مقال مصطفى الزايدى

كلام في الطغاة والطغيان !!!
عارضت بوقعيقيص الطاغية !! لسنين ولم يسالها احد، لأنها كانت تعارض سلميا ، وعندما انتقدت فبراير ذبحت على الطريقة الليبرالية !!
سؤال مشروع ، من هم الطغاة الحقيقيين ؟؟ لا اعتقد انه يحتاج الي بحث واسع ولا تمحيص للوصول الي الجواب المبين .
يبرر المروجون لمؤامرة فبراير بكونها انتفاضة شعبية رفضا لطغيان القدافى !! ودكتتاتورية النظام الجماهيري !!! وبالتأكيد صدقهم بعض من المغفلين ،وطبّل لهم نفر من المنافقين ، وربما استهوي خطابهم عدد من السطحيين الحالمين بالجنة التي رسمها لهم اعداء الوطن والدين ، والتي طولها ابراج من حجر صوان لعين ، ورمزها امراء جهلة يمتلكون الارض ومن عليها لهم وابنائهم لها من الوارثين ،كل ما فيها متاع للأغراب خاصة عصابات المال الملاعين وشركات الاحتكار العابرة لحدود الاوطان التي تمتص دماء الغلابة المستضعفين .
لكن ذلك لم يكن سوي وسوسة الشياطين، التي اخرجت ادم من جنة النعيم وجلب غضب الله الذي امهله الي حين ، فالخبر اليقين جاء بالبرهان المبين ، من افعال الفبرايريين ، الذين لم يكونوا سوى معاول دمرت البلد الامن ، وخناجر مسمومة في جسد الوطن، ورصاصات بايدي مخبولين، ازهقت ارواح الابرياء ،وهتكت اعراض الناس، فلقد اشعلوا نيرانا التهمت الاخضر واليابس .
في نهاية المقتولة سلوي ابوقيقيص وغيرها عبرة لمن يعتبر وجواب شاف لمن يبحث عن الاجابة ودعوة صادقة للنهوض من اجل الوطن الذي يعبث فيه .
لقد كانت المقتولة سلوي ابوقعيقيص طالبة في جامعة قاريونس وتخرجت منها والتحقت بسلك القضاء ، يقول احد الاصدقاء الذين هم منها مقربين ، انها في كل تلك الفترات كانت تجاهر بعدائها لثورة الفاتح ، وعملت محامية للشيطان، فتبنت الدفاع عن الارهابيين ، واخترعت لسنوات مع المسماري وتربل وغوقه قصة سجناء بوسليم لتنظم وقفات اسبوعية لفت انظار العابرين ،كحلقة من الاعداد للمؤامرة الكبرى ، لم يتعرض لها نظام الطاغية !! ولم تسال حتي مجرد السؤال من قبل الامن الداخلي !! ولم تعذبها اللجان الثورية !!! ولم تلاحقها لجان التصفية الجسدية الوهمية !!.
لكنها في عهد الحرية والديمقراطية الفبرايرية !! كانت في لحظات في خبر كان ، ولم تمنع اهات اطفالها وتوسلات زوجها حلفائها من الارهابيين من ذبحها علي الطريقة الليبرالية برصاصات في الراس ، فهي كافرة لا يجوز ذبحها كبقية المقتولين !!، ادعوا لها بالمغفرة واعلن ايضا تعاطفي مع اسرتها واصدقائها في مصابهم ليس من قبيل النفاق السياسي، لكن لقناعتي ان اولئك لم يكونوا سوى ضحايا نتيجة لجهلهم المركب، فهم كانوا يعتقدون انهم يعرفون ما بين السطور ، لكنهم كانوا عديمي البصر والبصيرة ، غافلين ومغفلين .
لقد سبقها في طابور الذبح كثيرون من عتاة الفبرايريين لم يكن اولهم الحصادي ولا المسماري لا بوزيد ولن يكون اخرهم سلوي ابوقعقيص ، الذين لم يغني عنهم حماسهم للمؤامرة ،و لا صورهم مع ليفي وديبورا، ولا اكاذيبهم حول طغيان الفاتح وجنة فبراير من شيء ،وصمّوا اذانهم عن تحذير القائد الشهيد لهم يوم الثاني من مارس عام النكبة الملعون ، من خطورة الزنادقة الارهابيين الذين لن يتورعوا عن قتلهم عندما يأتي الاوان ، فكانوا في الموعد وكأنه كان يراه يقين ،فجاءهم الموت من اولئك الذين كانوا لهم يروّجون .
انها رسالة الي المكابرين الذين يغمضون اعينهم ويصمون اذانهم عن الحقيقة ، لعلهم يتعظون والي حضن وطنهم يعودون . اقول قولي هذا وانا لست من الشامتين ، لكنّي حزين على وطني الذي صارت فيه دماء الناس ارخص من حبة الرمل ، راجيا ان يعي البعض ان سياسة الكذب والتزوير لن تنجيهم من سطوة المجرمين.
قلبي على وطني الذي اصبح الموت فيه يتربص بالجميع ..و صار الحزن فيه متعة الحياة اليومية ، ويسيطر الخوف فيه على الناس اجمعين. الرحمة للشهداء والقتلى ، والسلام على الاسرى الابطال .
مصطفى الزائدي