انتبه! احذر!
لا تغتر بثباتك، ولا تركن إلى عملك، ولا تنظر لمن هم دونك نظرة استعلاء.
قال الملك جل جلاله: {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل:94].
قال ابن كثير في تفسير: {فَتَزِلّ قَدَم بَعْد ثُبُوتهَا} يَقُول: فَتَهْلَكُوا بَعْد أَنْ كُنْتُمْ مِنْ الْهَلَاك آمِنِينَ. وَإِنَّمَا هَذَا مَثَل
لِكُلِّ مُبْتَلًى بَعْد عَافِيَة، أَوْ سَاقِط فِي وَرطَة بَعْد سَلَامَة، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ: "زَلَّتْ قَدَمه"؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
سَيَمْنَعُ مِنْك السَّبْق إِنْ كُنْت سَابِقًا *** وَتُلْطَع إِنْ زَلَّتْ بِك النَّعْلَانِ
رسالة إلى كل ثابت على الحق مستقيم على أمر الله: لا تغتر! فقد تزل القدم بعد ثبوتها.
تعبير في منتهى القوة؛ فالملك الجبار جل جلاله يحذر العبد الذليل أن يخرج عن نطاق الانقياد و يتمادى
بعد أن كان منقادًا؛ فتذل القدم ويسقط العبد الصالح في بئر مظلم، ثم يستحق الوعيد بذوق السوء
لما فعله من الصد عن سبيل الله تعالى.
فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.