منتديات جروح البادية 2022
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةhttps://i.servimg.com/u/f58/11/60/75/36/09-05-10.pngأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5744
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime12/02/19, 09:42 am

رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية 8693d6b18b52c84


// رواية لعبة الاقدار الجزء الثاني عشر //



وقبل ان ينطق بكلمه نظر حوله ثم نظر اليها وقال حسنا سأختصر لكِ الحكاية لسبب ما ..غادرت قريتي واستقر بى الحال في المانيا وبقيت بها حوالى خمس سنوات حتى اكملت دراستي وبعد عودتي من المهجر شعرت بالغربة والوحدة داخل وطني وقد لاحظت كثير من الاشياء قد تغيرت طيلة تلك السنوات التى قضيتها بالمهجر.
المجهولة (نور ) .. ماذا تغير حتى شعرت بالغربة داخل وطنك.؟
نادر .. تغير كل شيء تقريبا ... فلم اجد أحدا من الاصدقاء القدامى واصبحت فى غربة اخرى فلم استطيع التواصل مع وجوه جديدة طفت على السطح بعد ثورات الربيع العربي ولم أنسجم معهم رغم انى حاولت .

وبعد وفاة والدتي ، وبعد تفكير طويل توصلت الى قرار بشان مغادرة بلدي لأنني لا أملك شيئا ابقى من اجله رغم حبي له واخبرت والدى برغبتى فى الرحيل ولم يمانع ، ويوم حزمت حقائبى استوقفنى والدى وانا اهم بالذهاب قائلا .. أرجو أن لا تقطع عنا زيارتك
المجهولة (نور ) .. رحم الله والدتك .. اكيد رجعت الى المانيا..؟
نادر .. لا حين غادرت البلد لم تكن أمامي وجه معينة كنت مثل الغريق لا يفكر الا في النجاة ولا يهمه اين يسبح .
بالطريق تعرفت على محمود كان هو ايضا قد هجر اهله ولا يدرى اين يسافر ،واصبح هو كل شيء جميل بالنسبة لى ،لم افكر بالحب او الزواج بعدما فقدت زهرة حياتى بل فكرت أن ابتدى من جديد ، لا انكر بانى تعرفت على بعض الفتيات وكانت علاقات عابرة وختم حديثة قائلا وهو يبتسم: لا أدرى لما أشعر اننى على وشك الوقوع فى فخا ما ..؟!!
قالت نور بسخريه : ربما هذا جزاء بما تفعله بالفتيات المعجبات بغموضك
ابتسم نادر ثم قال .. ليس لى أى علاقات مع الفتيات .. كانت واحده فقط
ضحكت وقالت ... هذا هراء لن اصدقه ابدا
نظر اليها وقال .. وانا لن ابرر لك هذا .. كل شيء حدث مثل الموت تقريبا
المجهولة (نور )...أنت ايهما تخشى اكثر الحب أما الموت ..؟
هز نادر راسه مع ابتسامه رضاء وقال .. الموت, مثل الحب, فيه الكثير من التفاصيل العبثية ، ربما أخشى على قلبي أن يصاب بالجفاف
فقالت يارجل الا تريد ان تخاطبني بلغه افهمها ..؟
وضحك نادر حد الموت وقال اعتقد اننى اتكلم بالعربية
المجهولة (نور )... حدثني بأي لغه المهم ان تكون مصطلحاتها في حدود استيعابي .. وأكملت وماذا سيكلفك الحب ان فتحت له قلبك من جديد ..؟ ابتسم قائلا ربما ..يكلفني ما لا أحبّ
المجهولة (نور ) ...هل فعلا تخاف من الحب؟
نادر .. هل تعتقدى بأنى مصاب باضطرابٍ عاطفي
المجهولة (نور ).. لا .. ولكن ربما انت من النوع الذى لايومن الا بعلاقاتٍ عابرة فقط
نظر اليها وقال .. الايام ستجيبك على هذا السؤال فانا لا ازكى نفسى
وحاول تغيير مسار الحديث قائلا .. ما أجمل الليل فى هذه المدينة
المجهولة (نور ). يبدوا بانك من عشاق الظلام ..؟!!
أسترخي على كرسي الصالون وقال لكل ظلمه نور ولكل بدأيه نهاية
نظرت اليه وهو يسترخى وافسحت له مجال اكثر بالصالون ،وقالت نعم يمضِي كل شيء ولكن شوائب الأحداث تبقى عالقة بالذاكرة طويلا
اعتدل فى جلسته وقال : صحيح ولكن فى بعض الاحيان قد تختفى الشوائب بسبب أفكار جديدة .أو ... ولم يكمل وسرح بخياله بعيدا كان قد تذكر زهرته ولم يفق الا حين سمعها وهى وتساله ..أو ماذا ... نظر اليها مطولا وقال أو أشخاص آمنت بهم في لحظة صدق. .
كلمه مثل السهم وكأنها اخترقت الحوار وقتلته ودب الصمت بينهما طويلا وكسره نادر بسؤالها ماذا تشربين ..؟ قالت كالعادة شأى اخضر شرط ان يكون بالنعناع المنعش
جلب النادل الشاي ووضع نادر كعبة واحده من السكر بينما وضعت هى ثلاثة مكعبات متتالية وبدأت بتحريك مكعبات السكر بالكوب لم تكن عينيها على الكوب بل كانت مسلطة على نادر وتتأمله وكأنها ترسمه وحين يرفع عيناه تدير وجهها سريعا الى الكوب وكأنها لم تكن تنظر اليه
وبعد صمت قالت : لماذا طلبت منى حضور الجلسة ..؟!! طالما انت لست مستعدا كى تخبرني عن نفسك بشكل استطيع فهمه ..
أو بالأصح سنؤجل هذا لاحقا حتى تكون مستعدا لما ترغب البوح به .؟!!
اعتدل نادر وحكى لها كل شئيا تقريبا بالتفصيل حول قضية الخنساء وطلب منها أن تنشر التفاصيل وان تركز على الخنساء والزعيم فقط فهما اساس القضية دون التطرق اليه من قريب أو بعيد وأن يكون اسمه كما هو المتسكع أو المجهول اذا كان لابد من ذكره ..

فقالت لقد بدأت بالفعل بنشر احداث المحاكمة منذ اليوم ولقد لاقت متابعة كبيرة ... ولكن .. ماهي الخطوة الثانية ..؟
فقال كل شيء مرهون بوقته هناك امرا أفكر فيه وسوف نتحدث عنه لاحقا .
المجهولة (نور ) .. حسننا سأفعل هذا .. ولكن لدى حزمة أسئلة اريد اجابتك عليها .. لأنها تؤرقني كثيرا متى ستجيبني عليها ..؟
نادر.. مثل ماذا تحديدا .. ؟!!
المجهولة (نور ) .. اريدك أن تحدثني عن حياتك الخاصة بشكل افهمه أو بمعنى أخر أن تمنحني بطاقة عبور كى اغوص في غموضك قالتها بابتسامه ثم رمشت هذوبها ورفعت اصبعها وهى تقول ..قلت عبور لا اقامة ولا حتى تسوق
علم من كلماتها و نظراتها بانها امرأة تبحث عن وطنا لها ولأتريد ان تقع في حب رجل يخذلها من جديد .

ولكن هل يستطيع نادر ان يوفر لها الامان الذى تبحث عنه..؟!!

وبعد صمت طويل قال .. الا يكفى ما حدثتك عنه ..؟
قالت وهى تبتسم .. .بالتأكيد غير كافي لأنك تحدثني بكلام مبتور والغاز لا افهمها ..!!

نظر اليها نادر بصمت فهذه المرأة بدأت تثير مخاوفه من اصرارها على معرفة ماضيه ،وبعد صمت طويل رفع عينيه قائلا: .. لماذا انت مصرة على معرفة الماضي ..؟
المجهولة (نور )... وضعت يدها تحت ذقنها وكأنها تقول لانى احبك ولااريد ان افقدك ولكن صمتك يخيفني ثم رمشت عينيها وهى تبتسم وقالت وانت لماذا لا تريد ان تخبرني عن حياتك ..؟
نادر لأنه ماضي وما تعودت .. بأن أحدا يسالني عنه ..!!
هزت راسها قائلة .. . ...ربما شبح الماضي تمكن منك كثيرا
نادر .. بابتسامته المعهودة هذا ما يعتقده الاخرين ..
المجهولة (نور )... ولما .. تعتبرنى مثل الاخرين ..؟
نادر .. .ربما .. ما سأخبركِ به قد يؤرقك كثيرا
المجهولة (نور )... لن يكون اكبر من غموضك الذى يؤرقنى كثيرا حد الوجع
نادر .. الى هذه الدرجة ياسيدتى ..؟!!
المجهولة (نور )... بل اكثر مما تتوقعه ياسيدى
نادر ..ولكن لاشى مهم استطيع اخبارك به
المجهولة (نور ) .. حدثنى ربما ما ستقوله سيكون مهما بالنسبة لى
نظر اليها نادر مجددا ولم يستطيع تجاوز نظرات عينيها وهى متلهفة لمعرفة ما سيقوله لها ، وقد سافرت به ذكرياته في نوبة صمت طويلة وأحس بانها تطلب منه الغوص فى عمق بئر كى يجمع لها مادفنه من زمن ، رغم انه شعر برغبة فى تفريغ شحنة الصمت التى كانت تسحق دواخله واراد ان يخبرها عن كل شئيا حتى يزيل عن كاحلة حملا ،ولكنه قد نسى كل شئيا ولا يتذكر الا رحيل زهرته وكانها قد تبخرت من ذهنه اشياء كثيرة وتفاصيل مثيرة ،وبعد صمت لم يجد نادر مفر من اخبارها بما تريد وحاول الا يكشف كل اوراقه امامها دفعه واحده ،وأشعل سيجارته وقال هل تريدي أن أحدثك عن شبح أمراه لازالت تجلس وحيدة بعمقى منذ زمن ولم تبرحه رغم رحيلها أما ترغبين أن احدثك عن وطن ضاع ساعة حماقة واصبح ابنائه يمزقون ما تبقى منه وكأنه غنيمة حرب ..؟ اما تريدى أن اخبرك لما انا هنا ، وصمت برهه وهو ينفخ سحابه دخان من سيجارته وقد دمعت عيناه فجأة لكنه حبسها بقوة حتى تجمّدت فى عينيه ،الا أنها رأتها وعلمت بانه مجروح ولكن لاتعلم اهو جرح الحب اما الوطن كانت تريد أن تساله ولكنها سريعا خمنت بان هذا الرجل حتما ..لا تبكيه أمرأه مهما كانت عظمتها بقلبه ،وبابتسامه لا تخلو من الغيرة والدهاء الأنثوي ..قالت ..حسناً حدثني أولا عن تلك المرأة القابعة بداخلك ..؟
ابتسم وكأن ثلوج الدمعة قد ذابت فى عيناه من تلك الابتسامة الأنثوية اللعينة التى تزيل من عظماء الرجال التوتر .. وقال حقا لا اذكر عنها شئيا سوى اننا التقينا ذات يوم جميلا وافترقنا ذات مساء حزين
تنهدت بعمق ومدت يدها كى ترتشف رشفه من الماء ثم نظرت اليه بنظرة استغراب و قالت ..هذا كل شىء ..؟
نادر .. ربما هذا ما بقى عالقا بذاكرتي منذ أن افترقنا او أننى كنت مخطى حين اعتقدت بان لا احد سيسالني عنها في يوم من الايام لهذا هجرت قلبى من اجلها ونسيت الماضي أيضا من اجلها
اقتربت منه كثيرا حتى التصقت به ورفعت يده اليسرى ووضعتها حول عنقها وهى تتمتم بكلمات لم يسمعها نادر .. ثما قالت بصوت مكسور ..الا تتذكر شئيا اخر عنها..؟
وبداء نادر كأنه ينفض غبار الذكريات عن كاهله ، وشعر برغبة تعتريه كى يفرغ شحنة الصمت دفعه واحده لهذه المراة ثما نظر اليها مجددا ولم يستطيع تجاوز نظرات عينيها وهى متلهفه لمعرفة ما سيقوله لها وتابع قائلا : كل ما اتذكره أنها اختفت وهى تلوح لى بيدها حتى توارت عن ناظري واخذت معها شيء يخصني ..
المجهولة (نور ) .. وما فكرتأن تلحق بها..؟
نادر .. لم أفعل ..
المجهولة (نور ).. ولماذا لم تلحق بها طالما اخذت منك شئيا يخصك ..؟
نادر ..لم افكر بان الحق بها ربما كنتُ أناني يومها ورأيت الصواب من أعطاني ظهرة لابد أن اعطيه ظهري مهما كان ..
المجهولة (نور ).. وماهوا الشيء الذى اخذته منك ..؟
نادر .. شيء لا وصف له .. ثم نظر الى السقف وقال ربما مثل الشمس المشرقة
المجهولة (نور ) .. ضحكت بخفه قائله حسناً أكمل ماذا شعرت حينها ..؟!!
نادر ..شعرت بانها لن تعود وتركت فراغا بداخلي تلطمه الرياح اينما توجهت ،تنهدت المجهولة واخذت يده الاخرى ووضعتها على قلبها وضغطت عليها وكأنها تقول انا سأملأ هذا الفراغ و شعر نادر بأنفسها حين تنهدت فضمها اليه بقوه فهي الوحيدة التي لمست شيئا بداخله وقال كل ما اتذكره بآتها اتجهت للشرق وانا اتجهت الى .. ما .لآ ..اعلم ومن يومها وانا اتسكع لا اعرف اى طريق اختار
المجهولة (نور )... أفهم بأنك لم تبحث عنها رغم انك كنت تتمنى أن تجدها مرة اخرى ..!!
كان نادر خبيث نوعا ما واراد أن يعرف ردة فعلها وهى بحضنه فقال بابتسامه ليس ضروري ان تعرفي الباقي
الا انها كانت ايضا خبيثة وقالت حسنا دعني أبقى هكذا وأن نمت رجاء لآ توقظني ابدا الا أن تذكرت عنها شئيا وأغمضت عيناها ودفنت راسها على صدره فقبل نادر راسها وشعر حينها بانه ملك لا تنقصه سوى مملكة يأوي اليها وكأنت تلك اللحظة قد زرعت بقلبه الدف والطمأنينة .،التى افتقدها زمنا طويلا فأيقظتها تلك المرأة العنيدة وفى زمن لا تعيده الذاكرة استجمع نادر تلك السنين الغابرة وكأنها كانت فى تابوت بقعر بئر
وقال .. من يومها لم اتوقف عن المشي .. ولا أعرف حتى الهدف من المشي ربما لو توقفت عن المشى يوما ما سـ اتذكر الغاية من المشي
تنهدت وهى مصدومة مما تسمعه من طلاسم وحبت ان تجاريه فقالت ولكن أين اختفت تلك المرأة ..؟ وكيف اختفى الماضي كلة وبابتسامه مزيفه قالت لا تقول لى بانها سرقت حتى ماضيك..؟
قال ..اختفت تلك المرأة واختفى الماضي بكل حجمة فجأة كأنه لم يكن لى ماضي
لم تعلق المجهولة على كلامه وأكمل هو قائلا .. على كل حال اردت ان اكون هكذا بلا ماضي يذكرني بها فالمشى بلا عنوان ربما افضل من الوقوف والتفكير في شئيا ابعد من السراب
المجهولة (نور ).. ولكن كيف تفضل بان تكون وجهتك مجهولة الى الابد . .؟!!
نادر ... لدى رغبة بان امشى خلف السراب حتى اختفى بالصحراء
أو سأبقى هكذا عابرا فى حياة الاخرين خاصة الذين يهمهم الماضي فقط .. في اشارة يقصدها هى تحديدا
المجهولة (نور ).. بنوع من عدم الرضى انت ترغب بان تكون مجهولا الى الابد ..؟!! .. اما لاتريد ان تستقر
نادر .. قلت ..عابرا وليس مجهولا ..
المجهولة (نور )..... ولكن بالنسبة لى لازلت اعتبرك مجهولا
نادر ... بعصبية قال هذا شىء يخصك انتِ ..فكيف تضعي نفسك بأحضان رجل تعتبريه مجهولآ ..؟
رفعت يده واعتدلت في جلستها وظهرت عليها ملامح الغضب واعتبرت رده اهانه لها ،وشعر نادر بانها تضايقت من رده المتسرع وربطت شعرها ثم قالت ....انا لا اقصد ما فكرت فيه انت .. ولا تعتقد بأنى رخيصة ولو ما كنت اعلم بانك خلوق ما جلست معك لو ماكنت ما أومن بانك مختلف حقا انت لأتعرف حتى كيف تفرق بين النساء .. لقد أست الفهم ياسيدى
انحرج نادر من ردها القوى الذى زلزل محيطه وقال انا ما وصفتك بهذا بل سالتك كيف تجلسين مع شخص وتفتحي له قلبك ثم تعتبريه مجهول اليس هذا شتى غريب ؟
المجهولة (نور ).. انا افرق بين اخلاقك وماضيك فأخلاقك عرفتها منذ اول لقاء وعلمت بانك رجل قل وجودة بهذا العالم وما قصدت الا ماضيك لأنني بالفعل اجهله تماما وهذا مايخيفنى
فلم يجد نادر.. ردا وكأن الكلام قد تبخر وقال لقد وضعتينى في زاوية ضيقه ..اننى اعتذر منكِ
المجهولة (نور ) انا ما أردت احراجك بل حبيت ان اسالك لتكون الصورة واضحه أمامي واعرف مع من اجلس . عموما انسى الامر فطالما نيتك حسنه انا ايضا اعتذر منك
وبعد صمت ونظرات متبادلة كسر هو الصمت وقال كنتِ تودين ان تسالينى عنى شئيا ما هو ..؟
وبلكنه لا تخلو من العتاب والملام ودون حتى أن تنظر اليه هزت راسها حتى انسدل شعرها وقالت .. لأشيء
أحس نادر بانه قال شئيا عظيما وانها لازالت غاضبة منه فاقترب منها ووضع يده على خصلات شعرها ووضعه خلف اذنها فنظرت اليه نظره ارتياح فرغم المكابرة خانتها دمعه وكادت أن تسقط منها الا انها تماسكت ، وضلت فى حالة سكون وهى تنظر الى الارض طويلا ،وبعد ان رفعت راسها رأت فى عينيه بريق الاسف ، بينما اراد نادر ان يمازحها كى تبتسم ،وسحب من علبة سجائره سيجارة ومدها لها قائلا هل السيدة تشرب سجائر الدرجة الثانية ..؟
فأخذتها منه ووضعتها بين اصابعها وقالت.. تبا لك ماكنت يوما اترفع عليك !! فأصابته الدهشة وهو ينظر اليها ولا يعرف ماذا يقول ، فقالت من فضلك اشعلها
فأشعلها وهو ينظر اليها باستغراب فأعطتها له قائله انفخها بوجهي احب استنشاقها منك ففعل وهو يبتسم ثم اخذ يدها وبداء يٌقلبها بين يديه وكأنه يقرا كفها وهو ينفخ سيجارته ..
وقال انا اعلم بانك .. نقية كنقاء الصحراء من قاذورات ونفايا العالم
فقالت .. قرأت هذا من كف يدى اما هو اعتقادك الصادق..؟
فقال .. بلا ليس اعتقادى .. بل هو إيمانى الصادق
المجهولة (نور ).. وماذا قرأت في كف يدى ..؟
نادر انا .. ما قرأت كف يدك ..بل قرأت ما خلف عينيك
ابتسمت وقالت بدهشة غامرة .. شيء لايصدق .. اخشى بانك قد قرأت قلبى ايضا ايها الماكر ..!!
قال معقباُ .. انا لااحتاج الى المكر فى التعامل معك، ربما كنت محتاجا إلى مهارات صغيرة في التخاطب معك حتى لا أفقدكِ وتوقف الحديث بينهما بعض الوقت ولااحد يعرف ماسبب هذا الصمت ، ربما امطار رومانسية هطلت عليهم بعد المشادات العفوية وكان كلاهم يراقب الاخر بصمت ،فكانت هى تريد منه كلمه واحده وهى الاعتراف له بحبها الا انه بخل بها عليها ،اما هو كان يريد ان يعرف كل لفض صدر من شفاهها حتى ان كان بلا حركة ولا صوت
وبعد صمت ..قالت ما وجدت بيدي ..؟
فقال ..رغم انى لا أقراء الكفوف ولكن كف يدك فيه الكثير والكثير
فقالت ولاشك بانك لن تخبرنى منه شئيا .؟
قال بالتأكيد .. وانتِ لن تسالين ..؟
ونظر اليها كثيرا وقال الا تعلمين . بكِ ميزه احبها كثيرا .. .
ضحكت بخفه قائله ياترى ما الشى المميز ..؟!!
قال بهدوء .... حين تغضبين تصبحين جميلة

سريعا قالت ياسلام .. وأكمل قائلا وحين يتلاشى منك الغضب .. تصبحين اكثر جمالا..
قالت وماذا ايضا ..؟
قال أنتِ جعلتني انظر للحياة من جديد ،بل جعلتي منى شخص جديد
قالت وكأنها مستغربه ...انا ..؟
فقال نعم .. انتِ ....والشيء الذى لا تعرفينه كنت قبل ان التقيكِ رجل قد اصاب الجفاف قلبه ، وكان يتحدث بصدق وهى تستمع اليه وكأنه حلم لاتريد ان تستيقظ منه
وضلت فى حالة سكون بين الحيرة والاستغراب وبين التصديق والا تصديق
ثم قالت ... كل هذا فعلته انا ..؟!!
معقباً قال ..اجل .. وبهدوء هل تعرفين كيف فعلتى هذا ..؟
قالت .. لا
فقال .. لأنك تشبهين تلك المرأة بكل شئيا
كانت سعيدة وحزينة بنفس الوقت حزينة لأنه شبهها بامرأة اخرى وسعيدة لانها كسرت الطوق الذى ضربته حوله تلك المرأة وسريعا غيرت الحوار وعادات الى حيث توقفوا وقالت ..كنت اود ان اقول لك ماذا يعنى لك الماضي ..؟
نظر اليها نادر بابتسامة تملؤها نشوة الماضي الجميل وقال الماضى هو الطريق الذى لا نستطيع أن نعود اليه من جديد
المجهولة (نور ).. حتى ان علمت بانك ستجدها فيه
نادر .. حتى لو تمنيت هذا فلا يمكن العودة للماضى
المجهولة (نور )...اعتقد بانك لا تحن كثيرا للماضى ..؟!!
نادر : تنهد وكأنه يبحث فى اعماق ذاكرته عن شريط الماضي الذى طواه من زمن ثم قال .. لا أضن بأن احدا لا يحن للماضي .. ..فالماضي دائما جميل بكل ما يحمله من شقاء وسعادة
المجهولة (نور )... انا ايضا احن الى فترات معينة من الماضى .. ولكن ليس كله
يتوقف الحديث بينهما فترات قليلة وهما يرتشفان قهوة المساء على انغام موسيقى هادية وبعد فترة من الهدوء والاسترخاء الفكري ساورها الشك بماضيه وبخبرة صحفيه ودهاء أنثوى قالت
الا تريد أن تحدثني حتى عن طفولتك ..؟ امسك يديها بين يديه وقال هذه الأيادي الناعمة تذكرنى بطفولتي، ابتسمت المجهولة وقالت الحمد لله بان ، يداي ذكرتك بشئيا عن الماضى وابتسم هو ايضا وقال .. لا اتذكر شئيا عن طفولتي رغم انى عشت حياة طبيعية نقية وصافية بالصحراء
المجهولة (نور ).. تقاطعه .. اذا أنت عشت في صحراء لاشك بانك كنت وحيدا ولم تستمتع بشبابك مثل جيلك ..
نظر اليها نادر استغراب وقال وهل هناك اجمل من الصحراء
المجهولة (نور ).. انا لااعرف الصحراء واعتقد بانه لاشىء فيها سوى الغربان والموت لا اضن بان الصحراء .. تنبت حتى العشب والورود
نادر .. ..حقا ..الصحراء لا تنبث العشب ولكنها تنبت المبادي والقيم
المجهولة (نور )... وماذا ايضا ...؟
سريعا قال الصدق والاخلاق والوفاء وصمت لحظة .. فقالت له اكمل وماذا ايضا ..؟!!
ضحك نادر وقال لا اضن بانك ستفهمين وصفى للصحراء حقا هى مملؤة بالغربان والعقارب فدعيها الى اهلها ..
المجهولة (نور )... ابتسمت وقالت حسناً حدثني بلغه افهمها ..؟!!
الا انه سرح بأفكاره وهو ينظر الى عمق عينيها ولم يرى سوى طوفان من الأسئلة وفهم بانها لن تنام دون أن تغوص في بحر غموضه ،ولم يفوق الا حين قالت .. سأقول لك شئيا ..
نادر .. قولى انا اسمعك
المجهولة (نور ) ..انا عشت بماضي قاسى ومؤلم جدا ..وظننت انني سأبقى هكذا. .. الى درجة اننى بكل مرة اقول انني احتاج الى طبيب نفسي هو من سيريحني منه ،ولكن يوم التقيتك تلك الليلة وحكيت لك عنه رحل بلا رجعه .. فربما لو فتحت لى قلبك سيرحل عنك
نادر .. اعلم بانك مررتِ بماضى قاسى ..لهذا انتِ تسالينى عن حياتى الخاصه ..؟
فقالت اصدقنى القول .. هل ماضيك سيء اما قاسى لا تريد ان تتحدث عنه ..؟
نادر ..ابدا هو ليس سيء كما تعتقدين ولا حتى جميل كما كنت اتمناه ولكن سأقول لكِ شئيا
المجهولة (نور ) ..قل واتمنى الا يكون غامض ايضا لاننى لم افهم منك شئيا من الاساس ..
بابتسامه قال ..دعى الماضي يمضي كما هو . . فهل سمعتِ بشخص ربح سباقا وهو ينظر خلفه ..؟!!
المجهولة (نور ).. لقد غلبتنى فالفعل .. لن اطلب منك شئيا يخص ماضيك ابدا اذا كان يزعجك هذا ..!!
نادر .. لاتفكرى بان سؤالك يزعجني .. ولكن لا جدوى من الحديث عن الماضي .. لقد علمتني الأيام أن القلب كالبحر فكلما كان غامض كلما كان اجمل
انا اريدك ان تكوني مركزة على القضية لأنها اكثر تعقيد من حياتي الخاصة وهى اكثر اهميه من ماضي حياتى وبذكائها المعتاد غيرت سياق الحديث ..وقالت ..انا جائعه ..هل انت جائع مثلى ..؟ قال اكيد اشعر بالجوع مثلك
قالت اذا هيا بنا الى صالة الطعام وكان هذا أول عشاء يجمعهم مع بعض ولم تسأله عن حياته وكان الحوار يدور حول العادات والتقاليد في لبنان وأمور اخرى عامة وبداء نادر يستأنس لها وراق له هدوها بعيدا عن استجوابه وكان مسلط عينيه عليها وهى تأكل بشراه غريبه وبعض الاحيان تقول له اغمض عيناك وافتح فمك وتضع الاكل بفمه وهى تضحك من وسط قلبها فرغم غموضه كانت امامه كتاب مفتوح واحس بسعادتها معه وتمنى ان يرضى فضولها كى تنام هنئيه عن التفكير بماضي لا يحمل سوى بعض الذكريات المؤلمة واحس بان الوقت معها لا يقل اهميه عن قضيه الخنساء ، وأن هذه اللحظات قد لا تتكرر واراد ان يفتح لها قلبه
عن مصرعيه
وجمعتهم تلك الليلة مائدة في أجو اء رومانسية .. عاشوها سويّاً وكانت تلك اللحظات منعطف في حياة نادر وشعر بان الوقت قد حان كى يلقى بنفسه فى احضان امرأة مميزه واحس بان شئيا كان ينقصه منذ زمن ،ربما هى من تستطيع أن تسير به الى النور ،..اما هى رغم سعادتها الا انها بعض الاحيان كانت تخاف من نظراته الغريبة خاصه حين يمسك يدها ويثنى اصابعها وهو يلاحقها بنظراته المتواصلة بصمت والتى كانت تربكها وتخفيها ،ولم تفهمها واحست بان نظراته اصبحت غريبه وانه ينظر اليها بمعق واعتقدت بانها نظرة شهوة لا اعجاب وبدأت الظنون تساورها والشكوك تخبرها بانه يريد ان يجردها حتى من ملابسها بهذا المكان المغلق
فكان مكان العشاء مجهز رومانسيا للعشاق والعرسان وبلا رقابة ولا احد يدنو منهما الا بطلب الزبون ،وحتى الاكواب والصحن والإنارة تحمل أثارة رومانسية قوية وبذكاء المرأة قالت سأختبرك أى نوع انت من الرجال ..
ونظرت اليه وقالت اليس غريبا بانك لم تخبرنى حتى عن اسمك ..؟
فقال لها . اعتقد بانك لم تساليني عليه .. هل يهمك كثيرا
فقالت ربما ..انت من يهمنى اكثر ..
ونظرت اليه نظرة فاحصة تخللتها ابتسامة رسمت جمال شفتيها وقالتalmjal2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5744
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime12/02/19, 09:42 am

حسناً حدثني عن حياتك فى المانيا وعن علاقتك بالنساء وكان يعلم بانها تكره الرجال الذين لهم علاقات نسائية متنوعة وحاول المراوغة ، وقال مثل الاخرين لاشى جميل ولا حتى سيء كل شيء نسيته واصبح من الماضي تستطيعي القول باننى اعشق الوحدة والظلمة
المجهولة (نور )... افهم من كلامك لم تتعرف على نساء فى المانيا ..؟
نادر ..هذا ليس مهما الان ..؟ ارتعبت من كلامه وصدقت مخاوفها وتمتمت قائله ياليتنى اعلم بنواياك حتى استريح وقالت .. اذا افهم بانك تعرفت من قبل على نساء ..؟
نادر ..ربما .. كانت تجارب عابرة
المجهولة (نور ) ...ولكنك بقيت هناك خمس سنوات متتالية قبل عودتك
نادر ..نحن نتكلم عن الحاضر فدعينا من الماضي ، كانت كلماته عفوية وعاديه ولم يفكر بانها كانت ترتعب منها بينما هى كانت تضع تحت كل كلمه علامة استفهام وواصلت تقصيها حول ماضيه قائله ... تريد ان تقول بانك كنت لوحدك طيلة تلك السنوات ..؟ بلا صديقة
نادر .. انا لم أقل هذا .فــ الحياة ...هناك تختلف لاشك بانه كانت هناك صديقة ولكن ليس بجمالك لم تنظر اليه ولم تتمسك بتلك الكلمة رغم انها تسعدها ان كانت بلا نيه خبيثه واعتبرتها مرواغه من مراوغته لبلوغه هدفه
وقالت لكن غريب انك تعرفت على نساء المانيات ولم تتزوج منهن ..؟ اليسن جميلات بنظرك
شعر نادر .بان في الامر خطبا ما وقال . هل تعتقدين حين كنت فى المهجر لاافعل شئيا سوى معرفة النساء او التفكير بهن.؟
ضحكت من وسط قلبها وهو يخاطبها بلهجة بدوية صرفه
وقالت ... انت تملك قدرة عجيبة على تبسيط الامور والهروب مما لاتريد قوله ..
نادر .. ليستُ هكذا تماما .. سوف احدثك ..السنة الاولى قضيتها فى تعلم اللغة الالمانية حتى استطيع التعامل مع الالمان وكنت اتردد على مقهى حميمى وأقضى فيه أوقات الفراغ وكان هذا المقهى تتردد عليه الفتيات والسياح وكنت اجلس هناك فترات طويلة لوحدى ولم تثير اهتمامى أى فتاه رغم انى كنت اتقصى وجوه البنات وكنت اقول تلك اروع من الاخرى ولكن لم أجرؤ على الاقتراب من أى منهن رغم انى كنت بحاجة الى من اتحدث معها ولكن كان هناك شئيا لا اعرفه يمنعنى من الاقتراب من أى فتاة ربما شبح الماضي لازال يؤسوس لى ..
وبعد جدال مع نفسى قررت أن اتقرب الى احداهن على الاقل استفيد منها اللغة الالمانية واعرف شئيا عن ثقافتهن الغربية
المجهولة (نور )... وهى تضحك ..بوح بوح يا ابو واحده ..اف منكم معشر الرجال ..
ضحك نادر واكمل وذات يوما مرت بجانبي فتاة وجلست قبالي في الطاولة المجاورة لى ، لم انتبه لها لاننى كنت مشغول بهاتفى ولم تقطع هي تاملى رغم انها كانت مركزة بصرها نحوى ، وحين رفعت بصرى قد رأيت مالم أراه من قبل فى أنثى وكأنها ياقوته استخرجت من عمق البحر
تنهدت المجهولة قائلة ...كم انت بارع في الوصف اكمل اكمل
نادر ..لم استطع رفع أو خفض بصرى عنها وكأن البصر تجمد فى تلك النقطة ولا شعوريا اتجهت نحوها ... دون الأستاذان جلست قربها
تقاطعه ... هل هى بنت اما كانت منفصله ..؟
نادر ابتسم وقال هناك في الغرب وخاصه المانيا يكرهون ان تسالهم هذه الأسئلة الخاصة لانهم يعتبرونها سخيفه ولأتفرق معهم هذه الامور .. حسب ما فهمت منها كانت مخطوبة وخطيبها قتل في العراق وعلى فكرة بعد فترة قطعت صلتى بها نهائى وعدت للعزلة
المجهولة (نور ) ... لهذا انت تطبعت بطبعهم .. سريعا هز راسه نافيا وقال من تربى في الصحراء صعب ان يخلع اصله ويرتدى قناع مزيف
المهم بعد ذلك لم اجد الوقت كى احب أو اتعرف على اخرى فكان عملي ودراستى هما أولوياتي فليس لى دخل اعيش منه والصداقة والصحبة هناك تحتاج الى مصاريف للخروج في نزهات وسهرات
ونظر اليها .. وقال اعتقد هذا كافى
وضعت يديها فوق بعضهما على الطاولة وقالت .. لا اعرف ماذا اقول لك بنفسى سوال ولكن حتما لن تجيبنى عليه
فقال اسالى ..
لكنها تراجعت وقالت هذه حياتك وانا لا أريد ان اكون فضوليه واعرف شئيا لا تريد البوح به
امسك يدها ونظر طويلا في عينيها وهو يفكر بامر ما وقد دب الخوف بقلبها ولاتعرف فيما يفكر ،بعد تفكير طويل راء بانها ستفشل في مهمتها ولن تكون مركزة طالما لازالت تفكر فيه وفي غموضه وقرر ان يحكى لها عن حياته بشكل تفهمه
وقال لها لا احد استطاع اختراق عالمي وماكنت اضن بان امرأة ستاتي من العدم وافتح لها قلبى على مصرعيه الا انتِ
وبداء يحكى ويحكى دون توقف فقد كانت هى الاولى التى يفتح فيها قلبة بهذا الشكل ، فكان يريد ان يقول لها كل شىء عن نفسه دفعة واحدة حتى تنجح في مهمتها ، وكان لا يريد ان يخفى عنها حتى قصة زهرته رغم انه تجنب الحديث عنها بشكل واضح لأنه كان يعلم بان الغيرة قد تؤثر عليها ، ولكنها لم تكن ساذجة بل كانت اذكى مما توقعه نادر واستمر يروى لها جزاء كبير عن حياته ولم يخفى عنها حتى شعورة نحوها في اول لقاء جمعهم تلك الليلة قبل حادثه المقهى السياحى
وقال .. بعد ان فقدت اول حب بحياتي بدأت ضيقه اخرى تسكنني .. ضياع لا اعلم الى اين يأخذني .. ثم توقف فجأة ونظر اليها مطولا .. واكمل ..وحين التقيتك تلك الليلة شعرت بانى قد وصلت الى بر الامان ، ولم افكر باننا سنلتقى مرة اخرى
فقالت ..وكيف وجدتني ...؟..!!
فقال .. وجدتك جميلة من الداخل والخارج ثم اخذ احد الشموع وقال انت مثل هذه الشمعة ،الفرق بينكما انها تحترق مع الوقت وانتِ تزدادى اشراقه مع مرور الوقت
لم تعقب عن كلامه واعتبرت ما قاله عنها مجرد مجاملة من مجاملات الرجال أو ربما كان مجرد شعور عابر فلو كان يميل اليها لكان اتصل بها من فترة وسأل عنها .
واقتنعت ، بانه لا يوجد بينهما رابط سوى المصلحة المتبادلة وكان يراودها شعور بانه لازال يخفى عتها شئيا ما ..فطالما لم يعترف لها بانه رجل سيأسى أو وزير أو حتى من المخابرات يبقى كل ما قاله مجرد تمويه وبعد تفكير .. قالت حسننا ماهو اسمك ..؟
قال اسمى نادر من ليبيا مقيم بتونس واعطاها نبذه كامله عن نفسه .. حتى قال لقد اتيت الى هنا برفقة صديقى الذى كان يرافع فى قضيه الخنساء.
فقالت اذا انت لست من السلك الدبلوماسي ..؟
فقال .. لا ..
فقالت ... هل تريد ان تقنعني بهذا ..؟!!
اخرج لها جواز سفره وقال هذا جواز سفر مواطن اما سيأسى.؟!! فقالت حقا أنت مواطن ولكنك لخبطتني بغموضك ..
ضحك وقال ..انا لست كما تعتقدين لست وزيرا ولا حتى سيأسى ولا اعمل حتى في الدولة فقط ..مجرد رجل بسيط عادى لا احد يهتم بأمري بتاتا ..
قاطعته سريعا ... طيب ..ماذا تعنى لك الخنساء ...؟!!
ابتسم وقال لاشى فقط اريد برأتها.. وهذا ما أريده منك ايضا
صمتت قليلا وهزت رأسها باستغراب ثم قالت : ولماذا أنت مهتم بأمرها الى هذا الحد ..؟!!
صمت نادر قليلا وتذكر نفس السؤال الذى سالته محاسن تلك الليلة وقال .. لاشى .. ولأ أضن بانك ستصدقين
فقالت ..لا تقول لى بانك تركت اعمالك من أجل أمراة لاتهمك
عبس وجه وهو ينظر اليها الا انها انتهبت للخطاء الذى اقترفته بهذا الكلام وقالت لا اقصد ما فهمته ، ولكن بهذا الزمن ما تفعله انت يعتبر مستحيل .. ولم يرد عليها وبقى صامتا كالصنم ثم قال ربما ستعرفين الاجابة بنفسك ذات يوما
وبعد نظرات متبادلة قالت وما المطلوب منى تحديدا الان ..؟
وأستمر بصمته طويلا وهو يري .. فى عينيها الغيرة ثم ..قال .. لأشيء انسى كل ما قلته لكِ بخصوص الخنساء وهم بالخروج الا انها امسكته من يده قائله اجلس ولاتهيننى مرتان ..اقسم لك لو خرجت لن تراني مرة اخرى

انتهى


بقلم ابن البادية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة البادية
عضو متألق
عضو متألق
عاشقة البادية


اوسمة خاصه : وسام اوفياء المنتدى
علم دولتى : الجزائر

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : ادارية متميزة

الجنس : انثى
الاسد التِنِّين المساهمات المساهمات : 134
الـنــــقــــاط : 2148
تاريخ الميلاد : 31/07/2000
تاريخ التسجيل : 11/02/2019
العمر : 23

رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime17/02/19, 04:23 pm

قصة وسط القصة
واحداث اجبرتني على متابعتها وقراءتها من الفها الى يائها
بل الغوص فيها والتعمق
وجدتها جميلة جدا بل رائعة
فقرات واعدت القراءة
وكنت كل مرة اعود لابدء من جديد
سرد ممتع وتتبع لاحساس الانسان
ومسايرة النبض والوجدان
اعجبني جدا ذكاء المجهولة وطيب روحها
وحسها المرهف
وصدقها وتلقائيتها
وسيطرة نادر عن الوضع
وتوجيه الحوار كما يريد هو
ليس غامضا كما يبدو لي
بل محاورا بارعا
وشخصية متفردة متمكنة من تسيير دفة الحوار
يقول ما يريد انى يريد وبالطريقة التي يراها هو
قد لا تكون الاحداث هنا لها صلة وثيقة بالمحاكمة
وقضية الخنساء
ولكنها تقربنا بشخصيات مؤثرة فيها
شخصية نادر والمجهولة
والتي بناء عليهما سيكون مجرى احداث الرواية الاصلية
وحيثيات المحاكمة
هنيئا لك كاتبنا المبدع ابن البادية
متمكن من ادواتك
رائع في سردك
خصيب بافكارك وخيالك الملهم
نرفع لك الكف تحية ثناء وتقدير
ونشكرك لهذا الامتاع
المشرق حرفا نابضا بالتميز
ونبقى على ضفاف حرفك الملهم
وكلنا شوق لقادم الاحداث المشوقة
تقبل حضوري المتواضع
اشادتي والاعجاب
تحية ود وتقدير
فائق احترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية لعبة الاقدار الجزء 20 بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الرابع عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الحادى عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء السابع عشر (17) / بقلم ابن البادية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جروح البادية 2022 :: ๑۩۞۩๑{ منتديات هوى الدمشقية للقصص والمدونات }๑۩۞۩๑ :: ۩ - هوى .. القصص والروايات ( بقلم الأعضاء فقط )-
انتقل الى: