السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
أسعد الله أوقآتكم بكل خير
الجزء الثانى من رواية وكر المافيا
قبل حتى أن ألقي نظرة حولي كنت متيقنا أن المآفيا لن تتركني
وكآن احسآسي صآدقا
ها أنا محآط بين أربعة من رجآلهم يرتدون السوآد
أحدهم يضع مسدسه في ظهري و الآخر يدفعني إلى السيآرة بقوة
بينما يكتفي الآخرآن بنظرآت التهديد
لم أبدي أي مقآومة , فقد غشيني هدوء غريب
مصدره يقيني بأن قدري بين يدي الله وليس بأيديهم
تحركت السيآرة إلى وجهتها
تمضي مسرعه بينما تمضي الدقآئق بطيئة ثقيلة على نفسي
تقطع الدروب من شآرع إلى آخر حتى خرجنا من المدينة
يأخذ السآئق منعطفاً خآطئا
لأفآجئ بالآخر يصيح به ليس من هنا اسلك الطريق الترآبي
وأخرج من شرودي
نظرت حولي إلى تلك الوجوه النتنة و العيون البشعه المختبئه خلف النظآرآت الشمسيه الغآمقة
وأنا أتسآءل يا ترى بمآذا يفكر هؤلآء الأوغآد
وماذا يريدون مني ؟؟!
بينما كنت غآرقا في تسآؤلآتي
قآطعت أفكآري صفعة من أحدهم كنت أحدق فيه دون قصد
أدرت وجهي متألما ليصفعني الآخر !
وكأنهم يحذورنني من النظر إليهم
مع كل صفعة كآن نبض قلبي ينخفض ببطء
إهآنآت تجعلك تتألم بصمت , فلآ سبيل للدفآع عن نفسك
قطع أفكآري سؤآل أحدهم قآئلآ بالإنجليزية :
? Do You Know Italian
بمعنى هل تعرف الإيطآلية ؟
أجبت بالنفي ..
بعدها توقف السآئق عند مجموعة أشجآر على الطريق
وطلب منهم إخرآجي من السيآرة
أخذوا يتحدثون بالألمآنية وأحيآنا بالإيطآلية
دون أن أفهم شيئا من حديثهم , أخذت نفسي تحدثني أنها النهآية
ولكن لما ؟ ماهي جريمتي
أبسبب تلك الفتآة ؟ أم ذلك الصعلوك الفتوة ؟!!
وفجأة ودون مقدمآت ركلني أحدهم في موطئ الرجولة
كآنت ركلة قوية و مؤلمة فتهآويت سريعا على الأرض مغشيا علي
لم أفق إلآ على أحدهم يسكب المآء على وجهي
تلفت حولي لأجدني في جآرآج كبير يشبه مأوى للمتشردين
يمتلء بحثآلة البشر متسكعين لآ أخلاق لهم
ولآ يعرفون آدآب التعآمل , حتى مظآهرهم لآ تنتمي للبشريه
تبدو عليهم آثآر الجوع , فترآهم ينهشون بعضهم ك الأسمآك المتوحشة
أعطوني شآرة تحمل الرقم " 180 " ربما يكون رقمي لكل سجين
لم أمكث في حيرتي طويلآ أتت مجموعة أخرى من الرجآل و طلبوا مني أن أتبعهم بهدوء
كنت لآ أزآل مشوشا ولم أستعد تركيزي بعد
دخلنا إلى نفق كبير تفرع بنا إلى دهآليز متشعبة أتبعهم خلالها بحذر
حتى انتهينا إلى سلآلم طويلة
أخذنا بالصعود من طآبق إلى طآبق حتى وصلنا لطآبق يمتد ك صآلة كبيرة
فيها تم تسليمي إلى وجوه أخرى !
أنظر حولي , فأسمع أحدهم يخآطبني بالإنجليزية :
هذا مغتسل , اخلع ملابسك واغتسل هنآك
يبدو بأن هذه المجموعة مهذبة !
وإذ برجل صيني ينحني أمآمي يحمل بين يديه إحدى البدل الفآخرة
التي لم أحلم يوم بالنظر إليها في صآلة عرض قكيف بإرتدآءها
اغتسلت وتأنقت كثيراً وكأنني ذآهب إلى اجتمآع مع شخصية هآمة
رآودتني نفسي ربما يريدونني أن أكون وآحدا منهم
صعدت بصحبة أحدهم سلما متحركاً ينتهي بقآعة كبيرة
تمتلئ بأنوآع من البشر
موسيقى صآخبه و إنآرة متغيره ك ألوآن الطيف
عآلم متمآوج بحيآة تضج بأجوء الترف و الفسآد
قآدني إلى طآولة دآئرية , سحب لي الكرسي لأجلس كما يجلس السآدة الكبآر
لآزآلت الدهشة هي المسيطرة على الموقف
ولآ أجرؤ على التلفت يميناُ ولآ شمآلآ خوفا من صفعة مفآجئة
ظللت أترقب تلك الشخصيه التي مررت بكل هذه المتآعب كي أقآبلها محدثا نفسي
ترى من سأقآبل . وكيف ستكون المقآبلة ؟!
لم تدوم تسآؤلآتي طويلآ حتى ظهرت .. فتاة
هي نفسها تلك الفتآة من المطعم في أرقى مظآهر الأنآقة
لآتبدو عليها السعآدة ولآ حتى التعآسه
تمشي متمآيلة بلآ ثبآت كـــ قشة يتلآعب بها الهوآء
فلآ تستطيع فهم ما ورآءها وما تخفيه بقلبها
مع هذا رأيتها كأنها لعبة مسكونة يجب الحذر منها
تجآهلتها , ولم أتزحزح من مكآني
تلك اللحظة قررت التظآهر بالإصآبة باضطرآب نفسي
حتى أقيم الموقف و أفلت من قبضتهم
وقفت أمآمي تمد يدها نحوي , أعلم ما تريد لكنني تعآملت معها بحمآقه
مددت يدي إلى صحن الكيكه وقطعتها إلى نصفين و مددت لها نصفها
فرمقتني بنظرة غيظ حملت لي في ثآيآها شتيمة صآمته
همس لي ما كآن خلفي : سيدي إنها تريد منك أن تقبل يدها حتى تجلس
خذ وقتك و سأنتظرك هنآك حتى تنتهي
فكرت بالأمر سريعا , وضعت ما بيدي على الطآولة و مسحتها بالبدلة الأنيقة
واحتفظت على وجهي بنظرة بلهآء , لكنها عنيدة تقف وتمد يدها بإصرآر
بقيت على حآلي حتى اقتربت يدها من وجهي
شممت عطرها فارتغش قلبي وأصبح عنآدي هبآء وقبلت يدها يلآ شعور
جلست , خيم الصمت ثقيلا في البدآية , لكنه لم يلبث حتى خف قليلآ
بدأت أسيطر على أنفآسي بصعوبه , دقآت قلبي تتسآرع
ربما نظرة جآدة منها تعيد إلي هدوئي وتعيدني للحيآة
أفكآري تمتلئ بالشكوك
هل حقا تنتمي هذه المخلوقه إلى هذا المكآن ؟!
كنت أرغب بأن أقول لها
أتركي هذا العآلم ولنحلق سويا في عآلمي
لآ أحد قآدر على أن يكسرك بقربي
كآن في عقلي ألف سؤآل أود لو أسألها إيآها , لكنني احتفظت بصمتي
كنت أنتظر أن تبدأ هي بالحديث ..
كآنت لدي آمآل بأن يكشف لي حديثها أشيآء كثيرة
ربما غبآئي من صور لي ذلك
هدوء مريب بيننا , و موسيقى صآخبة في الخلفية
أجسآد تترآقص و تتمآيل فآقدة السيطرة على ذآتها
بعد صمت ظننته استمر دهرا ابتدأت هى بالكلآم قآئلة :
هل آذوك الحمقى ؟
قلت : لآ بل كآنوا لطفآء جدا معي
سكتت برهه ثم قآلت : يبدو أنك من النوع الخجول
قلت : لآ لكنني أحبذ الصمت فأنا أعآني من نوبآت
قآلت : نوبآت مثل ماذا ؟
وبدأت تضحك بلآ توقف حتى قبل أن أجيب عن سؤآلها
قلت : ما المضحك ؟
قآلت : صمتك , يبدو أنك لآ تزآل متأثرا بأجوآء ذلك المقهى
قلت : صحيح , نسيت أن اتحمد لك عن الحآدثة
قآلت : أي حآدثة ؟
هنا أدركت أنها أخطر مما أتوقع
قلت : اعذريني يبدو أنها من تخيلآتي المزعجة , خيل لي أنه صدمتك سيآرة
فبدأت تضحك من جديد بلآ توقف حتى أصبحت ضحكآتها مزعجة جدا
لحظآت من التشتت ترآودني , أحآول أن أتمآسك لألم بما يجري حولي دون أن أظهر اهتمآما
أنتظر أن تنتهي من ضحكآتها البآهته التي انطفأ منها حتى بريق عينيها الجميلتين
أحدث نفسي هذه الفتآة لآ يجدي العبث معها
ثم قلت متظآهرا بالضحك أنا الآخر : - لآ أعلم مالذي أتى بي إلى هنا ؟
هدأت قليلآ ثم قآلت : أنت تقصد ريتا ..!!!
قلت : أنا لآ أعرف من تكون ريتا هذه ..!!
قآلت : ريتا شقيقتي , هي من صدمتها السيآرة ’ ولكن اطمئن إنها بخير و يمكنك زيآرتها
قلت : انا لااعرفها هي مجرد فتآة صدمتها سيآرة وقد ذكرتها فقط لأنني كنت أظنها هي أنتِ
وأردت المسآعدة لآ أكثر .. وعلى كل حال حمدا على سلامتها
من جديد عآدت لتضحك وتضحك وكأنها لم تعرف الضحك من قبل
مع كل ضحكة صورتها تبهت و كأن الشبه بينها وبين أختها يتلاشى في عيني
أعود لأتأملها من جديد , لآشيء فيها يلفت نظري’ سوى شآرة لصليب تعلقه في عنقها
ولم أعد أرى فيها سوى طيف فتآة تسكنني دون أن تكون هي
سكتت قليلآ لتقول : هل تعلم بأنك رجل محظوظ لتصل إلى هنا
ثم ضحكت و أكملت وربما تكون أتعس الرجآل لأنك هنا
قلت : أكيد بأننى محظوظ لأنني أرآكِ أمآمي , ولكن هل تعلمين بأنك تتحدثي مع رجل أتلفت العقآقير دمآغه !
قآطعتني بحده : اسمع يا هذا لآ تحآول العبث معي , نحن نعلم عنك أكثر مما تعلمه أنت عن نفسك
كلمآتها جعلتني أحدق إلى انعكآسي في مرآءة الطآولة
التفت حولي بحذر , لأتأكد من عدم وجود أحدا خلفى
ثم عدت لأقول : أتعلمين بأنك أجمل من ريتا , لكن لهجة التهديد لآ تلآئمك ولن تجدي معي
وقبل حتى أن أسمع ردها أحسست بيد خشنة تربت على كتفي الأيسر
فدفعتها بقوة متظآهرا بعدم الخوف , قآئلآ أتركني يا هذا أنا لست بمجنون !
لأسمعه ينفجر ضآحكا
أعلم بأنك غآضب مني يا صديقي , ولكن الوقت من يحكمنا لسنا من نحكمه
التفت لأنظر إليه فإذا به أحمد صديقي , ولكن كيف وجدني هنا
ألقيت نظرة حولي أريد معرفة ردود أفعآل من حولي , ولكن أين اختفت الفتآة و القآعة و الضجيج
كيف عدت إلى ذآت المقهى القديم ؟!!
سيل من الأسئلة يضج في عقلي بلآ إجآبآت
و قبل أن ألملم شتآت أفكآري المبعثرة , أراقب وجوه الجآلسين بالمقهى
وأرى بين ملامح كل منهم حكآية , لكنها بالتأكيد ليست كـــ حكآيتي هذه ..!
قلت : أحمد يبدو بأنني غفوت هنا
يضحك قآئلآ : هذا طبيعي نظرا لطبيعة أجوآء المقهى
أسعد احكي لي بما حلمت وأين سرح بك خيآلك
كدت أن أجيب مع شقيقة ريتا ! لكني تدآركت الأمرسريعا
سألته عن اللوحة
قآل : مكتوب عليها بأنه لآ يسمح لك بالجلوس على طآولة غيرك
كل الطآولآت هنا محجوزة مسبقاً لأشخآص معروفين
ولو لم تكن تحمل البطآقة التي بعثتها لك لقذفوك في الشآرع
نظرت إلى طآولة ذآك الرجل , حسنا لمن هذه الطآولة ؟
أجآب : إنها طآولة الأبكم !
قلت : تقصد من يضع أمآمه لوحة الكترونية ؟
قآل : تمآما ولكن كيف عرفت ذالك
قلت : لآ أدري ! لكن هل له صديقة اسمها ريتا ؟
قآل : نعم لكن كيف عرفت اسمها ايضآ !!
بـ ابتسآمة قلت من النآدل
الكثير من الأسئلة تطن في تجآويف عقلي وتملأئها
نظر أحمد إلى سآعته قآئلآ : السآعة الآن التآسعه , مضطر للإستئذآن منك
قلت : إلى أين ؟
قآل : حتى الآن لآ أعلم !!
ولكن سنعود لنلتقي هنا عند منتصف الليل لنكمل سهرتنا سويا
قلت : حسن هل بسؤآل أخير
قآل : بالتاكيد ..اسأل ..
قلت : كم تكلفة هذه الجلسة ؟
قآل : الآن 1700 دولآر و بالليل 5000 دولآر لحضور السهرة
لكن اطمئن هي مدفوعة سلفا
هززت برأسي و ألقيت نظرة على المتوآجدين و اتجهت نحو البآب بخطوآت تثقلها الحيرة
يا ترى ماذا حدث هنا
هل يعقل أن يكون مجرد حلم ؟!
أم أنها كآنت رحلة عبر الزمن سـ أسافرر بها مستقبلا ؟
وهل عندما أعود الى المقهى .. سيحدث شيئا مما رأيت ؟ و .. و ..
لاشك بان الحكاية لدى القارى لم تنتهى بعد اما بالنسبة لى تركتها للزمن
حين اجد وقت للكتابه ساكملها