منتديات جروح البادية 2022
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةhttps://i.servimg.com/u/f58/11/60/75/36/09-05-10.pngأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16) / بقلم ابن البادية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5761
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16)  / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16) / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16)  / بقلم ابن البادية Icon_minitime26/04/19, 02:38 pm

رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر


رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16)  / بقلم ابن البادية Aoo_ay10


فتاة الجبال


بداء نادر يتصل بمريم صباحا ومساء وليلا الا انها لم ترد عليه حتى ارسل لها مسج قائلا فيه بان الامر هام جدا ويهمك شخصيا ،فردت عليه واعلمها بانه من طرف محاسن ويريد مقابلتها على انفراد في امر هام، سريعا قالت انا لا اعرف احدا بهذا الاسم أكيد الرقم خطاء وكادت أن تغلق الا انه اعطاها حادثه لا يعلم بها احدا سواهن وهى حادثه الكوبرا والعشبه وانصدمت مريم كيف عرف بهذا السر فهو لايخرج عن نطاق العائله ، ثم اردف قائلا.... وانا لا اطرق بابا احدا مرتين فمهما كانت أهميته .. يبقى كبرائي اكبر من رفضكِ .. سوف اتجاهل الامر لأنه يهمك انتِ والقرار يعود اليكِ ، لدى الكثير من المعلومات واعتقد بانها تهمك انتِ اكثر حتى من محاسن نفسها ،ولم يعطيها نادر وقت للتفكير اكثر فهو يخشى أن تغلق الهاتف ويفقدها للابد وقال.. ماذا قلتي ..؟ ضحكت بكبرياء قائله تظن نفسك بانك تستطيع خداعي أما أنك تحاول تجاهلي ..؟ أنت لاتعلم مع من تتحدث .

سريعا قال ..ياسيدتى انا لا اتجاهلك، انا حقاً لا اعرفك كى اخدعك ولا يهمني أصلا هذا اللقاء قدرما يهمك انتِ شخصيا لأنه يهم عائله الزعيم فقط .. وانا لست الا فاعل خير ..احمل رسالة من شقيقتك..

فقالت بكبرياء ياولد تريد ان تعلب معى لعبة القط والفار ..؟

نفخ نادر شدقيه بغضب ثم قال ..شقيقتك بحاجه اليك لديها شيء تريد اخبارك به ،والخيار لك.. بما اعلمها ياسيدتى..؟

استغربت مريم من أصرار هذا الرجل الذى يظن بانه واثق مما يريد قوله ،فقالت هذه جسارة غريبه أما غباء منك ..؟

الا ان نادر رد عليها سريعا ..حين نتقابل ستعرفين بنفسك ، ماذا قررتى فالهواتف اعتقد بأنها مراقبه والوقت يمضى سريعا .. والامر خطير جدا .. بما اعلمها ..؟

قالت حسنا . لا تخبرها بشيء ...سأتصل بك لاحقا واعلمك بقراري

تنفس نادر وقال الان يجب ان اخبر نزيه بالأمر واتصل به واعلمه بموافقه مريم المبدئية واعلمه بانه لا يعلم مكان اللقاء فقال له ..لا عليك لدينا مصادرنا وسنعرف المكان فالجرذان عادا لا تخرج من جحورها سيكون اللقاء اما في طريق بيروت او اسفل الجبل وهو المكان المحتمل .

اطمئن سوف نرسل لك شفره جوال امنه ومشفره لااحد يستطيع التجسس عليها ،واعلم بانها لن تجرى معك اتصالا بل سوف ترسل لك مسج من رقم هاتف اخر.. هذا هو اسلوبهم عادة

بعد يومين رتبت هى مكان الموعد تحت اسفل الجبل وارسلت مسج الى نادر بانه سيجد ورقه لدى بائع الورود وعليه ان يحفظ العنوان وان يكون بالموعد ،واعلم نادر نزيه بالأمر فارسل نزيه رجال الامن قبل يوم من الموعد كى يتفقدون المكان ووضع القناصة في مكانهم ،وفى اليوم التالى عند الساعة العاشرة صباحا وصل نادر الى مكان اللقاء قبل وصول مريم بساعه وكان قلق جدا هو لا يعرف شكل مريم وربما ينخدع وتاتى اخري بدلا عنها ،أو ربما ستنصب له كمين ،ووسط هذه الحيرة والقلق ،استرعى انتباهه فتاه تخطو نحوه فيها شبه طفيف من الانسه محاسن .

ولكن أى فتاة هذه التى اراد نادر ان يلتقيها بين جبال خرساء ،فكانت ايه من الجمال متناسقة القد وفاتنة الجسد وشعرها تهزه الرياح على اكتافها كموجه غاضبة من زورق يشقها ،ويكاد شعرها يلامس ردفيها فحين تسكن الرياح يغطى الشعر جسدها مثل عروس البحر وحين اقتربت منه حدق فيها نادر طويلا فكان لها وجها مدور بأهداب سوداء كأنها ليلة افتقدت ضياء القمر ،فلا احد يمل من النظر لهذا الوجه الجميل

انتبه نادر الى جمالها قائلا سبحان الخالق البارى ،فكيف تكون حور العين اذ كانت هذه من نساء الدنيا ..؟!! ووقف مكانه وهى تسير نحوه بغرور وكانت ترفع ثوبها حين تتخطى ترعه او صخرة من صخور الوادي فتكشف عن مفاتن ساقيها رغم انها قد تفعل هذا بعفوية ،وتسدل ثوبها بدون ان تدرك بان سهامها اخترقت هذا الشاب المتوجهة اليه ، وحين وصلت الى مقربه منه توقفت ،نظر اليها نادر بعمق فرأى فى عينيها قوة وصلابه كادت ان تخلع ثباته من الجذور حتى هذه اللحظة كان يظن بانها فتاة ملائكية لا تحمل حقدا ولم ترى ساعه حزن ،رغم إن نظراتها محملة بأوجاع قد تفوق اوجاع الخنساء بل اوجاع كل النساء

اما هى لازالت غير واثقه من شخصيه هذا الرجل ،رغم انها ترى فيه قوة الشخصية ولا يخلوا ايضا من الوسامة ،وقد التزمت الصمت ، رغم انها لم تخفي إعجابها به، فأي أنثى مكانها كانت ستفعل، أما هى فلن تفعل لانها تدرك أنه لا يمكنها أن تستسلم وتنهزم امام أى رجل فهى امراة قويه تستطيع ان تخزن اعجابها فى اعماق قلبها ، ولم يهزمها رجلا من قبل .

كان نادر حاضراً بمنتهى الأناقة يومها و متزن فكريا ينظر إليها بجدية واعطاها كثيرا من الاهتمام حتى يشعرها بانه مهتم بها ولا ينظر إلى المكان .. بقدر ما ينظر اليها حتى اصابها الغرور من نظراته ،وانتظرت حتى يبدأ هو بمحادثها وكأنها واثقه من نفسها بانه سيرضخ لها

شعر نادر نحوها بشعور الشفقة والاعجاب واي ظروف ساقتها لتسكن هذه المناطق المخيفة فتلك الانثى يجب ان تكون من سكان القصور لا القبور هكذا كان نادر يحدث نفسه وهى تدنو منه

ودون سلام جلست مريم على احد الصخور وكأنها اعتادت على هذه الاجواء القاسية وبلا مبالاة بدأت بغرف المياه من احد الترع وتطلقها في الهواء وكأنها طفله تلهو ببرك المياه ،فهم نادر هذه الرسالة الصامتة وكأنها تؤكد له بانها ليست قلقه بما يخفيه عنها أو انها ليست مهتمه حتى بوسامته ، مع ان الفضول يقتلها كى ينطق ويقول ما عنده

كانت تضع حول عنقها قلادة سوداء عريضة شبيه بقلادة محاسن وتأكد له بانها هي مريم ،لكن شئيا غريباً انتاب نادر وشعر بانها غير موجودة فقد خيل اليه بان زهرته تنظر اليه بنظره الغيرة وعدم الرضاء اغمض نادر عيناه كي يطرد تلك الوساوس والاوهام وأستجمع ثباته سريعا رغم انه لازال متأثر بجمالها فليس على رجلا ان يتجاهلها مهما كان ثباته

استقبل نادر غرورها بابتسامة جميلة وبادرها قائلا : لاشك بانكِ الآنسة مريم شقيقة محاسن .؟ فقالت بجرأة .. مدام مريم ولست انسه ،كانت هذه اول صدمه تلقاها نادر وعلم بانها امرأة جريئه جدا .!! فقال لم تعلمني الأنسة محاسن بانك قد تزوجتى .. فقالت محاسن لا تهمها الا نفسها ومصلحتها والدليل انها رمتك في قعر بئر لا أعتقد بانك ستخرج منه سالما

لم يهتم نادر لهذا التهديد واعتبره اثبات للذات والوجود ،ولكنه علم بان علاقتهم ليست على ما يرام وان شئيا ما تخفيه محاسن عنه ،ولم يتأثر بالتهديد واعتبرها انسانه مغرورة ... وبلباقة حاول تلطيف الاجواء قائلا ... ولكن ..هى من أرسلتني للاطمئنان عليكِ

ابتسمت وهى لاتزال تغرف بيديها الماء من الترعة دون أن تنظر اليه ثم قالت ..أعتقد هذه أكذوبة .. هل تريد خداعي بها !!

تضايق نادر من اسلوبها واستهتارها به وهو يحادث نفسه بألم ... تباً لهذه الايام التى جعلتني ارضخ للذل وارضى به ..ثم دنآ منها قليلا .. وكانت هي تراقب خطواته بسمعها دون أن تلتفت اليه حتى تلاشي صوت خطواته نحوها ،وعلمت بانه توقف وقال .. لااظنكِ تجهلين السبب الذى دعوتك من أجله ..؟

فقالت وانت بالتأكيد تجهل سبب موافقتي ..؟

نادر ... لاشك في هذا

قالت انت كاذب وللاسف انك غبى ايضا.. صمت نادر ونظر حوله ثم سار خطوتين أخرى نحوها فقالت قف مكانك ولا تقترب منى .!! توقف نادر مكانه ، وقال انا ما تعودت ان أطاطئ رأسي واصمت امام اى كان حتى ان كنتٌ فى جحر الأفاعي

بغرور قالت من الان فصاعدا سوف تعتاد ..على هذا ان كتب الله لك عمر

ضحك نادر باستهزاء حتى ضاق ذرعها منه ..وقالت غاضبه مجنون انت ..؟ على ماذا تضحك ..؟

نادر ..هل تعتقدي بان تخيفيني بهذه التهديدات .!! .. رغم أنى .. لا ارى سوأ عيون حزينة تود من يواسيها واحتضانها .. اكيد الخوف افقدك التركيز ياااااااامدام مريم

تنرفزت وقالت يبدوا بانك وقح وغبى ولاتعلم بما يدور حولك

نادر ..بل اعلم بان رجالك هنا ومختبئين كالصراصير، ولكن انا اقبل الموت ولا اقبل اهانه من امرأة مغرورة مثلك ، اياكِ أن تخطئى معى فقد لا أغفر لكِ إهانتي إن شئتِ أن ارحل و لا أريك وجهي أبدا فأنا مستعد للرحيل الان

ادركت مريم ان العناد مع هذا الرجل لا فائدة منه الا انها لم تستسلم بعد ،وقالت .. بعصبيه ياهذا كيف تجروا على نعتنى بالمغرورة وانت تحت افواه بنادق رجالى

ضحك نادر ضحكة سخريه وقال انا لست بالغباء الذى تعتقدين ما فكرتي فيه انا ايضا فكرت فيه ،رجالى هنا ايضا ولو اردت أن اقتلك لفعلت هذا بل وخلعت لسانك من فمك قبل ان يصل رجالك .

كان نادر يعتقد بانها ستستسلم له فهى لن تكون بدهاء شقيقتها محاسن ولا يعلم بان هذا الجمال والهدوء يخفى خلفه شرا يوازى شر الزعيم

فقالت ان كنت تعتقد بانك ستخرج بسلام ببضع صبيان مع بندقيات صيد فانت ستكون اغبى رجل قابلته ومات قبل ان يعرف حتى كيف مات ..!!
كان نادر قد ركب جهاز تصنت مربوط مع نزيه واعلمه نزيه بان عدد رجالها 14 رجل يحملون اسلحه نوع كلاشن كوف ويرتدون لباس المزارعين واعلمه بعد 10 دقائق ستحلق طائرة على ارتفاع منخفض وستطلق غاز اصفر للتمويه فكان كل شى كان مرتب

فقال نادر .. وانت رجالك 14 رجل يختبون بملابس المزارعين واسلحتهم كلاشن كوف .. كل هذا لا يجدى نفعا ،ونظر الى ساعته وقال بعد أقل من 5 دقائق ستمر طائرة لدعم صبياني ،فنظرت حولها وقالت اين هي الطائرة الورقية التي تتحدث عنها ..؟!!

وفجأة سمعت صوت الطائرة وراتها تحلق على ارتفاع منخفض واطلقت الغاز.. فقال هل رايتى هذا.. هذه طائرتي الورقية وبها خمس قناصين .

بدون خوف ولا حتى قلق بما سيجرى.. قالت باي جهه تقف انت ..؟

فقال يجب عليكِ أولا أن تخاطبيني بما يليق بمقامي ،وسأحترمك بما يليق بمقامك

فقالت حسنا اغلق اولا جهاز التصنت واتركه بعيدا ،سوف نتحدث ونترك كل ما دار بيننا هنا ،انا عادة لا أثق بالغرباء .استغرب نادر من معرفتها بهذا الامر ،الا ان نزيه ابلغه بان يفعل ما طلبت منه وان رجالها جميعا تحت مرمى بنادق القناصة

اغلق نادر جهاز التصنت وقال لها هذا هو الجهاز وقذفه نحوها فداست عليه برجلها .. وقال انا دائما اقف مع الحق ولهذا انا هنا من اجلكِ

سالته من أنت .؟وكيف عرفت بقصه العشبة والكوبرا فهذا امرا لا يخرج من نطاق العائلة .. هل انت عاشق محاسن ..؟ اما احد رجالها ..؟!!

قال .. لست هذا ولا حتى ذاك.. بل انا فاعل خير لا اكثر

ابتسمت بسخريه قائله ..لازلت تكذب ياهذا ....فاعل الخير لا يعلم بخصوصيات العائلة

نادر .. ولكن هذه هى الحقيقة .. انا بالفعل فاعل خير.

قالت بسخريه ... هل هناك احدا يجبرك على الكذب ..؟!!

فصرخ بها قائلاً : لقد حذرتك بألا تخطئي معى لو كررتي هذا سوف اقتلع لسانك.... لا. احد يجبرني على امر ما رغبت ان افعله

قالت اذا انت رجل معتوه بل ابله ولا تعلم اين حشرت نفسك ، من حاول اهانتى أصبح رمادا من حطام الماضي

رفع نادر عيناه نحوها باستياء وشعر بانها امرأة مغرورة جدا وقد تقلل من احترام مكانته وهذا امر يعتبره نادر مرفوض فكرامته أمر مقدس لا يجب المساس بها ،ولكن يجب عليه ان يكون هادئ حتى تنجح مهمته وضغط على نفسه بضيق شديد ، وقد تحجّرت ملامح وجهه ليقع في قاع الصمت ،وهو يصارع نفسه من حديث (مريم) فهو حقا يخفى عليها أشئيا كثيرة ،رغم انه اخبرها بالحقيقة ولكن لم يخبرها بالحقيقة كاملة ،وقد شعر نادر بالحزن على حاله بعدما كان سعيدا بالعثور عليها ،ها هو يتأسف على حاله لأنه اضطر صاغرا للرضوخ لعنادها..وقال ... جئت كى ابلغك بان محاسن تخشى عليك من شئيا ما .. انا لا اعلمه .

قاطعته بعناد وقالت وهل محاسن تعلم عنى شئيا طيلة تلك السنين ..؟!! اذا هى نست فانا لم انسى لازلت اتذكر حتى صوت الباب حين اغلقته خلفي ليلا

تنهد نادر وهو يستمع اليها ويهز رأسه يأسا وأسفا ،وبالكاد تقدم بخطوات محدودة نحوها وقد تعثرت انفاسه وهو ينازع سطوة ذاكرة مقاومة للصدأ ،واراد ان يهون عليها بكلمات مواساة قائلا ..اعلم بانك عانيتى الكثير ،ولكن هذا ليس خطاها ،لقد كانت عاجزة عن المساعدة .

نظرت اليه بنظرة مخيفه حتى افزعته وكأنها ستتحول الى نمر ليخلع قلبه من بين اضلعه ،قائله لوكنت كما تتدعى لتركت ما لا يعنيك وما اقتحمت خصوصيات الآخرين. .. فماذا تعرف عنى ايضا ..؟!!

انحرج نادر وارتبك فى الكلام ربما هذه المرة الاولى التى يقابل فيها امراة مغرورة ومتشردة وقوية وكان يفكر كيف يمتص منها شحنة الغضب وقطعت هى صمته قائله ..اذن أخبرني، إذا لم تكن على دراية بسمعتي، ما هو الانطباع الذي كنت ستأخذه عني؟

حملق نادر فى عينيها ثم قال .. أمرأه تائهه

لم تغضب منه بل قالت ما الذى تقصده بإمراه تائهه ..؟!!

نادر .. اعنى امرأة مجنونه او متكبرة ،ولكنها جميله جدا

سريعا قالت ، هل انا طرقت باب دارك كى تنعتنى بالتائهة والمجنونة ..؟

تملص نادر من سؤالها وهو يشيح ببصره نحو الجهة الأخرى ليس بحثا عن جواب انما ، ليسحب نفسا عميقا مشحونا بالتأهّب ،فقد قرأ من نظراتها السوء وربما الغدر وتلبدت نظراته بغمامة سوداء وكانه ينفخ في رمادا ليضطرم به لهيب الحنين بين شقيقتان عاشا فى قاع الحرمان ،فكيف له ان يقنع من لا تريد ان تسمع منه ، ولم يبقى لوجوده هدف فهي قالت كلمتها ، لهذا قرر نادر الانسحاب بهدوء ،ولكن قبل أن يرحل تطلع حوله بنظرات عميقة ، ثم نظر اليها نظرة الوداع، بينما بقت هى تتأمل ذلك الوافد الغريب بنظرات مسحورة ، فوجدها تنظر اليه بصمت، فخطرت بباله فكره قد تحيى النقاش معها أو تغلقه الى الابد ، فارد ان يرد على سؤالها بطريقة قاسيه وقال ربما اعرف عنك القليل وأجهل عنك الكثير ولكنك حتما أمرأه ثرثارة هذا ما اكتشفته الان وهم بالرحيل .. الا انها قالت هل انت واثق بانك ستخرج سالما من هنا ..؟!!

التفت اليها وقال اجل ..ثم رفع اصبعه وهو يشير اليها وأكمل كلامه باستفزاز متعمد ولو أردت ان اقتادك انت ورجالك لفعلت ولكنى اتيت مسالما لهذا سأخرج سالما وانصحك بالا ترتكبى حماقه لأنى لا اغفر الاخطاء

أ مسكت بتلك القلادة التى كانت تعكس اشعه شمس الصباح قائله بهدوء اياك ياهذا ان تتحدث عما لا تعرفه عنى فالغيظ والغضب يتزايد بداخلي كاسراب غربان جائعه ، ولأ تحاول استفزازي ولاتعطينى ظهرك حتى اعرف ما الذى تعرفه عنى ..؟
تطلع نحوها مبهوتا قبل ان يعض شفتيه بابتسامة تهكمية باردة ..،قائلا هذا الغرور سينقلب عليك يوما ما ..لعنه .. ستبحثين من يأخذ بيدك ولن تجدى سوى الغربان تنهشكِ ..!! أنى استأذنك لقد انتهى اللقاء بيننا ،بالكاد تقدم خطوات محدودة ووسط تلك الاجواء المشحونة بالتفكير استوقفه صوتها قائله ..،ارجعني الي طفولتي سأكون لينه كما أردت

التفت نادر نحوها قائلا لو استطيع ان ارجع الماضي فانا اولى به منك ،ولكن يمكنك التوقف عن الغرور حتى لا تصابكِ لعنه الندم

قالت هو ليس غرور بل قهر الرجال انت لم تسمع حكايتي بعد حتى تقول مالا تعرفه عنى ..؟
لايعلم نادر لما غيرت افكارها واصبحت لينه ، ربما هو الوحيد الذي يتسع صدره لبوحها وحزنها وهمها وبينما هي واقفه تفكر، اقترب منها .. قائلأ .. اعرف .. حكاية الاعتداء عليكِ من قبل الزعيم وقتله حبيبك

نظرت اليه بغضب وضيق وكأنها ستنفجر قائله ..هل تعلم بان هذه المعلومات ستكون سببا فى انهاء حياتك

الا أن نادر رد عليها بهدوء قائلا .. لا احد سيموت قبل يومه ، كلنا متضررين من الزعيم كما اعتدى عليك فقد اعتدى ايضا على اختى الخنساء لهذا نحن متعادلين وثأرنا واحد .. وهذا احد اسباب تواجدي ، ولكن عنادك جعلني اعيد التفكير بكِ

عبست بضيق وسرعان ما تنفست حين علمت بان هذا الغريب الشامخ قد اذل ايضا وقالت من هى الخنساء ..؟ قال هي ضحيه من ضحايا الزعيم

فقالت هن كثر ضحايا الزعيم ، بالفعل كلنا ضحايا ذاك المجرم

ثم سالته قائله ..ماذا تريد مني تحديدا ..؟

تنفس نادر وقال محاسن تريد مقابلتك ولديها اخبار...انا لا اعلم يقينا هي اخبار ساره أما سيئة فلا تسالينى كثيرا عنها لانى لم اعد استحمل الحديث معك

قالت يارجل يبدوا بانك لا تعرفنى جيدا و تعتقد بأنى ثرثارة وساذجة ايضا ..؟

انتبه نادر .. وقال انا لا اعلم تحديدا بما ستقوله لكِ فقط اردت ان اعلمك بهذا لأنها لا تريد ان تأتى اليك خشيه ان يعلم رجال الزعيم مكانك ،وعلى فكرة انا ما قلت بانك ساذحه ولا تحمليني قول انا ما قلته ..!!

صمتت مريم ولم تقل شئيا ربما اقنعها نادر او انها تفكر في امر ما واراد نادر ان يكسر صمتها فلا حيلة أمامه سوى اقتناص ابتسامتها ،وان يعتبر سكوتها بمثابة موافقه ..فسالها .. عن حياتها

رفعت عيناها وقالت هل تشعر ايضا بالقلق عن حياتي ..؟

قال ..اعلم بان الدنيا خذلتكِ ،وقاسيتي كثيرا مثلى ،للأسف نحن في زمن كثر فيه الغش والخداع وتجارة العواطف ،ما خاطرت بحياتي من اجل ان اخدعك

انا ايضا حياتي كانت قاسيه ، لو أردتِ أن اروى لك حكايتي سأفعل ولكن رجاء لا تجادليني فى تفاصيلها ولاتتهمني ايضا بالعناد الصبيانيّ، لانى لا أنوي أن أترك لكِ حزنا يضاف الى ما تحملينه من صدمات الحياه
تنفست مريم ثم ابتسمت وقالت .. لن أجادلك حول تفاصيلها ، فقط اريد تفاصيل وجودك هنا

جلس نادر بالقرب منها قائلا... شكرا لكِ سأجيب أولا . لما أنا هنا ؟ الآنسة محاسن لا تربطنى بها علاقه الا علاقة صداقه وهى لا تثق باحد غيرى لهذا انا هنا كى اجمعكما مع بعض هذا اولا ولااخفى عنك امرا اريد تحرير الخنساء من قبضة المحكمة ..وروى لها حكايته باختصار وعن سبب تواجده في لبنان

وانهى حكايته قائلا ...حتى تلك الفتاه التى رحلت ليس لأنها تبغضني .. ولكنها لم تعد تستطيع الصمود .لقد قابلت بعدها الكثير من الفتيات ليسن سيئات انما لا احد منهن استطاعت أن تملى فراغ قلبي .يبدو بان هذا القلب لا يقبل الامر الواقع

ظهر الحزن على وجهها وهى تستمع اليه وشعرت بانه رجل استثنائي فهي تبغض الرجال بجميع اشكالهم ،وتعتبرهم شر يجب التخلص منه كى تنعم الانثى بالأمان ،الا ان نادر كان من الرجال الذين يتركون أثرا لمن يقابلونه ،وقالت بل قلبك مخلص ،وتنهدت ثم اكملت تمنيت ان يكون لى قلب جميل مثل قلبك .

ولم تتوقع مريم يوما ما بانها ستبوح الى احدهم بما تعانيه ،وهى التي كانت تخطط للإيقاع به كى تتخلص منه لأنه ، قد أطلع على سرا ما كان ينبغي عليه معرفته وليس من السهل على أمرأه ، حاملة قضيه أن تغير مواقفها التى تؤمن بها حتى أن كانت خطأ ،الا انها شعرت بانها اصبحت رهينة لغموض هذا الرجل ربما شعرت من كلامه بانه صادق وهناك رجال ايضا خدعتهم الحياه وهذا الرجل عانى الكثير ، أوربما استشفت من حديثه الراحة والاطمئنان ، الا أنها لازالت حذرة فيما يخفيه عنها ،فهي من النوعية التى لا تنخدع سريعا ولا تتأثر بالأقوال فدرما تتأثر بالأفعال

فتحت حقيبة يدها واخرجت منها مذكره صغيره سوداء اللون كتب عليها باللون الاحمر « الايام السوداء». أوهكذا تسميها هى وقالت «كل ورقة في هذه المذكرة تذكرنى بلحظة سيئة عشتها وهذه المذكرة حين تضعف عزيمتى تذكرنى بالا استسلم ، كنت اريد ان احرقها فوق جثة الزعيم واتخلص من الماضى، تم توقفت عن الحديث واغلقت المذكرة وقالت ..لا اعلم لماذا قلت لك هذا .

علم نادر بانها لازالت مترددة بما ستقوله له الا أنها .. تنهدت وقالت ..أنا أيضا حياتي لم تكن جميله ابدا ثم دمعت عيناها وهبط شموخها فجاه ونظرت اليه وقالت.. أياك أن تعتقد بان هذه الدموع هي ضعف ؟!!
نظر اليها نادر بصمت ،ثم اخذ الكيس الذى كان يحمله معه حيث انه جلب لها هديه فأعطاها الكيس قائلا هذا لكِ اتمنى لك عام جميل كجمالك ،نظرت اليه باستغراب وهى مترددة بأخذ الكيس منه ثم قالت هذا لى حقا ...؟ قال نعم هو لك بمناسبة عيد ميلادك
ابتسمت واحمرت خدودها ومدت يديها اليه ولم تفتحه ،فقال لها الن تفتحي الكيس
قالت كنت اعتقد فيه مسدس كاتم للصوت لتقتلني به
قال انا لا احمل معى الموت بل احمل السلام دائما .. قالت هذا غريب جدا
نادر ...وماهو الغريب فى الامر ...؟
مريم ... الغريب انى كنت افكر بقتلك وانت كنت تفكر بعيد ميلادي .. اليس هذا غريب ..؟!!
نادر كنت اعلم بانك كنتِ تفكرين هكذا قبل ان نلتقى ، وكنت انا واثق بانك لن تفعلين
ولماذا كنت تعتقد هذا ..؟ لانى لست خصمك ولا عدوك .ربما ساكون بصفك
مريم امل هذا ..سأروى لك حكاية ،ربما انت اول واخر رجل سيسمع حكاية طفله ،ولم تكمل و توقفت عن الكلام برهه ..ويسالها نادر اذا كان الحديث عن الماضي يزعجك فلا داعى ان تتحدثي عنه .
قالت بلا .. ربما هى المرة الاولى التى ابوح بها لرجل لا أعلم لماذا ولكنى اشعر بانك اشد منى تعاسه ، الفرق بينى وبينك أن قلبك لازال نقى ويداك لم تتلوث بالدماء عكسى انا .
تنهد نادر قائلا .. مررت بالكثير من الانتكاسات وقابلت كثرين ولكنى لم اكن أسوأ منك حظا فى الحياة ،يمكنك نسيان الماضي والبدء من جديد
هزت راسها مع ابتسامة أسف قائله هذا شعور جميل لكنه قد تأخر كثيرا
نادر ..يجب عليك التوقف عن هذه الافكار السيئة
مريم ..هزت راسها بقوة قائله لن يحدث هذا سأستمر حتى لو كانت حياتى هى الثمن
وقف نادر ونظر الى تلك الجبال وقال هل تنظرين الى تلك الطيور لااحد منا يعلم هل هى تغنى أما تبكى ، الكل يهاجمها الصقور والنمور والقطط وحتى الانسان ،ولكن حين تشرق الشمس تفرد جناحيها وتنطلق معلنه عدم استسلامها هكذا هى الحياة لاتتوقف عند اول صدمة
نهضت مريم وتقدمت نحوه حتى كادت تقف جواره تماما وقالت انت رجل صالح ولكن بهذا العصر لا مكان فيه للصالحين ،قبل ان التقيك كنت أفكر بقتلك لأنك حشرت نفسك فى خصوصيات حياتى ،ولكنك رجل صالح ولم تتخلى عن ثارك ولا حتى عن اصدقائك ثم وضعت يديها بيده ، كانها وجدت فيه شئيا لم تجده برجل اخر ربما ذلك هو النوع من الدفء الذي كان لابد لها ان تشعر به يوماً ما ،أو هذا هو النزاع الابدي بين الروح الشريرة والروح الطيبه
الا ان نادر قاطع صمتها ...قائلا. وأنت ايضا امرأة متسامحة ،يجب عليك التفكير بطريقة عقلانية فالتهور لآياتي الا بالخيبة
مريم للأسف لا اعرف المسامحة ..لقد تجاوز الظالمون المدى ،يجب أن أضرب بقبضة يدى كل من اهان انوثتى


يتبع بقلم ابن البادية / سعيد ابراهيم 



عدل سابقا من قبل ابن البادية في 20/09/21, 06:15 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5761
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16)  / بقلم ابن البادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16) / بقلم ابن البادية   رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16)  / بقلم ابن البادية Icon_minitime26/04/19, 03:09 pm


سكت نادر برهة من الوقت ،ولم ينطق بأى بكلمة وكأنه اصابه الخرس من شده وصلابه هذه المرأة وكان ينظر اليها فحين يرى جمالها كانت نفسه تشتهيها ولكن حين يسمع كلامها كان يخشاها فلا احساس لها الا شرب الدماء وبعد صمت قال .... اعتقد بان الحياة لم تتوقف بعد .. يمكنك المحاولة من جديد
مريم .... لا تحدثني عن امنيات انت لا تؤمن بها اصلا ..ولا تطلبها منى .. سأروى لك حكايتي ولكن، اياك ان تعترض طريقي فى الانتقام
نادر .. أنا لم آت هنا كى انتزع منك رغبة الانتقام
مريم .. اذا لماذا جئت الى هنا ..؟
نادر كما قلت لكِ جئت لكى ابلغك ان محاسن تخشى عليك من الملاحقة الامنية وقد يتهمونك بمقتل الزعيم ورجاله
بـ انفعال قالت ..اين هى محاسن حين كنت ابحث عن ملجا ..؟!! ..الان حين قوت شوكتي تريد ان تمنعني من الانتقام اعلم هذا جيدا فهى مثل القنفذ لاتعرف سوى الاختباء اما انا مللت الاختباء ساخرج للبحث عن اعدائى ولاتهمنى النتائج
نادر .. علمت بانها بحثت عنك كثيرا ولكن الزعيم سجنها شهور وضرب حولها رقابه و حرمها حتى من روية الشمس .!! مسكينة محاسن لقد عانت هى ايضا الامرين ،فهى لاتعرف لكِ طريقا حتى تلومينها ..
نظرت اليه بنص عين قائله ولكنك وجدتني ..؟!!
نادر ..نعم ..وجدتك ولكن بصعوبه ... ثم ابتسم واكمل ليس من السهل العثور عليكِ ولولا الرشوة والمال الذى دفعته ماعرفت لكِ طريقا ،فكيف تلومين سيدة مغلوب عن امرها بان تجد نحله تمرح بين البساتين فى سفوح جبال مخيفه مثل هذا المكان وضغط على اصابعها قائلا كانت تبكى بشدة وتتألم لقد منعها حتى من البكاء ..هل تصدقين هذا
هدت مريم من غضبها قليلا رغم انها لم تصدق كل ماقاله نادرو لكن ظهر بقلبها تناقض كبير فهى لم تنكر بان محاسن ساندتها وسهلت لها طريق الهرب وتقدمت امامه بخطوتين ،وقالت اجمل ما فعلته محاسن انها سهلت لى طريق الهرب .. ثم اخرجت علبه سجائر واشعلت سيجارة وورجعت الى نادر حتى اقتربت منه كثيرا و كادت أن تمسك بلحيته وهو لايعلم بماذا تفكر ثم قالت الشى الجميل انها عرفت كيف تختار رسولها انى اصدقك فعيناك لا تكذبان ايها الوسيم
علم نادر بانه يتعامل مع افعى ترعرعت فى جحور الاجرام وانها تريد الايقاع به فتلك البسمة والاطراء ماهو الا خدعه من خداع التماسيح كما سمع عنها ،ربما بالفعل كانت هى كذلك تخطط للإيقاع به ، ولكنها حتما تجهل بان طريق الوصول اليه صعبا..!!
ثم جرّت اقدامها وابتعدت عنه ،واسندت ظهرها للجبل وارخت اعصابها وهى لازالت ممسكة بالسيجارة وتمددت ، وكانها تريد أن تنام واقفه مستندة على ظهرها، لتغمض عينيها وكانت تفكر فى امرا ما ..كان نادر يراقب تحركاتها ،ثم رجعت اليه مرة اخرى ونفخت السيجارة بوجهه و عرضت عليه بان ينضم اليها الا انه رفض كل عروضها قائلا ..ما جئت ابحث عن وظيفه
تطلعت إليه بحسرة ثم قالت اعلم ..!! واعلم بانك رجل يحمل كفنه على راسه لهذا عرضت عليك بان تكون سأعدى الايمن ..
نادر ولماذا انا بالذات ..؟
ربما انت الشخص الوحيد الذى يردعني عن القتل .. وابتعدت عنه وهى تنظر الى تلك الجبال وكأنها تتأمل جمال الحياة للمرة الاولى ،ولم يجد نادر كلام ..الا قوله شكرا لك ولكنى لا انفع لمثل هذه الاشياء
نظرت اليه بتعمق حين عدمت كل حيل اقناعه ورجعت الى ترعه المياه وغرفت منها غرفه كبيرة بيديها ورمتها على وجهها قائله .. لو فكرت . بعرضى ستجد مكانك بجانبي ،هل لك بان تخبريني باسمك
فقال اسمى نادر
قالت فعلا انت نادر الوجود .. الا تعلمنى كيف استطاعت محاسن ان تقنعك بان تتولى البحث عنى .؟!!
نادر .. لانى أؤمن بانها صادقه .
لم تعلق مريم .. ربما احزنها رفض نادر العرض بينما قبل عرض محاسن، ولا يدري بما كانت تفكر، قبل أن تقول له اذا هذه هى قصتك وهذا هو اسمك ، أنا أيضاً لي سرّي وحكايتي . سأروي لك حكاية طفله ضائعة
كنت حينها طفله لا اعرف شئيا عن الحياة رغم هذا عرفت الكثير عن الذل ،كنت أبكى وأرتعد وأبحث عن ملجأ تلك الليله ونمت هنا بهذه الجبال بدون غطاء .وكان الخوف يحيط بى من كل جانب لم اتذوق طعم النوم ... كنت ابحث عن من يحتويني ويدفعنى كى انتصر على ضعفى..
حتى ارسلت لى الاقدار رجلا رجل يكبرنى بــ سنوات لااعلم نوياه حينها ، وعشت معه بقلب طفله وجسد امراة
ادخلنى غرفته وانا ابكى أخذت أنظر اليه بتوسل لينقذ المتبقي من كرامتي المهدورة بيد اخى ليرد على نظراتي بقولة ،ليست نهاية المتغطرس الا الجلوس تحت القدم شقيقك اغتصب شقيقى وجاء الوقت كى ارد له الصفعه ،وفعل بى مافعل وبعد اسبوع اخذ صورة لى وارسلها للزعيم مع احد رجاله الا ان الزعيم قطع راسه وارسله له فى كيس واراد ان يرسلنى الى الزعيم الا اننى اعلمته بان الزعيم لايهتم لامرى لانه اعتدى على واقنعته بانى اعرف الكثير عن قصر الزعيم وساكون بين يديه كما يريدنى فقط لايرسلنى الى هناك ، كانت تروى حكايتها والدموع تتساقط من عينيها
ثم اردفت قائله ..لقد عشت بأخلاق العاهرة وانا طفله كى احصل على ملجا وحماية من الذئاب البشرية ،ولكنى عرفت ايضا كيف اثار لكرامتى وأنوثتي من الرجال الذين استفزوني وتحرشوا بى ،كانت الحياة بالنسبة لي لاتعني شئيا ... ولكن الطفله كبرت وتحولت سريعا الى أمرأه متوحشه حين اذقها رجل المر وقتل بداخلها حتى الاحساس بالحياة ،ولم تحمل منه سوى الحقد والكره والانتقام ،هو لايختلف كثيرا عن الزعيم
كان نادر يبتلع ريقه بصعوبة وهو يستمع اليها بصمت ودون حركة ولا كلام وفجأة نظرت اليه وهى تحادثه وتوقفت عن الكلام و مرت بفتره من الصمت وهى تستذكر تلك الايام ..اقترب منها نادر قائلا .. ولكنه ملجا خطر
ابتسمت ومسحت تلك الدموع قائله ... أجل، ولا أجهل أنه ملجأ خطر .لقد... حدث هذا منذ سنوات ،لم اختر المكان بإرادتي ولم تكن لى حينها خيارات اخرى
نادر ..اذا هربتى من السيء الى الاسواء ،حقا الدنيا ظالمه بعض الاحيان
قالت ربما ، عموما بدأت مرحلة حياتي الثانية بجريمة قتل متعمد لرجل معتوه الذى اغتصبني وانا كنت اظن بأنى فى مأمن من مخالب الزعيم و رضيت بذله وسلمت له الجسد لا الروح حتى سيطرت على مملكته ورجالة واقسمت بان انتقم من كل الرجال وكنت استجلب منهم السفلة عباد المال واصحاب الشهوات واحد تلو الاخر .
نظر اليها نادر نظرة استغراب قائلا انت بالفعل مجنونة ..؟
ابتسمت وقالت ربما أنا فعلا مجنونة ولا أعلم!.؟ هل يعلم المجانين أنهم مجانين..؟!!
بــ ابتسامه لا تخلو من الريبة والاستغراب قال نادر ..قطعا لا
قالت اذا انا لست مجنونه ..!!
قال ربما ...انت مصابه بجنون الانتقام
حملقت فيه دون كلام... و تساءلت فى نفسها لماذا أشعر بدف لم اعتاد عليه من قبل ..؟ ورغم هذا الشعور توجست منه خيفه كبيرة فعضت على شفتيها فى لامبالاة ..وقالت ربما عقولهم مريضة ، وفاسدة ومليئة بالشر و الرغبة في التدمير، لهذا يستحقون الموت
ونظرت الى نادر الذى فاجأها بثباته قائلا .. الى هذه الدرجة تكرهين الرجال
قالت ليس كرها بل حقدا هم اصلا ..عار يجب سحقهم حتى تكون الحياه جميله مثل هذه الورود ،وقطفت وردة استشفتها ثم رمت بها الى نادر الذى التقطها سريعا وقال .. تقصدين الرجال خطيئة يجب ازالتها من الكون..!!
نظرت اليه وقالت .. الغريب اننى لا اميل الى الضعفاء منهم بل افضل الشرسين والاشرار لأنى اجد متعتى الوحيدة في طريقة الانتقام منهم ثم توقفت وتقدمت بخطوات باتجاه نادر الذى كان يجلس قرب ترعه المياه وقالت أطمئن هم ليسوا ساحرين مثلك. وبدأت تضحك بهستيرية ثم توقفت عن الضحك وقالت .. لم اثق باي رجل مهما كانت نواياه ،وكنت اغريهم بحركات بجسدي ليلا .. ثم اقطع اوصالهم قبل ان يصحوا صباحا ولازلت ابحث عن وجوه وساجدها وانتقم منها ،لهذا انا لا اعرف المسامحة
ضحك نادر وقال لاشك بانك تقصدين الزعيم ..؟
قالت للأسف خدعنا جميعا هذا المسخ ونفذ منا تلك الليلة ،مايقلقنى ربما انه مازال على قيد الحياة
نادر .. وهو يجرها في حديث اذا .. انت حاولتي قتله تلك الليلة ..؟
قالت ليس تلك الليلة فقط بل عدة مرات ولكني لم أنجح ولن يهدا لي بال حتى اجد جثته واتأكد بانه قد قتل .. وفجأة انهمرت ، دموعها على حين غرة واصبحت تتنفس بسرعة جنونية وهي تنظر الى نادر والذى قال لها اهدئي ياسيدتى
ولكن كيف يمكنها ان تهدأ و اعصار دامي يدوي داخلها وشكوك لا متناهية تبقى تطعن رأسها بحدة السيوف وحرارة سموم الافاعي
لا يعلم نادر سبب هذا الانهيار المفاجئ لها ،فربما هو خليط من المشاعر والأحاسيس والقسوة تتحرك داخلها فى دوامة لا تعرف نهايتها ،ربما هى لا تعرف حتى الان مصيره حيا أو ميتا أو عالق بين العالمين ؟
ارتبك نادر ولم يعرف هل يقترب منها أكثر او يتركها هكذا فهذه الانثى مثل البركان لا يعلم متى ينفجر او ما سوف يحصل لو ترك هكذا ، زخم من المشاعر المتفجّرة تتحرك بقلبه وهو عاجز عن مدّ يد العون لامرأة ينشطر قلبها امامه ، واخيرا اتخذ قراره واحتضنها بقوه ليتقي الجسدان في عناق اخوى بعيدا عن ما تشتهيه النفس الخبيثة وهو يربت على اكتافها قائلا لا عليك لا احد سيفلت من العقاب ارجوك سيدتى أهدى ،بينما تظاهرات مريم بعد بالاستماع اليه والتزمت الصمت ، بتلك اللحظة شعرت بأنوثتها واخذت الذكريات تتدفق على راسها وكأنها قد استعادت ذكريات مضى عليها زمن ،حتى انها تخيلته حبيبها المغدور ، فكانت تريد ان تكون هكذا الى الابد وبدأت تهدى بكلمات عفوية ،فهذه المرة كانت تتألم من العمق ،وقد استغرب نادر من شعور هذه المرأة المستبدة بانها تحمل قلب في طياته شعورا طيبًا وحُبًا تجاه الحياة ولم يحرمها من هذه اللحظة فقد سمع هذيانها وصوت قلبها الخفى.
بعدها خيّم الصمت عليهما ، قبل أن تكسره هى قائله .. ماذا قالت لك محاسن ايضا
نادر.. شقيقتك محاسن تعتقد بانك انتى من نفذتي عمليه القتل تلك الليلة لهذا هى تريد منك ان تغادري المنطقة معها لان الزعيم احتمال لازال على قيد الحياة وسوف ينتقم مما حاولوا قتله
قالت لست انا .. كان احد رجالنا يعمل مع الزعيم واخبرنا بان هناك مرتزقه اقتحموا السرايا وقتلوا الكل لهذا انسحب رجالنا سريعا .
اذا ليست لك يد بما جراء ..؟
قالت تمنيت ان تكون لى يد لولا حماقه وغباه من قام بالعمل لكان المسخ مقطع ارباء ربما احدا ما سبقنا اليه وخدعنا بما حصل ،ثم ابتعدت عنه وأعاطته ظهرها قائله اتصل بها وتعال برفقتها الى هنا ، ربما استطيع اقناعها بان تساعد قريبتك ،فرح نادر واتصل سريعا بالأنسة محاسن وللصدف اللعينة بان محاسن كانت مع نور حين اتصل بها نادر وسريعا ردت قائله هل مريم معك الان يانادر .. فقال نعم وتريد مقابلتك فقالت يانادر حدد معها الموعد وهل لى بان احادثها الان .. فقال هى تقول سوف نلتقى غدا هنا لان الهواتف مراقبه ، قالت طيب سوف انتظرك الليلة في نفس المكان المعتاد ،وظهرت ملامح السعادة على وجهها ، بينما كانت نور حين تسمع اسم نادر تتنرفز كثيرا وسألتها يبدوا انك سعيدة جدا ، من هو نادر الذى حمل لك خبرا اسعدك ،هل هو حبيبك ..؟
ابتسمت محاسن وقالت ليس لى حبيب هو صديق العائلة وحسب ثم قالت لها هل لى بان اقراء كف يدك ..؟ ترددت مريم ثم قالت حسننا وحين اخذت يدها تعكر مزاجها قليلا وبدأت تحكى لها عن اشياء كثيرة وانتهى الحوار بينهما والعرق يتصبب من جبين نور .
انتهى الجزء السادس عشر
بقلم اسعد "ابن البادية " almjal2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية لعبة الاقدار الجزء السادس عشر (16) / بقلم ابن البادية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية لعبة الاقدار الجزء 20 بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الثانى عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء السابع عشر (17) / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الخامس عشر / بقلم ابن البادية
» رواية لعبة الاقدار الجزء الرابع عشر / بقلم ابن البادية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جروح البادية 2022 :: ๑۩۞۩๑{ منتديات هوى الدمشقية للقصص والمدونات }๑۩۞۩๑ :: ۩ - هوى .. القصص والروايات ( بقلم الأعضاء فقط )-
انتقل الى: