء الا أن كان محامى بارع مثلك ..

ولاشك بان الاعلام سيدعمك وتحرياتنا لازالت تبحث عن خيوط القضية ولم ننسى الامر

وانتهت المحادثة وكان محمود يخاطب نفسه هل نزيه يعلم بمصادره أما هو مجرد تخمين محقق محترف ..؟

في المساء خرج نادر وهو يرتدى سترة بيضاء وقبعة سوداء من الجلد ووضع غطاء من الصوف على الاذنين وكان ذألك اليوم ماطرا والرياح شديدة وبدأت الثلوج تتساقط ورغم قسوة الاجواء الا انه سبقها بمكان اللقاء بنصف ساعه واختار ان يجلس على كرسي طويل من الجلد الاسود على شكل حذوة الفرس كان نادر لا يخطوه خطوة الا بدراسة ولكن لماذا اختار هذا الصالون بالذات ..؟

لم تتأخر المجهولة ومن بعيد راها قادمة وهى ترتدى لباس اسود وعلامات الحزن ارتسمت على وجهها وتسير نحوه بخطوات المتردد،فكانت حزينة ولا رغبه لها بالحديث مع نادر الا أن الفضول قادها اليه ولا تعلم بان نادر قد قرر فجأة أن يخبرها من هو بل يخبرها بكل شيء

ورغم هذا الحزن والزعل الذى خيم عليها من بعيد بدأت تراه كحلم يصعب الوصول اليه وربما المرة الاولى التي شعرت فيها بأنها بدأت تفقد الثقة بنفسها وقدراتها ، ورغم كل هذا مازالت متماسكه ولم تفقد نباهتها نهائي

كان نادر ينظر الى خطواتها وهو مذهول من رشاقتها التي حركت فيه مشاعرً عجيبة وفهمت هى طبيعة نظراته نحوها، ولم تكن بحاجة لتفسيرها فقد اعتادت على مثلها كثيرا ، وحاولت السيطرة على نفسها ولكن هذه المرة شعرت بان انفاسها ستحرجها معه

كانت تفكر في الجلوس مقابلا له ولكنها لم تفعل فالكرسي الذى اختاره نادره لاجهه مقابله له وامامه شباك كبير وفكرت ان تجلس على الاطراف ولاكن المساحة بينهما ستكون بعيدة والحديث سيكون مسموع لمن يجلسون قربهم في الزاوية الاخرى .

كان نادر يراقب نظراتها وهى حائره اين ستجلس و كان هو يريدها ان تجلس بجانبه لهذا اختار الصالون شبه الدائري .. وظلت هي واقفه ومترددة وساد الصمت بينهما قليلا وبدأت تتأمله في رهبة وكأنها تراه للمرة الاولى .!!


كانت عيناه تنبضان بالحياة والطموح والمعرفة .. والغرور ايضا ،وقبل حتى ان تجلس على طرف الصالون سالته بمرونة عن سبب غيابة الا انه لم يرد عليها سريعا بل تعثر في حديثه وبدا حائرا ومترددا ولا يدرى حتى ما سيقوله لها الا انه سيطر على نفسه وبابتسامه جميلة وبهدوء المعهود قال.. لا عذر لى ..!!

اجلسى سأقول لكِ أشياء ربما تهمك اكثر من مبررات غيابي عن الموعد

صمتت حتى اكمل كلامه وقالت : اريد أن اسالك سؤالا واحدا فقط قبل أن أجلس وارجوك ان تجيبني بصراحة

نظر نادر حوله ورى عيون ترمقه من بعيد فقال لها اجلسى اولا .. ولك ماطلبتى نظرت الى زاوية الكرسي ثم جلست يساره وتركت بينهما مساحة كبيرة خاليه:وقالت الا تعلم بأنى شعرت بإهانة كبيرة ..

طاطا نادر راسه خجلا وقال .. أنا .. ما قصدت الإهانة

فقالت .. كان عليك ان تتصل وتعتذر عن الحضور .. لماذا لم تتصل ..؟

كانت قاسية بكلماتها إلا أنه حافظ على هدوءه و لم يجد كلاما يدافع به عن نفسه واحس بانه اصبح قزم امامها وهذا ما يكره نادر وعلم بانها ليست متضايقة فقط من عدم حضوره ليلة البارحة بل انها مجروحة ايضا وقد تعكر مزاجه وفكر بالا يخبرها بأى شيء نهائى وينسى حتى قضيه الخنساء ، وبقي صامتا طويلا وهو ينظر اليها وكأنه في شجار مع نفسه هل يكذب عليها كى يمتص غضبها أما يكون صادقا ويخبرها بان امرا لا يعرفه وشئيا لايستطيع البوح به هما اسباب منعته من الحضور ..؟!!

ولكن هل تقتنع هي بهذا ..؟!! بل وصل به التفكير بان يستأذن منها بالانصراف وينسى انه التقاها ويطوى صفحتها الى الابد فهذه المرأة حساسة جدا بل ويصفها حتى بالنكد

الا انها قاطعت صمته بقولها كم اكره نفسي حين يزداد تعلقي بالأخرين وهم لا يهتمون بى .

كان نادر ينظر الى تلك العينان المتلهفتان والتي يكسو اجفانها السواد

من قلة النوم أو ربما الغضب ، واحمر وجهه خجلا وهو شارد الفكر تارة ينظر اليها واخرى ينظر الى السقف عل السماء تسعفه بإجابه تقنعها ويخرج من هذه الورطة التى لم يضع لها حساباَ فهذه المرأة قوية ولها شخصيه منفردة رغم انها حساسة جدا ،وساد الصمت للحظات وزلزلت هذه الثواني اعماق نادر بل اقتلعت جذور تفكيره وعطلته نهائيا ولم يدوم الحال كثيرا فاذا بها ،تفاجئه بسؤال اخر قضى على هدوه ..

قائلة ..يبدوا بانك لا تهتم لشعور الاخرين ، انا لست من الالعاب التى تلعبونها في عالم السياسة ياسيادة الوزير...!! قالت هذه الكلمات بعصبيه وفكرت هى ايضا بالانصراف

تلون وجه نادر واحمر ..ونظر اليها نظره غضب ..و قال الا تعتقدي بانكِ قد تجاوزتني حدود اللوم ياسيدتى ..؟

قالت لا يؤلمني أنك لا تفهم لومى .. بل ما يؤلمني أنك تتجاهل حتي إحساسي .

فقال .. لا اظن عاقلا يتجاهلك .. ربما هناك امرا متعنى من لقائكِ .. ولا أريد ان اقدم اليكِ مبررات كاذبه فانا ما تعودت أن ابرر أخطائي بالكذب ابدا

قال هذه الكلمات بشموخ الرجال وكانت هي تتفحصه تلك اللحظة بنظراتها فحص الخبير الا انها لم تجد فى هيئته ولا فى كلامه شئيا من الكذب أو التجاهل .. بل كل ما قرأته في عينيه هو الشعور بالحرج وربما هو صادق ولا يملك وسيلة دفاع عن نفسه بل تعمقت اكثر بتفكيرها وعلمت بان هذا الرجل لااحد يستطيع ترويضه بسهوله وربما لو بالغت في اللوم سيتركها ويرحل وكأنها قرأت بما يدور في راسه

وبعد صمت.. قالت لقد كنت متضايقة جدا من تصرفك ولكنني عدت اليك بمجرد أن طلبت أنت هذا .

فقال اعلم بأنى قد أخطأت

اذا. فلا تلومنى فانك لا تعلم بما أنا فيه من ضيق شديد .!!

قال .. شعرت بهذا من كلامك ..ولكن هناك اكثر من سبب دفعني لمخالفة الموعد ،بل مخالفة كل التقاليد التي تربيت عليها منذ صغرى ولكن ثقى ..انا لا اقصد الإهانة ابدا..

قالت .. انا لا اعرف عنك شئيا فى المواعيد وكل مايهمنى الا يكون متعمد

رفع نادر رأسه وقد ظهرت فى عينيه نظرة انكسار فقد تألم من ضعف موقفه ثم ..تنهد وقال ..لم أكن أعلم ..ثم صمت

وعادت هي تتأمل صمته ثما قالت .. هل تعلم معنى التجاهل ..؟ !!!

قال ..أجل .. واكثر منه ..ولا اظن انك من النوع الذى يحرج الاخرين

قالت .. بلا .. ولكن من حقي على الاقل أن اعرف مع من اجلس ..

بابتسامه ممزوجة بخفه الدم قال انتِ تجلسين معى على ما أظن .. ابتسمت هى ايضا ونظرت حولها وقالت ولكنك لا تريد ان تخبرني من انت ..؟

بهدوء قال ..هناك اشياء كثيرة فى النفس لا أريد البوح بها للأخرين

قالت لا احد معنا .. أى اخرين تقصد ..؟ حدثني فقط عما تريد قوله فقط لى انا لا احد غيرنا سيسمع الا ان كانوا هناك اخرين لا أراهم

ضحك وقال ربما ..لا شىء اعرفه عن نفسى يهم الاخرين

ضحكت ثم قالت . لا اظن احدا لا يعرف نفسه الا اذا كان به خلل ما

نادر ...ابتسم وقال تبا لكِ هل تعتقدين بانى مصاب بالفصام ..؟

قالت ما قصدت هذا .. ربما لانك شخص غامض ولا تثق بالأخرين ..؟!!

قال ربما ..لانى لم اتعود بان أخبر صحبتى عن ماضى حياتى

المجهولة ..ولماذا هذا التكتم ..؟

نادر ..لا اظن أن هذا الامر يعنيهم

المجهولة ...أو ربما لا.. لاشى تراه انت فى العمق يهم الاخرين

قال ربما هذا هو السبب ..

قالت ولكنى انا مهتمة واريد ان اعرف ...والان ..؟

نظر اليها ثم نظر الى الفراغ ببينهما وقال باستسلام وهو يبتسم: الا تتركين لى شيئا أخفيه عنك ..

قالت اطلاقاَ الا اسرار الدولة ...

حسنا لنملئ هذه المسافة ثم نتحدث؟!!

ضحكت وهى تقول : انا لم استحلفك بالله لتبوح لي بكل بشيء . فقط اريد أن اعرف مع من اجلس الا ن...!!

اقترب منها وهى تنظر اليه حتى كاد يلتصق بها ووضع يده على يدها وأخبرها بأنه يريد الرقص معها نظرت الى عينيه دون كلام ثم وعدها بانه سيحدثها عن اشياء كثيرة ، هزت رأسها وقالت وانت تعلم بأنى لا أمانع

فكانت هى فى غاية السعادة لاختيارها للرقص معه ، اخذها من يدها برفق وسار معها خطوات قليلة وابتدأ الرقص ، وقد تعلم كيف يراقصها فقد استفاد من اخطائه السابقة

فكانت تلك الرقصة فتحت افاق جديده في حياتها وحياة نادر ايضا ولم يتحدث أي منهما للآخر خلال الرقص ،فكل منها قد غاص بعالمه الخاص

انتهى الرقص ورجعوا الى نفس الكرسي وبعد نظرات متبادلة بينهما قالت دائما تحيرني بتصرفاتك الغريبة .. اليس من حقي الان ان اعرف عنك حتى القليل

ضحك وهو يقول : هل تعتقدي بانه هناك أسرار غريبه او حتى هامه اخفيها عنك ياسيدتى

ابتسمت وهي تنظر لعينيه وقالت انت من خارجك هادئ صامت وينعم برؤيتك الجميع ولكن..ربما بداخلك حياة لا يعلمها احدا

قال ربما بداخلي امواج متلاطمة وحياة مشوشة أخاف أن أبوح بها لكِ ستلعنين هذا اللقاء الى الابد . وبدأ يضحك

بابتسامه ممزوجة بالخوف والقلق قالت بوح بما يجول بخاطرك

ولكن ياسيدتى الا تخافين ان يحدث اعصار لا تستطيعين ان تتحكمي به ابدا

قالت دعنا من الرسميات ... انا اسمى جيهان وايضا نور ويمكنك ان تخاطبنى باى منهما .. ابتسم .. وقال افضل اسم نور لا شىء اكبر من النور هو الوحيد الذى يملى الكون بالدف والنور.. اما جيهان ربما كان اسمك قبل اسلامك .. فقالت بالفعل ولا تنقصك النباهة

دب الصمت بينهما لحظات ولا احد ينظر للأخر وبعد صمت بادرت بالحديث وقالت ..لهذا انت تخشى ان تبوح بمشاعرك وتفضل الصمت والكتمان..!!

صمت لحظة وقال .. وهو يهز راسه ..ربما

صمتت وهي تتمعن في كلماته القليلة لتراه يحاول يغير مجرى حديثة واذا بطفل يقف امامهم يحمل ورودا كى يبيعها فنظر اليها قائلا..الا تودين تلك الورود..؟ !! فقالت سأقبلها منك كعربون الصراحة لأنى ما تعودت ان اخذ ورودا من احد.

اخذها نادر من الطفل وقدمها لها ،اخذتها منه بابتسامة وامتنان فتلك المرة الاولى لها ان يبتاع لها احد زهور بتلك الرقة والرائحة الزاهية

ثما قالت بربك من أنت ..؟!! تارة تخيفني وتارة تجعلني أراي طفولتى وانا معك ،،، وتارة تجعلني أرتدي أنوثتى من أجلك... وتارة تُجبرنى أن أرتدى نضوجي كي أحتمى به منك .!! وأخرى رغماً عنى انسى معك حتى الوقت .. الا تعلم بانك تجردنى حتى من صمتي و احزانى ..؟

تاكد لنادر بانها غارقه فى حبه ولو ما اخبرها بما تريده منه حتما ستفشل لان الحب من اولوياتها ولايهمها امر المحكمة والخنساء ويجب عليه حسم الامر بان يخبرها بانه يبادلها نفس الشعور أو ينهى معها المشوار

كان كلامها يسعده ولكنه يخشى عواقبه وبعد تفكير ...قال ماذا تريدى ان تعرفى تحديدا ..؟

قالت أريد أن اعرف من انت .. وماذا تريد منى وبما تفكر .. ولأ أقصد الاسم والجنسية لأنها لاتهمنى قدر مايهمنى غموضك ..؟

قال .. أنا لاشىء فقط أنا شخصًا عابرًا في حياة الجميع ولكن تأكدي بانى صادق فيما قلته لك من قبل .. أو ما سأقوله لكِ ذات يوم وما أردت لكِ الا الخير .

فقالت ..أى خير ..وانت اصلا ما قلت لي شئيا من قبل ولا حتى الان ولازلت تخفى اسرارا اجلها .؟!!

ضحك وقال ..ولكن انتِ ايضا تحيط بك اسرار عجيبة لم استطع ترجمتها أو فك رموزها ...

فقالت اى اسرار تتحدث عنها ياسيادة الوزير ..؟!!

ولم ينتبه لكلمة وزير و ظن بانها مزحه او مجاملة ، الا انها كانت تعنيها تماما

فقال ماسر هذا الجمال الذى اراه كالقمر ... ربما كان يتهرب من اسالتها عن حياته الخاصة طالما الاسم لا يهمها كثيرا

فقالت أى جمال تراه انا لازلت فى الحداد .. يبدو بانك اليوم غير مركز كالعادة يا سياده الوزير

نظر حولة وقال ما حكاية الوزير وأي وزير تقصدين ..؟

ضحكت وقالت .. ومن غيرك .. هل تعتقد بأنى غبية الى هذا الحد

فقال دعك من التكهنات سأقول لكِ كل شيء ، بالمناسبة لقد قرأت ما تكتبتى حول القضية لقد كنتِ رائعة جدا في التعبير تمنيت انكِ محامية لكنا عون لنا عليك في تلك القضية

قالت دعك من القضيه و الجريدة والمجاملات الزائدة حدثني عن نفسك ولا تتهرب من الجواب

ضحك وقال عموما .انا. لا أجيد التحدث عن نفسى أسالى انتِ

قالت .. انا لا اطلب الكثير فقط ان تخبرني من انت ..؟

اعتدل نادر في جلسته واشعل اول سيجارة بحضورها وقال ..



هذا ماسنعرفة فى الثانى عشر


بقلم ابن البادية almjal2007


كتب هذا الجزء فى شهر يناير 2019


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة البادية
عضو متألق
عضو متألق
عاشقة البادية


اوسمة خاصه : وسام اوفياء المنتدى
علم دولتى : الجزائر

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : ادارية متميزة

الجنس : انثى
الاسد التِنِّين المساهمات المساهمات : 134
الـنــــقــــاط : 2148
تاريخ الميلاد : 31/07/2000
تاريخ التسجيل : 11/02/2019
العمر : 23

رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime12/02/19, 12:02 pm

نلت شرف المرور الاول
ساعود ان شاء الله
بقراءة متانية ورد يليقبهاته الرائعة
حتى ذلكم الحين
تقبل اديبنا بسيط مروري
الاعجاب والاشادة
تقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية لعبة الاقدار الجزء 20 بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16) / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الخامس عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الرابع عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جروح البادية 2022 :: ๑۩۞۩๑{ منتديات هوى الدمشقية للقصص والمدونات }๑۩۞۩๑ :: ۩ - هوى .. القصص والروايات ( بقلم الأعضاء فقط )-
انتقل الى: