يَا مَنْ مَكَثَ عَلى المَعَاصِيْ ؛ وَاستوطنَ بأرضِهَا !
قـُـمْ ؛ وإستـنهِضِ الهَوَى وَارحَـل ؛
فثمة دارٌ أكرَم وأفضَلْ ،
دارٌ لا نصَبَ فِيهَا ، ولا وَصَب ،
وَلا همٌ ولا كرب ولا صَخبْ !
أرضٌ لا يتسللُ إلى قلوبِ سَاكِنيهَا مَللٌ أو كَلل !
تتزينُ كُلّ يَوْم ،
تـنـتـظِرُ مِنكَ الـقـدُوم !!
يَغرِسُ الرّحمَنُ فِيهَا غرسَه بِـيُـمْناه ، لمَن أطاعَهُ وَاجتنَبَ هَوَاه ،
قم يَا ندِيـبـي وَارحَل ،
واستنهض الهوى ، فثمة درٌ تـُخـلـقُ من أجلك في العلى وَتـُـسـوَّى
هُناكَ ...
حيثُ الجِنانٌ تعلوهَا جنان ،
ونخل وفاكهة ورمان
وَمَأوَى ..
وَغُرفٌ مَبنيّه مِنْ فوقِهَا غرف ،
لكَ فيهَا عَشرَة أضعَافِ مَا فِي الدنيا مِن النَعِيم ٍ والَترَف ،
تحتهَا الأنهارُ تجرِيْ والعُيُونْ ،
وَتشرَأبُ لِحُسنِهَا الأبصَارُ والعُيُون ،
فتلك أنهارُ من عَسَل ، وأخرى من لبَن
وخمر لذة للشاربين ،
وحور عين ، كلؤلؤ مكنون ،
لم تمسه الأيادي ، ولم تر كحسنهن العيون
وروحٌ وريحَان ،
وَمُخلدُونَ وِلدَان :
في دَرَجَاتٍ عُلى وَفِردَوْس
يَطوفونَ تقديْسَا ًوَإكبَارَا في نَعيم غمُوس ،
لـيُـبـهِجُوا النفوْس ،
فقم يا نديبي واربط خطام النفس في باب ربك
قمْ الآنْ وَتحوّل ،
فليس يليق بك أن يكون لك رب بالتوبة يفرح
وأنت لازلت تلهو في دنياك تمرح ..
أيها المَـكـلومُون ، إنكمْ عِندَ اللهِ مُكْرَمُون ،
ولِلدَّرَجَاتِ العُـلى تـصعَدُوْن
أيها الصَّابِرُون عَلى الضّيمِ وَالمَضَض ،
أرفعُوا رُؤوسَكُم فأنتم أهلُ اللهِ وَخاصتِه
اقرَؤوا إِنْ شِئتم : ( أولئكَ عَليهِم صَلوَات )
وألزمُوا الذكْرَ وَالصَّلوَات
يَنجلِي الهَمّ عَنكُم والكُرُبَات
أيها المُحبَطونْ :
غَدَا فِيْ الجَنة رِحَالكُم تَحُطوْن
وَفِي الجَنة تـنغـَمِسُون ،
وفي النعيم تنعمون ،
اقرؤوا إن شئتم حديث :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ:
يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟
هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟
هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ "
أخرجه أحمد
فثقوا بموعود الله لكم ،
واستأنسوا بوعده ،
وتصبروا برسالته
إنكم لأنتم المنصورون