رواية لعبة الاقدار الجزء الرابع عشر / بقلم ابن البادية

رواية لعبة الاقدار

الجزء الرابع عشر

لغز الكوبرا

في تلك اللحظات وهو بمكتبة بدأ محمود يبحث في الانترنت عن هذه الافعى وتمكن من جمع معلومات كافيه عنها وفى الصباح توجه الى محمية الزواحف وعلم بأن فصيلة هذه الافعى لا تعيش خارج موطنها الأصلي وهو" الهند " وان سمها يبطل بعد 6 ساعات ولن يكون قاتلا بل يصبح مخدر فقط اذا امتزج مع دمها ..!!

انصدم محمود من هذه المعلومات ،وطلب من المسئول بالمحمية تزويده بتقرير مفصل عنها وحصل عليه حين دفع لهم الاموال ، ولكنه فشل بإقناع المسؤول بأن يدلى بهذه المعلومات امام القضاء الا ان الوقوف امام المحكمة يتطلب موافقه وزارة السياحة ويحتاج الى وقت طويل ولا مجال للتأخير فالمحكمة عازمة على انهاء المحاكمة بأي وسيله ،اصبحت لديه ادله جديدة ولكن هل ستقتنع بها المحكمة ..؟

وأن قبلت ياتري فريق الادعاء سيصمت ..؟ لاشك بانه سيتمسك بطعنة الخنجر ولكن التقرير الطبي يؤكد بان خلايا الجسم كانت سليمة .. !

هنا توقف محمود امام مدخل الحمية وقال هذا ماكنت اريده وغادر المحمية وهو مبتهجا ، رغم ان افكاره كانت في القرية ومايجرى فيها .

في تلك الاثناء كان نادر يتابع خطوات محمود خطوة بخطوة وحين غادر محمود المحمية دخل هو ايضا وبالمال عرف ما توصل اليه محمود وضحك وقال انت بارع ياصديقى . وانك تقترب من فك هذا الغموض الذى حير الجميع

اصبحت امام نادر مهام كثيرة خاصة الرجل الذى كان يشرف على اعمالهم بتونس يمر بظروف صحيه ، واصبحت مهامه كثيرة حتى مقالات المجهولة كان يتابعها اولا باول بل يتابع ايضا حتى الردود والتعليقات عله يقتبس منها خيط يقوده الى كشف سرا عن القضية،وكذلك التوفيق بين مقابلة محاسن والصحفية نور ودوره الأساسي في حمايه محمود وبدأ يبحث عن طريقه يكون فيها متواجد قرب محمود حتى يعرف سبب نقل مكتبه فجأة ،بينما ظل محمود يكتب مرافعته القادمة و ظل طيلة الليل يفكر في كيفيه اقناع المحكمة واسكات هيئه الادعاء اذا حاولت الاعتراض وكتب ما يريده ووضع امامه عدة احتمالات فاذا اقنعت المحكمة بان السم غير قاتل ربما يتمسك فريق الادعاء بطعنه الخنجر ولكن هو يعلم بان بصمات الخنجر ليست للخنساء ولم يعرف صاحبها حتى الان ولكن الادعاء له منافذ اخرى وقد يدعى بشيء لايعلمه محمود

في المساء التقى نادر بنور واعلمته بانها تحصلت على موافقه محمود بمقابله الخنساء وانها تريد غدا اذن من النيابة لأجراء مقابله مع السجينة ووضعا سويا الأسئلة التى سوف تعرض على الخنساء

مرت تلك الليله كالعادة واغلب ما دار فيها حول مقابله الخنساء وعن سبب نقل محمود مكتبه الى الشقة ورغم انها جلسه عمل الا انها لم تخلوا من بوح المشاعر ،تحدثت نور عن حياتها الشخصية وكيف كانت تعلم بالعلاقة الغرامية بين زوجها وصديقتها ،وعلم نادر بانها تريد ترمى الكابوس الذى ارقها سنوات كى تستريح وسألها .. قائلا ..كيف اكتشفتى تلك العلاقة .؟

تنهدت نور وقالت قرات بالصدفة بريد الكترونى عن موعد بفندق شاور الغرفه 900 وبداء الشك يساورني بانه ليس موعد عمل بل موعد غرامي من الاسطر والرسائل المتداولة بينهما عرفت هذا

سألها وماذا فعلتي ..؟

نظرت الى نادر وقالت لاشى .. اقراء الرسائل كأنى اقراء رواية خياليه وانا غير مصدقه

نادر ...هل صفحتى عنه حينها .؟

نور ... كان بإمكاني مسامحته لو اعترف لى فالرجال كلهم يخطئون ولكنه انكر واستمر بالكذب والخيانة ،ولم يجد نادر كلام يواسى به نور وقال احمدي الله انكِ اكتشفتني هذا مبكرا فانتِ امرأة كامله فكل الرجال تتمناك زوجه له

نظرت اليه بنص عين وتمتمت بكلمات لم يسمعها نادر. قائله لا يهمنى كل رجال الدنيا فقط هناك رجل واحد قادر ان ينسيني تلك الحياه البائسة ان اراد ..!!

فى صباح اليوم التالي ناور محمود بما توصل اليه الا ان المدعى العام ،كان شوكة بحلقة ولم تقتنع هيئة المحكمة الا بالشهود أو الدليل ،ولكن لا احد سيقف امام المحكمة ويشهد ،فشل محمود مرة اخرى بإقناع القاضي بما توصل اليه من استنتاجات ، وكانت الخنساء تراقب محمود وهو يرافع عنها بقوة وقد اصابها الاحباط حين رفضت مرافعته الاولى ، الا انه نظر اليها بابتسامه يملأها التفاؤل كأنه يطمنها بانه هناك جوله اخرى ،و اخرج التقرير الذى تحصل عليه من المحمية بشان الافعى ، وقدمة للقاضي قائلا هذا تقرير من المحمية ويوكد ما طرحته ، اخذ القاضي التقرير وكانت هناك اصوات في المحكمة تتسأل عن هذا الشاب الذى لازال صامدا امام فريق الادعاء المعروف عنه بالصرامة والذكاء ،وبعد أن انهى القاضي قرأه التقرير طلب من الحاضرين الهدوء و سأل محمود ولكن المحكمة تريد شئيا ملوس أواكثر ايضاحاً ..؟

لقد ورد بهذا التقرير بان السم لا يكون قاتلا بعد مرور 6 ساعات ولكن قبل 6 ساعات ربما يكون مميتا وربما مات الرجل بتلك الفترة لم يعقب محمود على كلام القاضي لان القاضى سريعا توجه الى الادعاء ، وسالهم .. هل لديكم تعليق على ماورد بالتقرير ..؟

بعد مشاورات بينهم نهض احدهم قائلا التقرير يتحدث عن ما بعد 6 ساعات من سحبه من الافعى ولم يتطرق الى ماقبل ذلك فتلك الفتره قد مات فيها الضحية.. وهذا المستند لا يرفع تهمة القتل عن المتهمة

وضع القاضي التقربر جانبا ونظر الى محمود قائلا هل لديك ادله اخرى قد تفيد موكلتك ..؟

قال اجل اطلب من سيادة المحكمة الموقرة اعادة فحص العينة في احد المعامل المتقدمة ، وقبل ان ينهى كالعادة ممثل الادعاء وقف سريعا واعترض، الا ان المحكمة كان لها راى اخر ورفضت الاعتراض وطلبت من محمود اكمال مايريد قوله ولكن تمت مقاطعته مرة اخرى ،قبل حتى ان ينهي ما يريد قوله وسأله ممثل الادعاء قائلا وما الهدف من فحص العينة اذا اكد تقرير الطبيب الشرعي بانه وجد السم بالجثة.؟

نظر محمود الى القاضى وكانه يريد تجاهل فريق الادعاء الا ان القاضى ساله ما اهميه ذلك ..؟

نظر محمود الى الخنساء ثم اقترب منها وقال اريد ان أتأكد من مفعول السم ونوعه لان التقرير الشرعي لم يشير الى كمية السم ومفعولة ،فقط ذكر بانه سم افعى من فصيلة الكوبرا الهندية ومن المعروف بان انواع الكوبرا الهندية كثيرة منها السام القاتل ومنها من يشل الجسد لفترة حتى يقضى على الضحية ومنها الغير السام ، والتقرير الذى بين ايادى سيادتكم يوكد هذا ..!

يساله القاضى ماذا تريد قوله تحديدا ..؟

تقدم محمود الى خطوتين الى منصه القاضى قائلا سيدى القاضى والسادة الكرام ينتابنى شعور بانه هناك اصابع خفية لها مصلحة بعدم كشف الحقيقة خاصة بعد اختفاء الجثة وتقرير المحمية يوكد بان السم لا يعتبر قاتل بعد مرور 6 ساعات من سحبة من الافعى ،وان موكلتى كانت تحت سطوة الضحية ورجاله منذ الساعه السابعه ليلا ،وان نساء الزعيم قامن بإتلاف كل ما تحمله معها وجردنها حتى من ملابسها واجبرن موكلتى بان تسبح في حوض سباحه ، ومن غير المنطق بانها تستطيع جلب السم وتخفية في قصر الزعيم وهى بين تلك العيون والكاميرات ولو كان بحوزتها لكان مفعوله قد انتهى ولم يعد قاتل وخاصة ان ساعه وفاة الضحية كانت مابين الخامسة والسادية فجرا .. وبحسبه بسيطه الفرق بين (الساعه السابعه مساء وموت الضحيه حوالى 10 ساعات )

اعترض فريق الادعاء متحجج بان محامى المتهمة ،يحاول تشتيت المحكمة وادخالها فى غموض كى يبعد عن المتهمة تهمه القتل العمد والافلات من العقاب لانه لم يثبت بان موكلته دخلت السرايا الساعه السابعه مساء

قبل القاضى الاعتراض وطلب منه هل يستطيع تاكيد ساعه دخول موكلته الى سرايا الضحية

فقال محمود سيدى القاضى هذا السوال ربما تجيب عليه النسوه التى جردن موكلتى من ملابسها

وتملص محمود من هذه النقطه وقبلت المحكمة برده واعتبرت النقطه سلبيه حتى يثبتها محمود بالشهود أو يثبت الادعاء هذه النقطه واعتبر الاعتراض مؤجل وطلب من محمود ان يكمل ، واكمل محمود مرافعته قائلا بان تقرير الطبيب الشرعي اكد بان الجثة كانت بحالة جيدة رغم وجود السم ..؟

وان طعنه السكين في الكتف غير قاتله وان السم ربما هو سبب القتل لهذا بعد اذن سيادة المحكمة ..لابد من معرفة مفعول السم ،طالما ان الانسجة كانت سليمة وإنني اتمسك بهذه النقطة و التقرير يدعم صحة كلامي .

قبلت المحكمة بطلب محمود رغم ان الادعاء حاول الاعتراض قائلا ربما السم تدفق مع طعنه الخنجر وكان سببا في الوفاء حتى لو كان بكمية قليلة فكيف تثبت لنا بان السم غير قاتل ..؟

محمود انا لن اثبت لك بان السم قاتل أو غير قاتل هذا مأسوف يوكده الفحص فاذا اتضح من الفحصوصات بان السم قاتل ... حتما ...سنسلم بالأمر ... ولكن أذا تبين بان السم من النوع الغير قاتل ربما سيكون الامر مختلف

تسالة القاضية المساعدة كيف يكون الامر مختلف .. قال سيدتي لا اريد ان اسبق التكهنات ،ربما مات الزعيم بسكته قلبيه أو ربما لم يموت اصلا فاختفاء الجثة عقد الامر وخاصة انها سحبت بنفس اليوم الذى دفنت فيه ولم يسمح حتى بتشريحها ، ربما السم .. كان تحصيل حاصل وهو جزء من هذه التمثيلة وان الزعيم يتلاعب ينا جميعا

يساله القاضي الاول .. وماذا ترى انت ..؟!!

رفع محمود قامته وهو يشعر بسعادة النصر ونظر الى الخنساء التى كانت تبتسم وهى بين القضبان ، وقال يجب استدعاء احد اقارب الضحية ...؟

نهض الادعاء قائلا ... وماذا تريد من عائلة الضحية ..؟

نظر اليه محمود وقال سريعا..لمعرفه وجهة نظرهم في اختفاء الجثة ربما نقلت الى مقبرة العائلة ...

صمت الادعاء وكانه اصابه الارباك ولاحظ محمود هذا وزاد من مطالبه قائلا كما ،اطلب من عدالة المحكمة استدعاء النسوة التى جردن موكلتي من ملابسها تلك الليلة فهن شهود عيان على ما حدث تلك الليلة فهن من قامن بإتلاف كل شيء كان مع موكلتى ومنهن سنعرف ساعه دخول موكلتى السرايا ... ثم قال ..وربما لهن يد بالجريمة لو افترضنا هناك جريمة أصلا .

نهض الادعاء غاضبا من محمود بعدما شعر بمرارة الهزيمه قائلا انت تماديت كثيرا في اتهام الاخرين دون ادله قاطعه ياسيادة المحامى

فرد عليه محمود موكلتى ايضا محتجزة بلا ادله قاطعه تدينها، هل يستطيع الادعاء ان يأتي الينا بجثه القتيل ..حتما لا ... فطالما لاتوجد جثه لن تكون هناك جريمة قتل كامله

سادتي كلنا هنا يبحث عن الحقيقة لن نخسر شئيا باستدعاء اطراف كانت موجودة بمسرح الجريمة وهذا حق من حقوق موكلتى ،والقرار يعودة لسيادة المحكمة الموقرة.

وافقت هيئة المحكمة على طلب محمود ،ورفعت الجلسة حين طرق القاضي الطاولة واعطي الاذن بإرسال العينة الى احد المختبرات المتطورة واستدعاء شقيقة الزعيم الانسة محاسن وكذلك النسوة

كانت الصحفية (نور) تراقب محمود وهو يبتسم للخنساء وانتظرت حتى انهى حديثها واتجهت نحوه سريعا قبل ان يغادر قائله.. لقد كنت اليوم بارعا في المرافعه ..

شكرها محمود قائلا سأنتظرك اليوم مساء بعد الساعة الرابعة بمكتبي كى اطلع على نقاط الحوار ، واننى متلهف على مقالك حول جلسه اليوم .

كانت الخنساء تنظر الىى محمود والصحفية بنظرات متواصلة وهى تشاهد ضحكاتهم رغم ان السجانه تدفعها من يدها بقوه .

في المساء توجهت نور الى مكتب محمود وعرضت عليه الأسئلة التى ووضعتها مع نادر وقام محمود بمراجعتها ولم يحذف شئيا منها وقال أؤمن بان فريقك او من يقف خلفك يريد بالفعل الحقيقة ويريد سلامة موكلتي ولم يكن الهدف مادى بل انسانى قبل كل شيء ولو كنت اعلم بان الامر هكذا فكنت انا من جلب موافقه النيابة ،وقدم لها قهوه المساء وفى ختام المقابله ،شكرته نور وقالت ..لم يكن هدفى مادى بل نشر الحقيقه للرأي العام

وسألها محمود بخبث هل لديك خبره في القضايا الجنائية والامنية .؟

فكانت تعلم بما يقصده وقالت لا .. ولكن قمنا بالاستعانة بأصحاب الخبرة من المحاميين

فقال لها بعد الجلسه القادمة سوف اعلمك بموعد المقابله طبعا بعد استشارة موكلتي ولكن لا صور ولا حتي تسجيلات والمقابلة ستكون بحضورى

قالت كل شئيا سيكون بمعرفتك ولكن هناك سؤال يحيرني لماذا نقلت مكتبك الى مقر سكنك ..؟!!

ضحك محمود وقال ... هذا السؤال لكِ اما للصحيفة .؟

ابتسمت وقالت هو فضول لاغير ولن انشره ...

فقال مجرد تحوطات امنيه ومكان المكتب السابق يقع قرب مقهى للسياح وتخشى الاجهزه الامنيه ان يقوم رجال الزعيم بارتكاب هفوه بعد ان قمتى انتى بنقل القضيه للراى العام وانصحك ان تتوخى الحذر ايضا

شكرته على النصيحه وقالت حياتى بيد خالقى اعلم بان مهنه الصحافه خطره وكل حرف اكتبه محاسبه عليه من الذين لايردون للحق ان ينتصر .

نظر اليها محمود بنظره اعجاب وقال شجاعتك تذكرنى بصديق احبه اكثر من نفسى واننى بحاجه اليه بهذا الوقت ولكن ....... ولم يكمل كلامه

الا ان نور قالت ولكن ماذا ..؟

نظر اليها محمود قائلا . لاشيء .. لديه ظروف اقوى منه .. المهم غدا بعد الجلسة سنحدد اللقاء

فقالت .. ربى يدوم المحبة بينكم واستأذنت بالانصراف ،بعد مقابله محمود اتصلت نور بنادر واعلمته بان الامر الذى يقلقه بخصوص نقل محمود هو مجرد تحوطات امنيه من الشرطة وهذا ما اكده لى محمود شخصيا

استراح نادر ولكنه خمن ربما هناك اخبار من النمر الى محمود بان عبود يفكر في شيئ ما وعليه ان يكون اكثر فطنه في الايام القادمة

قامت النيابة بأرسال دعوة استدعاء الى محاسن وحريم الزعيم للمحكمة وحين وصل الاستدعاء الى محاسن ابلغت رجالها بان يعلموا الشرطي بأنى غير موجودة وانها مسافرة لفترة من الوقت وحين تعود سوف نبلغها بالأمر ، اما زوجاته كل منهما رحلت الى ديارها فاحدهن من سوريا والاخرى من مصر واثنتان لا يعرفان لهم عنوان وابلاغهن يحتاج فترة طويلة وسوف نعلم محاسن بطلب المحكمة .

وقامت بالاتصال بنادر كى تستشيره بخصوص هذا الاستدعاء وحدد المكان والزمن ، وبنفس اليوم تلقى محمود اتصالا من امرأة مجهولة تبدى استعدادها بالمثول امام المحكمة والادلاء بما يدور في قصر الزعيم من اغتصابات الا انها طلبت حصانه لها ولشقيقها ، فقال لها محمود لا استطيع ان اوعدك بهذا ولكنى سأتحدث مع النيابه العامة وحين اضمن سلامتك سوف اطلب منك المثول امام المحكمة

اعتقد محمود بان هذه المرأة هى التى تزوده بالمعلومات وخاف ان يخسرها ولهذا لم يطلب منها الحضور قبل أن يتحصل على ضمان من شكري بى الذى سافر خارج البلاد لحضور مؤتمر دولى حول الارهاب العالمى

في اليوم التالى قابلت محاسن نادر في المكان الذى كانا يلتقيان فيه سابقا وكان نادر قلق بعض الشىء لان نور لم تتوقف على الاتصال به وهو جالس مع محاسن . وقبل حتى ان يبداء الحوار بينهما

ويسالها نادر عن حالها ، ردت قائله أنا تعبت من الحياة وكل ما أتمناه الآن هو أن أجلس وحدي في مكان خال من البشر. وأظل هكذا مدى العمر.

شعر نادر بانها محبطه نفسيا ، واظهر ابتسامه لها قائلا .. لاشى يدعى للقلق حتى الان

نظرت اليه نظره عتاب قائله هل تريد ان تدفعني بان اخذ الامر بهذه البساطة دون قلق..؟

قال نعم لو كنت مكانك لفعلت هذا

حسناً قل لى ماذا على أن أفعل الآنً ..المحكمة تطلب حضوري وجثة الزعيم تبخرت

نادر .. انتِ يلزمك فترة نقاهة ويفضل ان تقضى هذه الفترة هنا فى هذا المصيف بشرط ان تكوني وحدك لا احد معك

محاسن ...وانسى امر المحكمة والجثة يانادر..؟

نادر .. نعم انسى امر المحكمة الان هناك امور اهم من هذا الاستدعاء

سريعا قالت ماهو ..؟

سألها .. هل هناك اخبار جديدة عن سر اختفاء جثة الزعيم ، الا انها نفت ذلك بل و أكدت له بانها لا تعلم عن الامر شئيا ، ولا احدا من رجالها يبدوا بانه يعرف شيئا عنها

وأكملت .. كنت أشك بان الزعيم لم يقتل وللأسف بدأت أشك برجالى فلا احدا رضى أن يتحدث عن الامر

يسألها نادر ..هل هذا الاحساس صادق ..؟ قالت صدقني يانادر بدأت أخشى على حياتى .

وبداء الرعب يدب في أوصال محاسن وحتى نادر أيضا لكنه بداء يبتسم حين شاهد علامات الخوف على وجه محاسن ومن جديد داعبها قائلا .. اين حنكة العرافة .. او خذلك الاحساس هذه المرة ....؟!!

قالت .. هات يد الزعيم وسوف اقطع الشك باليقين .. ضحك نادر ثم قال.. اسمعينى ستكوني بأمان واؤكد لك باننى لن اتخلى عنكِ وعليك استخراج جواز سفر حتى نكون مستعدين الى أسوء الاحتمالات

تنفست محاسن وعلمت بان نادر لن يخذلها وقاطعها وهى تفكر ويسألها ..حسنا من يستطيع جلب سم الافعى او بمقدورة الحصول عليه في زمن قياسي

ضحكت وقالت لا احد يستطيع الا ان كان يحمل جواز سفر دبلوماسي ، كرر نادر سؤاله انا لا امزح لان الامر محير

فقالت وانا لاامزح يا نادر انت ابتعدت كثيرا عن التخمينات ،السم موجود بمكتب الزعيم ولا احد يستطيع الوصول اليه .. غيره

هنا توقف نادر وعلم بان الامر خطير وان الزعيم لازال على قيد الحياة بالفعل ، ولكن كل هذه التكهنات لاتفيد محمود بدون ادله أو حضور محاسن وبالتاكيد لن يغامر بسلامة محاسن من اجل براءة الخنساء

ويسالها نادر هذا يعنى بان السم لم يقتل الزعيم ، قالت اكيد ولهذا كنت مترددة بالمثول امام القضاء ،لان نفوذ الزعيم كبيرة جدا

وصمتت مطولا وتعجب نادر من صمتها وقال مابك ..؟!!

تنهدت وهى تقول .آه . انت لاتعلم شئيا عن خبث ودهاء الزعيم هذا الرجل بسبع ارواح ولست مقتنعة بانه قد مات ،وقد زادت مخاوفى حين اخبرتنى بان الجثة اختفت وانا في ورطة الان ،النيابة تطلب حضورى واحساسى يقول بان الزعيم لازال على قيد الحياة بما تنصحنى وكن صديقا وفيا ولا تخذلنى يانادر فانا لا أثق باحد سواك..؟

احتار نادر وبعد تفكير قال .. لا تذهبى اليهم في الوقت الحاضر وانسى امر المحكمة هو مجرد استدعاء بخصوص الجثة وانت لستِ مسئوله عن اختفائها اذا لم تقومى بسحبها

تنهدت محاسن وقالت صدقنىى انا لااعلم عنها شئيا وصدمت من الامر ونساء الزعيم هل ابلغهن بالحضور اما ماذا افعل ..؟

نادر .. لاتفعلى شئيا الان و لا تخافي ولن يقبضوا عليك لانك شاهدة ولستِ متهمة

نظرت اليه وقالت لقد طمنتنى يانادر ولن انسى موقفك هذا وثق باننى سوف اقف امام المحكمة ليس من اجلك وحسب بل من اجل الحق ايضا

نظر اليها نادر وقال ..حسنا ومن يستطيع الوصول للسم غير الزعيم ..؟

قالت .. لااحد .. سوأه .. او سائقه الخاص وهو وكيل اعماله

يسالها ومن هو وكيل اعماله ..؟ قالت اسمه البرق او هكذا يسمونه

وماذا تعرفين عن البرق ..؟

قالت أه .. أنت بدأت تستجوبنى يانادر .. انا لااحب هذه الاسئله؟

فقال .. لازلتى تشكين بأمرى ..؟ قالت لا ولكنى اكره الاستجواب

عموما ..هو رجل خطير ولا شخصية له واغلب جرائم الزعيم تتم عن يديه

هل تملكين له صورة او مكان يكون فيه ..؟

محاسن .. نادر ارجوك لاتسالنى بهذه الطريقة المخيفة انك تشعرني بالرعب ..

نادر .. انا لا استجوبك فقط اريد ان اعرف بعض الامور علها تكون ذات فائدة للخروج من هذه الورطة

قالت حسنا ..عموما انا لااملك له صوره وكل ما أعرفه عنه ، قبل مقتل الزعيم بأسبوع حصل خلاف بينهما حين اراد الزعيم استبداله بشخص اخر الا ان ذلك الرجل قد مات في ظروف غامضة ،وكانت الشبهات تحوم حول البرق فوضعه الزعيم تحت المراقبة ،وبعد مقتل الزعيم اختفى البرق وكذلك اختفى رجل اخر يدعى سامر

نادر .. من هو سامر ..؟ قالت احد رجال الزعيم وهو احد ضحاياه فقد اعتدى الزعيم على زوجته وقتلها حرقا . وهو من جلب الخنساء الى السرايا .. بامر من الزعيم

قال هذه معلومات مهمة لو وضعت امام القضاء سيبحثون عن الزعيم والبرق بتهمة القتل اذا كان حقا على قيد الحياة وخاصة بان لديك الادلة .. ولكن .. تبقى ..هذه مجرد فرضيات ولا تفيد القضاء في شيئ .. الا بمثولك انتِ شخصيا امام المحكمة ومعك الشريط .. هل من الممكن رؤية الشريط الان ..؟

قالت لا تحرجني يانادر لا استطيع لقد اودعته بمكان آمن هذه الأشرطة هى ضمان النجاة من غضب الزعيم .. ربما لو عاد للحياة يعرف بانى لازلت بصفه ولم اسلم الاشرطة للشرطة

قاطعها نادر ..ولكنها .. تثبت براءة المسكينة وسوف تستريحى انت من ذل الزعيم ومن هذا الخوف

الا انها .. تقاطعه قبل ان يكمل قائله أعرف ..أعرف ..ولكن من سيحميني ان وقفت امام القضاء ..؟ أو تريدني أظل طول حياتي في خوف ورعب ..؟ هل ترضى لى هذا ..؟

نادر ..بالتاكيد.. لا .. ولهذا قلت لك لاتذهبى للمحكمة في الوقت الحالى لانك غير مستعده

ولكن .. ما العمل أذا ..؟!!

قالت ساعدني في العثور على شقيقتي مريم وسوف أعطيك الشريط حين نغادر البلد

قال وماذا يحوى الشريط .. قالت فيه الكثير رغم اننى لم اشاهده كاملا

ثم قال حسنا هل تعرفين ان يكون سامر ..؟ سريعا قالت لا لااعرف

ارتشف نادر قهوته وقال لااعرف كيف اساعدك ولكنى حتما سأفعل ،ولكن كيف اقنعها بالسفر

قالت لاتطلب منها هذا بل اقنعها بمقابلتى فقط

وبدأ نادر يفكر كيف يبحث عن مريم شقيقة محاسن ولم يقوم نادر بأرسال هذه المعلومات الى محمود حتى يتأكد من صدق محاسن ويخشى انه يقع في شرك الخداع ويخذل محمود وساوره الشك بان محاسن قد تخدعه اذا كان الزعيم على قيد الحياة

مرت الايام سريعا ووصلت نتيجة فحص العينة وكانت المفاجأة صدمة للطرفين ، فان سم هذه الفصيلة تبين بانه غير فعال بعد مرور 6 ساعات من سحبه ، والامر الغريب ليس له أى تأثير أو مفعول قاتل ولا يؤدى للوفاء اذا امتزج بدماء الافعى ، كما أكد التقرير بان هذه الافعى لا تعيش في غير بيئتها وتموت خلال 24 ساعه ،والامر الذى صدم هيئه المحكمة والادعاء واثلج قلب محمود بان سم الافعى يظهر في نتائج التحليل كونه سم الا انه يعتبر بمثابة المخذر ويوقف النبض لفترة زمنية محددة وان بعض مستشفيات زراعه القلب في بعض الدول النامية تستعمله في عمليات زراعه القلب منذ سنوات

كانت نتيجة العينة صدمة كبيرة لفريق الادعاء ووجد نفسه في ورطة وسال القاضى فريق الادعاء هل لدى فريق الادعاء أى تعقيب قبل ..؟!! الا ان جوابهم كان سوف نتشاور فيما بيننا بعد سماع مرافعة الدفاع

ثم توجه القاضى بنفس السوال الى محمود والذى ،اصر بان نقل السم من الهند الى لبنان يحتاج على الاقل ثمان ساعات في الحالات العادية ، فكيف يستطيع احد جلب السم في زمن قياسي اقل من 5 ساعات ،خاصة ما تشهده المنطقة من توترات ,كذلك لا يمكن نقل كوبرا من الهند دون المرور على الجمرك وان الافعى قد تموت قبل وصولها .. وهذا الفحص يأكد لنا بان الزعيم لم يموت من السم بل كانت عمليه تمويه وأعتقد هذا سبب اختفاء الجثة

بدأت المحكمة في حيرة وقد أقتنعت بمرافعته وادلة محمود واستطاع محمود كسب المزيد من الوقت

الا ان المدعى العام تمسك بنقطه هامة ،بان المتهمة خلفها مافيا بالفعل ربما يملكون مروحية او نفوذ قوى عبر الدول المجاورة ، وانها تتكتم عن شركائها في الجريمة وخاصة أنه عثر بحوزتها على رقم السفارة الامريكية

اعترض محمود على تخمينات الادعاء ،ولم تأخذ المحكمة بكل التوقعات وقالت لابد من براهين وأن تهمه التخابر او التعاون مع دولة اخرى على ارضى لبنانية قد أسقطت عن المتهمة ،ولا مجال للعودة في النقاش وان المتهمة لا تحمل الجنسية اللبنانية ولا يحق للمحكمة محاكمة غير رعاياها بعلاقتهم مع الدول الاخرى، سوف ننتظر شهادة عائلة الزعيم

وهنا بداء محمود يلعب لعبة المراوغة مع هيئة الدفاع والمحكمة قائلا يؤسفني باننا لم نرى احدا من عائلة القتيل حاضرا للجلسات كى نعرف منه مصير الجثه ، رغم اننى طلبت استدعائهم في الجلسة السابقة ،الا ان القاضي اعلمه بانه تم ارسال طلب الاستدعاء ، ولم تتمكن النيابة من ابلاغهم لحضور الجلسة لسفر الأنسة محاسن خارج البلاد لزيارة احدى زوجات الزعيم ، واحتمال يكونوا هنا في الجلسة القادمة

ثم نظر محمود الى هيئة الادعاء وقال .. ولكنى استغرب بان عائلة القتيل لم تحضر أى جلسه من جلسات المحكمة السابقة وحتى الان .. واعتقد هناك امر غامض لا نفهمه ،واخشى بان يكون لديهم معلومات حول الجثة لا يرغبون في الادلاء بها لسيادة المحكمة..؟

الا ان فريق الادعاء قال نحن نمثل اهل الضحية فكلنا نعلم بان الضحية لا اخوه له ،والادعاء هنا يمثل عائله القتيل ولم يعلق القاضي على ما قاله محمود ولا حتى ما قاله فريق الادعاء وسأل محمود هل لديك شيء تريد إضافته ..؟

فقال نعم اننى اطلب من سيادة المحكمة الموقرة إطلاق سراح موكلتي بضمان ،ولكن القاضى رفض الامر و رفع الجلسة للمداولة وفى انتظار مثول محاسن امام المحكمة بعد اسبوعان

تنفس محمود اخيرا حين علم بانه لن تكون هناك جلسات الا بعد اسبوعان وهى الجلسة الختامية والتي ربما سينطق فيها بالحكم واستنفذ محمود كل وسائل الدفاع واقتنع بانه قد ادى ما عليه وانه يحتاج راحه نفسيه واعلم الخنساء بانه يريد السفر الى القرية وسيعود اليها وسوف يرسل والدته لزيارتها مع النمر وطمئنها بانه فى الجلسه القادمة سوف ينجح في اطلاق سراحها فابتسمت الخنساء وهى خلف قفص الاتهام وقالت كنت اود ان اكون في هذه الرحلة

رد عليها سريعا اعدك في الجلسة القادمة ستخرجين وسوف تذهبين الى حيث شئتي

واعلمها بشان المقابلة فقالت اذا كنت تراها مهمه فأنى لا أمانع

ثما توجه الى نور التى كانت تنتظره بقاعه المحكمة بعدما اخذ موافقه الخنساء والتي لم تمانع لانها تريد ان يعلم العالم بانها ضحيه وحدد موعد المقابلة فى اليوم التالى صباحا وقام بحجز تذكره سفر الى القرية واعلم النمر بانه سياتي للقرية غدا مساء على طائرة الساعة السابعة ليلا .

بقلم ابن البادية 2019

انتهى الجزء الرابع عشر

وباذن الله ...قريبا الجزء الخامس عشر