منتديات جروح البادية 2022
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةhttps://i.servimg.com/u/f58/11/60/75/36/09-05-10.pngأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5744
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime25/02/19, 11:33 pm

رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية P_11501u32p1








رواية لعبة الاقدار





.............. الجزء الثالث عشر..........





توقف نادر مكانه وهى لازالت ممسكه بمعصمه وتبادلا نظرات كانت غريبه عليهما وخرجت من فمها كلمة عفوية خطفت من قلبه رغبة الرحيل ،وظل نادر صامتا وهو يترجم تلك الكلمة دون تعليق ،بينما أشاحت هى ببصرها عنه و بدأت متوترة بل مشدودة الاعصاب وقد تسمرت نظراتها التائهة بما سيقرره ،ولكنه انصاع لها وابدى ابتسامه ومرونة غير معهودة عليه بهذه المواقف ،وقال جمله لم تكن تصدق بانه قالها ،وتمنت أن يعيدها كى تسمعها مرارا فتلك الكلمة لم تكن تحتاج لترجمة بل كانت نور.. تريد تأكيدها لا غير .


مرت دقائق من الصمت لم يعد يفهم نادر ماذا يحدث ، بل لا يعلم حتى ما قاله ..!! فنظر خلفه فلا شيء يراه قريبا بمحيطه وكانه اصبح على كوكب اخر .. تجول ببصره مرارا وتكرارا ولكن لا شئيا يراه الا نور بوجهها المليح وقامتها المفرودة وهى تهدئ من روعه قائله .. نادر ماذا بك؟!!


ولكنه اصبح مثل الاخرس وفقد حتى القدره على الكلام ولم ينطق بأي كلمه ،حاولت نور ان تلمس وجهه الذى تجمد فيه الدم ،لكنه اشاح برأسه بعيدا عنها وهو يشعر بطيف يغرقه في ضباب لامنتهى له


تنهدت نور وقالت: بصوت هادى تخنقه العبرات تعال اجلس أنى أريد أن أحدثك ..!!


نظر نادر الى .. عينيها مباشرة، ثم طاطى راسه ، وهو لا يشعر بالرضا عن نفسه وقد ثنى قدميه امامه حاضنا اياهما مخفيا وجهه فيهما كطفل ارتك حماقه. وكانه يعاتب نفسه عن فعلته ثم رفع راسه واستجمع افكاره قائلا ..


الخنساء اكبر مما تتصورين فهي تعنى لى الكثير ومهما قلت لكِ فلن تستطيعي فهمى لأنى أنا أيضا لا اعرف مدى اهميتها لى شخصيا


نظرت إليه نور نظرة حانية ثم جلست بجانبه لتعطيه بعض الهدوء، ولم تكن تدري ماذا تفعل .. ثم قالت بهدوء.. لقد فهمت انت تريد ان تساعدها كي تتزوجها هنيئا لكم ..؟!!


هز نادر راسه نافيا وقال آه من غموضي ..ثم ابتسم لها ابتسامه عفويه . وسألها مازحا هل تريدين التخلص منى سريعاً ؟


قالت وهى تكتم ضحكها : لا .. ولكن : هل انت دائما بهذا الغموض ؟


أطال نادر النظر في عينيها .. ثم قال .ليس كذلك ولكنى اريد أن أسالك .... ماذا اعنى لكِ أنا سواء رحلت اما بقيت..؟


ارتبكت نور ولم تتوقع أن يسالها هكذا ... وقالت لا اعلم ..ولكن دائما انت بقلبي وحتى اني لا امل من رويتك.


ثم بلعت ريقها واحمر وجهها وقالت بخجل .. .. حسناً ..ماذا يعنى لك وجودى ..؟


دون ان ينظر اليها وهو يلهو بجواله قال. . لاشى ..!! خرجت منه تلك الكلمات ربما دون تركيز نظرت اليه بصمت وقد ضاقت بها الدنيا وكانت ترغب بالرحيل فقد كان نادر غير مركز فيما قال وحين رفع بصره اليها فوجدها غائصه في بحر من الحيرة والتساؤلات سريعا ..قال أجل لاشى اخبرك به رغم انى على يقين ... بانك تعنى لى كل شيء


هزت راسها بابتسامه استغراب .. وقالت .. انت تريد ان تجنني يانادر ..!!


سريعا رد عليها قائلا ..اليس الحب جنون يانور ..؟


نور .. فعلا أنت رجل مجنون .. ولكن كيف تريد ان تجمع بين إمرتين...؟!!


ابتسم من جديد، ولم ينطق بأى كلمه، وكأنه لم يسمع شئيا مما قالت نور وكانت هى تترقب ما سيقوله ثم قال.. ببساطه قلبى لم تخترقه سوى امرتان احدهم أختفت من زمن والثانية تقف على مقربه منى وتجادلني عن أمرأه لا يمكن نسيانها ببساطه ..


ادمعت عيناها وسقطت منها دمعه وقالت سأكمل معك الطريق حتى تسقط التهم عن الخنساء وأزفها اليك .. حقا هي تستحقك يانادر ..


نظر اليها نادر وعلم بأنها لم تفهم ماكان يعنى بالمرأة التى لا يمكن نسيانها ثم سافر بأفكاره الى حيث لا يدرى حاول نادر ان يتذكر اين هو ومن تكون تلك المرأة التى تتخلى عن سعادتها من أجله ثم استيقظ من سباته رغم انه لازال لا يتذكر شيئا ،فنظر اليها نظره لاتخلوا من الشفقه وراء الاحباط يلون وجهها والغيرة تحرق قلبها فرمى جواله على الطاولة وقال الخنساء بمثابة أخت لي وهى تهم صديقي محمود وهى ابنة عمة ولا استطيع ان ابوح لكِ بشيء يخصهما اما تلك المرأة التى لا يمكن نسيانها ولا حتى الوصول اليها ستبقى اجمل حلم مر بحياتى ولااسمح لاحد بان يجادلنى فيها حتى يطوى الموت صفحتها بقلبى..


نظرت اليه بأعجاب شديد وكبر في عينيها ومرت تلك الكلمات كنسمه شفاء على عليل القلب وارتسمت على تلك العيون فرحه مع شعله غيره ولكن الاعجاب كانى الطاغى على الغيره وسرعان سالته وقالت .. تلك الليلة كنت متضايق من خذلان صديق .. ياترى من هو ..؟!!


رد نادرا ..قائلا محمود ..


رددت الاسم محمود المحامى .. فقال اجل


خذلك ولازلت في صفه ..؟


نادر... نعم وسأظل الى صفه وسأفعل أى شي حتى ينهى ما بداه وعلى فكرة هو لم يخذلني برغبته .. هناك ضغوط اكبر منه ومنى وحين تنتهى القضية سنعود كما كنا ولا احد سيفرق بيننا سوى الموت .


كانت نور سعيده بما يقوله نادر عن محمود والخنساء وسرعان ما أشتعلت بقلبها مرارة الغدر وانطفت تلك السعادة حين تذكرت صديقتها التي غدرت بها ووضعت مقارنه بينها وبينه ،ولم تجد نور شئيا لتقوله سوى الصمت وبقت تتأمل نادر وكانه لوحه فنيه ،وكان الوقت يمر ببطء فالصمت دائما يمر ببطء ..ثم دار بينهما حوار طويل جدا وقد زال التوتر بينهما، حتى وصلوا بالحوار حول قضيه المقهى السياحي وسألته من كان المستهدف ذاك اليوم .؟!!


نادر ... كنت انا ومات النادل للأسف بسببى


نور ... انت من كان المستهدف ..؟


نادر .. أجل انا


نور .. ولماذا انت ..؟


نادر ... لأنني اقف بجانب محمود لهذا ارادوا قتلى حتى يكون محمود وحيدا ..


نور تساله باستغراب .. ومن يريد قتله ولماذا ..؟


كانت نور كثيرة الأسئلة ولديها فضول بان تعرف كل شي خاصه لما علمت بانه يبادلها نفس الشعور رغم .. تردده


وحكى لها نادر القصة كامله وكيف وصلت الخنساء الى هذا الحال وكيف رافق محمود من تونس الى القرية ومن ثم الى لبنان .واكمل حتى وصل الى لقائهم الاول تلك الليلة


كان نادر صادقا فى الكلام ورشيق فى التعبير فكانت هى تصغى اليه باهتمام شديد وشعرت بانها منجذبه اليه بطريقه غريبه فقد فقدت سيطرتها امامه واصبحت غير قادره على نسيانه رغم غموضه الا انها تعتبره رجل بحجم الوطن


وسألها هل تعرفين شيئا .. عن المافيا وتجار السلاح ..؟!!


قالت لا .. .لم اكن اعرف اى شئ عن هذه الامور كنت اكتب عن الجانب الاجتماعي فقط


فقال : ولكنك مهتمة بقضيه المقهى السياحي كثيرا وقد قمتى بزيارة اهل النادل المتوفى


انصدمت من معرفته بتحركها وسريعا قالت وتعرف ايضا بانى ذهبت لزيارتهم ايضا


فقال اجل ولم تكن زيارة واحده بل تعددت الزيارات


قالت ربما .. شغلتني تلك الأسئلة, واتخذت قراري بالعودة للقرية, بحثا عن جواب لمقتل ذاك الرجل ،ولكن للأسف لم اعثر الا على أسئلة اخرى زادت همومي فكيف شخصا يقتل ولا يعرف حتى لما قتل اليس من حق اهله يعرفون من القاتل ولماذا قتل..؟


نادر .... قريبا سيعرفون من القاتل واعتقد بانه مات بسببي ولكن رجاء لاتنشرى هذه الجزئية


قالت لن افعل وصمتت قليلا ..وهى تنظر اليه ثم قالت وانا ايضا اعلم بانك كنت تتردد على اهل النادل ايضا وانت سبب مجى الى المقهى بعدما رأيت صورتك . وكنت ابحث عنك ولا تسالني لماذا ..


قال لها نعم ولازلت اتردد عليهم حتى يقتصوا من القاتل و لا أدري ما الذي يجعلني متعاطفا مع أهل ذألك الرجل تماما مثل تعاطفى مع الخنساء


قالت قد يكون الشعور بالذنب لأنك تعتقد بانك السبب في مقتله


قال ربما ...


قالت ممكن تروى لى تفاصيل الحادثة


وحكى لها عن احداث الواقعة واعلمها بالأمر وطلب منها عدم التطرق الى هذه الواقعه ، لانها ستكون هدفا لتلك الصعاليك وقال هذا سبب لباسى القناع حفاظا على سلامتك وسلامتى حتى اكمل مهمتى


فقالت بنوع من الدعابة ..هل انت من الانتربول ..؟


ضحك نادر وقال... بل رئيس امريكيا


وانتهى اللقاء بينهما بشأن التعاون في براءة الخنساء وقررت ان تنشر الاحداث اولا باول واتفقا على ان يتقابلا كل ليله بهذا المكان رغم انها كانت تفكر بان تعزمه في بيتها ولا تعلم هل يقبل هو بهذا وهل ما ستفعله سيكون صوابا


وكالعادة استأذن نادر بالانصراف وهى تنظر اليه بأعجاب اكثر من ذى قبل ،وقد ارتسمت على محياها ابتسامة جميلة بعد رحيلة ، لعلها ابتسامة السعادة أو ربما شعورها بالنصر على اختراق غموضه فرجل مثل نادر صعب اختراق قلبه الموصد من زمن.. من يدرى هل سيتوج هذا الحب اما سينتهى بانتهاء مهمته ..!! انها الاقدار تفعل ما تشاء


***


كانت تلك اللحظات من اروع الاوقات التي مرت على نادر ليس فقط بان قلبه بداء يخفق من جديد او أن حبا يحلق فى الافق ، بل عثر اخيرا على من تنسيه زهرته لا احد يعلم شيئاً عن قصته مع زهرته ، حتى محمود يجهل القصة الحقيقية التي حالت بينهما وستظل هكذا الى الابد فأمراه مثل زهرته لا يمكن ان تعبر حياته وتكون من الماضي لأنها زهره تزهر بكل ربيع بل تزهر شتاء وحتى صيفا








////////// كتبت المجهولة /////////


تلك الليلة وبعد اللقاء اكملت نور (المجهولة ) كتابة مشاعرها وكتبت قائلة التقيته مرة اخرى وكان لقاء طويل بالساعات الا اننى اعتبرته لقاء عابر ولم يدوم طويلا لا اننى لم اشعر معه بمرور الوقت تحدثنا طويلا وباح لى بأشياء كنت اجهلها عنه ،ولم اشعر بمرور الوقت حينها وكاننى كنت على متن طائرة اطوف انحاء العالم ، وفجأة نهض ويستأذنني بالانصراف بطريقته الغريبه


كان الوقت متأخر ولا اعلم حينها كم الساعة واستغربت من سر انصرافه فى هذه الساعة المبكرة وحتى ان عرفت لست مخوله بإفشاء اسراره ولا يسعنى حتى مناقشتها مع نفسى ،كانت هناك تفسيرات كثيرة ولكن حتى الان تيقى تكهنات يا إلهى اصبحت أتنفس بصعوبة والوقت يجرى انها الثانية صباحا حين دخلت منزلى وليس من عادتى ان اتاخر الى هذا الوقت ولكنني اعتبرتها ليله استثنائية


ولكن مايحيرنى انى بدأت اصدقه بكل شيء فكلماته توحي لى بالطمأنينة رغم بساطته وعفويته يبدو انه يملك حياة تستحق ان تعاش رغم انه فقد في هذه الحياة كل شئيا جميل وخاصه زهرته ، ألا أننى اؤمن بأنه مثل الطير يستطيع بلوغ السماء بنظراته وشموخه حقا هو لايملك العديد من الاصدقاء ،ولكنه يملك قلب صافى لدرجة أنه سيطر على افكاري ،فكلما وضعتُ رأسي على الوسادة، لأنام اعيد التفكير فيما قاله لى . ارغب بان يحدثنى أكثر واكثر ،لقد أشارت الساعة الى الثالثه صباحاً، ولا رغبه لى بالنوم ، ماذا أفعل هل أتصل به ..الا ان صوتا يناديني لا تفعلي يا مجنونه


توقفت نور عن الكتابة ونظرت للساعه فكانت تشير الى الثالثة صباحا تركت القلم ، واخذت دش ساخن لعل الارق يرحل عنها ولكن بدون جدوى جلست من جديد لتجد الورقه امامها وأكملت قائله


تلك الليلة حين التقيته جلست قربه وكان راسي يميل نحوه ولا أعرف كيف وضعت يده حول عنقى وطوقنى هو بذراعه وضاعت تلك الأسئلة التى كانت ترهقنى فكأن حضوره قد طغي عليها وتلاشت


صمت حينها لحظة كما لو كان يفكر فيما سيخبرني به ،ثم بدأ يسرد لى حديثاَ تمنيت الا ينتهى ، فكلماته رغم انها بحدود فكانت مثل الكتاب المغلق باطنه لا يعرفه الا من فتح ذاك الكتاب فكشف لى عن شخصيته التى لا يستطيع احد قرآءتها غيرى ، او هكذا خيل لى حينها


علمت منه فى تلك اللحظة عظمة الحب الذى يسكن داخله لفتاة رحلت دون وداع وضربت حوله طوقا فلا امرأة في العالم تخترقه بعدها


كان يحدثني عن امرأة اخرى وانا بأحضانه لا اعرف لما شعرت برجفه قلبي لا اعلم هى الغيرة اما السعادة ، رغم هذا ، تمنيت ان اعرف عنها الكثير ولكنه بخيل عن الحديث عنها ورغم بخله الا أننى ،ابصرت حينها بان قلوب الرجال مثل خزائن الماس ليس لها سوى مفتاحين احدهم تحمله من دخلت قلبه ورحلت لسبب ما والثانى بعنقه فأن لم تكونى قوية وصادقه فلن تبلغى له سبيلا


تضيق عباراتى فى وصف شخصية المتسكع المجهول ويبقى حديثى فى دائرة الشك ولن يصدقه غير من له قلب يحوى تلك الروح وتحتويه


رحلت حينها وكأنى لا اعرفه من قبل فكلما جلست معه اكتشفت فيه مزايا نادرا ما تجتمع برجل واحد .. حقا كما قال هو ليس ككل الرجال بل رجل لا يشبه احد ..


ياترى هل يستطيع أن يسعد أمرأه اخرى وينسى زهرته ..؟ وتوقفت نور عن الكتابة ونظرت الى الساعة فكانت تشير الى الساعة الخامسة صباحا ووضعت القلم وقالت الى اين سترحل بى ايها المتسكع ..؟!!


ورحلت فى رحله نوم عميق بينما اطفى نادر سيجارته الساعة الخامسة صباحا ،كأن الافكار والقلوب كانت مع بعضها ولم تصحوا الا على اتصال نادر يذكرها بموعد الجلسه


///// الجلسة الثالثة فتح القبر /////


في الصباح افتتحت الجلسة وأكد وكيل النيابة السيد شكرى الذى وقف امام القاضي قائلا.. لقد قمنا بفتح القبر وتبين لنا ،بان الجثة غير موجودة .. تفاجأ الجميع بيما فيهم القاضى وهيئة الادعاء وكان محمود قد علم بالامر منذ ليلة الامس من قبل صديقة شكرى بيه والذى اكد له بان الامر في صالحه اذا عرف كيف يستغل هذه النقطة


تمسك محمود بهذه النقطة وطالب بإخلاء سبيل موكلته حتى يتم معرفة مصير الجثة فطالما لا توجد جثة يعنى لا يوجد قتيل واستمرار سجنها يعتبر منافى للقانون .


تجمد كل شيء بقاعه المحكمة ولم يجد القاضى ردا على طلب محمود باخلاء سبيل موكلته واصبح الادعاء في ورطة كبيرة ورفعت الجلسه سريعاً على ان تعقد جلسة استثنائية ومغلقة بعيدا عن عيون الصحافة ولم يحدد حتى موعدا لها وطلبت هئية المحكمة من النيابة مراجعة اشرطة المقبرة .


سريعا كتبت المجهولة عبارة لمقالها حول القضية " محاكمة إمرأة بقتل رجل لا جثه له "


كان هذا المقال كمثل رصاصه الرحمة على القضية وتناولته الصحافة من كل جوانبه وتهافتت القنوات الإعلامية لتحديد موعد مع المحامي محمود الا ان نزيه اعلم محمود بان خروجه فى الاعلام سيسبب له مشاكل امنيه من قبل رجال العصابات وطلب منه ان ينقل مكتبه الى داخل سكنه حتى يسهل عليهم حمايته


//// محاسن ونادر ومصير الجثة ////


ذلك اليوم اتصل نادر بمحاسن وطلب مقابلها في امر هام حول سر اختفاء الجثة وصدم حين علم بانها لا تعلم عنها شيئا وزاد خوفها وتوترها وطلبت منه عدم الاتصال بها هاتفيا ،فربما الخطوط مراقبة وخاصة بعد نشر القضية عبر وسائل الاعلام واعطته وعدا بانها سوف تقابله بنفس المكان ، بعد ان تتأكد بما يخفية عنها رجال الزعيم ،وكانت تظن بان بعض رجال الزعيم يعلمون شئيا عن الجثة وتم الاتفاق بان ينتظر منها اتصال


في المساء قام محمود بنقل مكتبه الى شقته ولاحظ نادر السيارات تنقل الاثاث الى الشقة وعلم بان هناك امرا ما ولا يعلم من يسأل ولكنه خمن بانه هناك خرق امنى او معلومات وردت من النمر الى محمود واحتار كيف يتحصل على الاخبار وفكر بان يغادر الى تونس ويتصل بمحمود من هناك ولكنه لم يتخذ قراره بعد وقرر ان يراقب الوضع من قرب ربما سيعلم مايجرى واعتذر من نور عن عدم امكانية اللقاء هذه الليله واعلمها بان محمود ينقل مكتبه الى شقته ويريد ان يكون متأهب للأمر وقالت له سوف آتيك بالخبر قريبا





///////////// جلسه المحكمة ///////////


انعقدت جلسة استثنائية مغلقة جمعت فقط محمود والادعاء وهيئة المحكمة والنيابة العامة وقد احتارت هيئة المحكمة من هذه القضية المعقدة بعدما سلطت عليها الصحافة الاضواء وقد لعبت نور المجهولة دور كبير في اثارة الرأي العام .وتأخر يومها انعقاد الجلسة عن موعدها ولم يتوصل الادعاء ولا النيابة عن تفسير ذاك الغموض وكادت المحكمة ان تصدر امرا بالأفراج عن الخنساء لولا اعتراض الادعاء الذى طلب تأجيل الامر حتى يتحقق من امر الجثة ..


علمت نور بان الجلسة ستكون مغلقه ، وكتبت بنفس اليوم مقال تحت عنوان كواليس المحاكمة ووضعت تخمينات بعدما قالت في الخنساء كلاما يدعمها معنويا مما اربك القراء والمتابعين للقضية وبدأ الشارع يتعاطف مع قضيه الخنساء وقررت رابطه حقوق المرأة حضور الجلسات ودعم الخنساء


وبدأت الاتصالات تنهال على ادارة الصحيفة بشان ضرورة نشر كل تفاصيل القضية ، والتقى نادر بالمجهولة نور في اليوم التالى فوجدها سعيدة جدا وقد زودها بما فاتها من احداث عن القضية في الجلسات الماضية وسالته بما دار في الجلسة المغلقة الا انه اخبرها بانه لا يعلم بما جرى واقترح عليها زيارة الخنساء في السجن ولكن يتوجب عليها استشارة محمود اولا .. وافقت سريعا وكانت تريد هذه الزيارة لغايه في نفسها وحذرها بعدم نشر صورتها لان عادت القرية لا تسمح بهذا


سريعا وصلت الاخبار الى عبود من اعوانه وعلم بان الخنساء سوف يطلق سراحها قريبا وأن جثة الزعيم اختفت من القبر ،كان سعيدا بهذا الخبر ليس حبا لها انما لغايه بنفسه ،وبعد تفكير بداء يساوره الشك بموت الزعيم فعودته للحياه سوف يقلص فرص تزعمه واتخذ قرارهـ تلك الليله بضرورة تصفيه النمر والاستعداد لتصفية الزعيم ايضا اذا ظهر على الساحة من جديد بل فكر ان يخبر عنه الشرطة


في اليوم التالى عادت المحكمة من جديد للانعقاد و بدأ محمود مرافعته وقال ربما الزعيم لم يموت اصلا وان شخص شبيه له قد تم تشريحه ونقل بعد ان تم دفنه


الا ان النيابة العامة طلبت تأجيل الجلسة حتى يتم مراجعة تسجيلات الكاميرات على باب المقبرة واستغرق تفحص الكاميرات اسبوع اخر وهذا الوقت يحتاجه محمود لعله يكتشف ادله اخرى


رفعت الجلسة والتقت نور مع محمود وكان هذا هو اللقاء الاول وعرفته على نفسها وتأكد بان وجهها ليس غريب عليه ورحب بها بحفاوة وطلبت منه ماتريد لم يمانع ولم يوافق وقال تحتاجين الى امر من النيابه وصاحبه الشان ايضا وطلب منها مراجعه النص قبل نشره


وافقت هى بالخصوص قائله موافقه النيابه سوف احصل عليها اما موافقه صاحبه الشان سوف تسعى فيها انت


وقبل ان تغادر .. سألها عن سر اهتمامها بهذه القضية ..؟ فقد كان محمود ذكى جدا وكانت هى ايضا كذلك وقد اوصاها نادر بان محمود ذكى جدا و سوف يسالها هذا السؤال بالذات


ابتسمت وقالت اولا هذه قضيه العصر واعتبرها ثروة وشهره للصحيفة ابتسم محمود وقال ولكن كلامك لايحفزنى بان تنالى شهره على حساب موكلتى ..!!


فقالت هذا هو الجانب المادى الذى يراه الجميع اما مالا يعلمه الاخرين بان هناك من يهمني امرها انسانه عزيزه على نفسى قد تأذت من الزعيم وتريد أن ينال القضاء من المجرم الحقيقى واكملت لا تنسى بانى أمرأه متعاطفه مع انسانه بريئه


ضحك محمود وقال ..هذا يسعدنى ويحفزنى بمساعدتك وبقى لى سؤال


ضحكت وقالت اسال ..؟


نظر اليها مطولا كنظرات نادر لها وقالت في نفسها ياويلى من شدة خبثكم ونظراتكم المخيفه


ثم قال هل فعلا تعتقدي بان موكلتي بريئه .. وتؤمنين بهذا؟


قالت كما انت متأكد من الامر تماما وإنني واثقه من براعتك ايضا


شكرها محمود على ما قامت به من مقالات حول القضية وقال لقد تابعت مقالاتك


وطلب منها تجهيز الأسئلة مسبقا كى يطلع عليها ويقوم بتعديل او استبعاد ما يلزم حفاظا على سلامة موكلته


مر اسبوع كامل ولم تتحصل نور على موافقه النيابه لزيارة الخنساء ولا حتى موافقه محمود وحصل لها احباط الا ان نادر طمئنها بانها ستحصل على امر الزياره ، هي تحوطات امنيه لا غير


تلك الفترة تم فحص اشرطة التسجيل الخاصه بالمقبرة ،وقد ذهل الجميع حين شاهدوا شخصا غريبا يخفى ملامحه قد اخرج شيئا من المقبرة ، اخذت له صوره الا ان ملامح وجهه غير واضحه وارسلت للرسامين الجنائيين كى ترسم له وجه تقريبى


ولكن هذا الشخص قد دخل العديد المرات الى المقبرة فقد سرق اكثر من جثة ، واعتبرتها هئية الادعاء حادثه منفصلة عن الجريمة ،فهذه افعال عصابات سرقة الاعضاء


ولكن اختفاء الجثة فتح تسآؤل جديد امام المحكمة ..ومن له مصلحه في سرقه الجثة ..؟ استغلت المجهولة هذا الخبر وكتبت مقال مطول تطرقت فيه الى تفاصيل القضية تحت عنوان " سجينة بلا دليل وقبر بلا جثة "


واخذت القضية فى التعقيد اكثر فاكثر ، ولم يفلح محمود بان يثبت ان الجثة التى سرقت تعود للزعيم ، ولم يقدم الادعاء تفسير عما جرى للجثة ، وبدأت الامور تتعقد امام المحكمة


طلب محمود الاطلاع .. مرة اخرى على تقرير الطبيب الشرعي ،الذي سبق أن كشف على الضحية


والذى اكد بان الجثة وجدت بحالة جيدة ،رغم وجود سم الافعى ودمائها على السكين ، وأكد التقرير بانه لم يتم تشريح جثة المتوفى بناء على وصية كتبها مسبقا وفى العرف يجب احترام وصية المتوفى ولكنه تمسك بنقطة هامة وطلب من هيئة الادعاء تفسير الحالة خاصة بعد اصرار اهل المتوفى بأخذ الجثة بنفس اليوم وعدم الموافقة على تشريحها .قائلا من يؤكد لنا بان الزعيم قد مات ؟!! بينما تمسك الادعاء بتقرير الطبيب الشرعى ومحاضر الشرطه حول واقعه القتل


و رفعت الجلسه عن ان تعود للانعقاد بعد ثلاثة ايام


لم يجد محمود تفسير أو جواب شافى من هيئة الادعاء وايضا لم يتحصل على معلومات من نادر وبعد تفكير عميق، قرر البحث بنفسه عن مصادر بيع الأفاعي وخاصة الأفاعي من هذه الفصيلة النادرة ، وصعد الى الجبال وعلم بان هذه الافعى لا تعيش خارج موطنها الأصلي "الهند" ولا يمكن جلبها الى لبنان ومن المستحيل العثور عليها هنا


ولكن كيف وصل سمها الى سرايا الزعيم ، كان يريد اقناع المحكمة بان امرأة مثل الخنساء لا تستطيع جلب افعى من الهند في ظل الرقابة المشددة على المسافرين ..؟


اقتنع هو بالأمر ولكن يتوجب عليه اقناع المحكمة ،والتي لا تقتنع سوى بالأدلة والبراهين ، فما العمل اذا كان اصحاب الخبرة بالأفاعي رفضوا المثول امام المحكمة خوفا من انتقام اتباع الزعيم


ولم يبقى امامه سوى خيار.. السفر الى الهند كى يدعم صحة ما توصل اليه ،ولكن هذه المهمة شاقه و لن يستطع القيام بها فليس له وقت وقد تحكم المحكمة بالادانه في غياب المحامى وضرب راسه بالحائط قائلا:، من الخطاء انى فرطتُ فيك ياصديقى ..ياترى اين أنت الان ..؟ لن تقنعنى بانك في تونس ولا في الصحراء اننى أشتم رائحتك هنا وفى المحكمة ايضا.. تبا لك .. اخرج اننى احتاجك


انتهى الجزء الثالث عشر .. نلتقى فى الجزء الرابع عشر قريبا


واعتذر عن التاخير لاسباب خارجه عن الارادة


بقلم ابن البادية almjal2007



عدل سابقا من قبل ابن البادية في 27/02/19, 07:38 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة البادية
عضو متألق
عضو متألق
عاشقة البادية


اوسمة خاصه : وسام اوفياء المنتدى
علم دولتى : الجزائر

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : ادارية متميزة

الجنس : انثى
الاسد التِنِّين المساهمات المساهمات : 134
الـنــــقــــاط : 2148
تاريخ الميلاد : 31/07/2000
تاريخ التسجيل : 11/02/2019
العمر : 23

رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية Icon_minitime26/02/19, 10:50 am

صباح الابداع والامتاع
جزء انتظرناه طويلا
نهنا انفسنا باشراق حروفه
و تنويرها صفحات القسم
مرور اول ووعد بعودة ورد يليق
شكرا لقريحة اتحفتنا بهذا الجمال
تقديري ووافر التحايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية لعبة الاقدار الجزء الثالث عشر / بقلم ابن البادية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية لعبة الاقدار الجزء 20 بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء السابع عشر (17) / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16) / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الخامس عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الرابع عشر / بقلم ابن البادية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جروح البادية 2022 :: ๑۩۞۩๑{ منتديات هوى الدمشقية للقصص والمدونات }๑۩۞۩๑ :: ۩ - هوى .. القصص والروايات ( بقلم الأعضاء فقط )-
انتقل الى: