تذكري دائماً أن البشر قد جبلوا على الخطأ
وصلاح البشر معياره إذا غلب حيرهم شرهم . إستحضري الصفات
الجيدة في زوجك وركزي عليها ، وسترين أنه يفوق الكثير من الإزواج
فإحمدي الله على وجوده في حياتك .
إنظري إلى نفسك وتأملي في تصرفاتك
فسوف تكتشفين جملة من الأخطاء ولربما الكثير من التقصير
تذكري خصالك الصعبة والتي إستطاع زوجك أن يتعايش معها
وقد تجدين أنه أكثر جلداً وأعظم صبراً .
ما أجمل أن تعبري عن مشاعرك بهدوء
ودون لوم أو تجريح ، فعندما يعتاد زوجك على رمي قميصه في أي مكان
أو عنما يتأخر عليكِ أو أو ... فلا تقولي : أنت شخص مهمل أو كسول
وإنما قولي : إن رميك للقميص بهذه الطريقة يزعجني
أو قولي : إن وضعك للقميص على علاقة الملابس سيكون تصرفاً
رائعاً منك وسيسعدني . فلا تنسي أن تتجهي للسلوك والتعبير عن
مشاعرك إتجاهه مع الحفاظ على نقية هويته .
فأنت عندما تشركينه في مشاعرك سيعرف أنك لا تحاولين أن تملي
عليه ماذا يجب أن يفعل ، ولكن أن يأخذ مشاعرك بعين الإعتبار .
عاتب القرآن الكريم نبينا - صلوات الله عليه وسلم -
عندما وسّع دائرة مسؤليته تجاه الآخرين حيث قال تعالى :
{ فَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهم حَسَراتٍ إنّ الله عَليمٌ بِما يَصنَعون }
وبينّ لنا المولى سقف الجهد المراد من بذله بقوله تعالى :
{ فَاتّقُوا الله مَا إستَطَعتُم } فنحن لا نملك أي ضمانات لتغير البشر
فنبيّا الله : لوط ونوح - عليهما السلام - لم يكتب الله لزوجيتهما
الإسلام رغم الجهد المبذول .
في حال بذلت الجهد ولم يقدر الله تغييراً فليس لكِ
إلاّ التعايش والتكيف ، وفي هذا ذكر د . بول كولمان في كتابه
~30 سراً للأزواج السعداء~ أن 70 % من الشجارات
بين الأزواج سببها مشاكل أبدية لا سبيل لحلها ! .
إحتفي وباركي أي تغير يطرأ على زوجك
وأثني على أي جهد يبذله أو خطوة يخطوها إلى الأمام .
فالتغيير السريع أمر متعذر حيث أن كسر الأنماط والعادات القديمة
المتجذّرة أمر غير سهل .
إن فكرة التقبل لا تعني الإستسلام المقيت والضعف أبداً
إنما هي هدية سلام وعربون وفاء . والتقبل أيضاً لا يكون عندما
يتعرض للثوابت كترك الصلاة أو الإدمان أو الضرب الدائم ، فتلك
لا يقبل معها أنصاف حلول .
وأخيراً تأكدي أنك نبع السعادة في الحياة الزوجية
فإجتهدي وإخلصي النية وإبذلي ما في وسعك ، وكوني أنتِ من
يخطو الخطوة الأولى ، وحتماً ستتعطر حياتك بالحب وتزدان بالرحمة والوُد .