الي صديقي الغالي والك انت فقط

تظن أنك فقدتني للأبد
وأنني أصبحت لك ماضي وعدم ...
تظن أنني انتهيت إلى ركام ...
أو جذع استحال مهان ...
ولكن الحقيقة الغائبة عنك...أنني اﻷصل ...
وأنا البداية وأول الحكاية ...
وحولك أينما كنت...
أينما قلبت بصرك ...أو تلفت...أينما انتهى بك اﻷثر ...
ستجدني أدور حولك كعقارب الساعة ...أو كالقدر
ستجدني أتقلب معك ...كورقة تقلبها رياح مرسلة تنهبها دون رحمة...
ستجدني أعدو بجانبك ولا أضيع عنك خطوة ...
صديقي ...
مهما انسلخت مني ...ومهما بلغت من الأمر ...
أو طال بك العمر ...
ستظل مني وإلي ...من لحمي ودمي ...
جذع خشب كنا ولازلنا
جذر دس في اﻷرض ... وساق يناطح السحاب
وفروع تنازعتها السماء ...وأيدي اﻷيام ...
هذا شأننا وهكذا هي اﻷحلام ...
صديقي تذكر ...
أنك مني وأنا منك ...
حتى وإن زينوك بشتى اﻷلوان...وإن حولوك إلى حبال ...
أو إستخلصوا منك العطور و حولك ألياف أو نشارة...
أجمة كنا ولا زلنا ...
و إن أصبحت مرئيا أو غير مرئيا ...
مطاطا كان أو غراء وفلينا...
مهما حفر عليك ومهما غلفوك بالدهان ...
مهما ضغطوك أورققوك أو نسخت العلوم على يديك...
أدمة كنا ولا زلنا ...
نعطي دون مقابل أو أجر يثرينا ...
يقتص منا دون ذنب ...
تنزع أرواحنا دون جرم ...
نتشتت إلى أجزاء دون إثم ...
ولكن يكفينا أننا نبض اﻷرض ...
لحاء كنا ولا زلنا ...
مهما ابتعدت عني فتذكر ...لا تكابر ولا تتغتر
وإن أخضعوك لغسيل في الدماغ ...أو صار منك الجحود و النكران ...
أو للذاكرة أمسيت بالفقدان ...
ففي أخر المطاف صدقني ...ستترك
سترمى ...سيستغن عنك...ستمضي عليك السنون...
سينقشع عن جلدك الدهان ...
وتعود كما كنت ...خشب ولحاء
وهناك على مدى النظر ...
سيأتي من يبحث عنك ...ويجتهد في البحث ...
سيقطع المسافات ...سيبحث ويبحث ...دون ملل...ولكن ليس أنا...
ولكن توقع لماذا ؟؟.
ألف سؤال ينتظر إجابة ...
وإليك اﻹجابة...
هذه الخطى اللا متناهية ... وهذا البحث الحثيث...
أكيد ليس لإسعادك أو للبحث عن راحتك أو رفاهيتك.......!!!
ولكن.... لتلقى مع ثلة من أشباهك ...لينزل العذاب بجسدك المظنى
وفي مدفئة أكولة ستمضغ ...لتتجمر في النهاية و تصبغ باللون اﻷحمر
وإليك النهاية ...وأخر الرواية
أتعرف الرماد ...ستكون ...فسحقا لك من رماد ...