المرأه التي عشقت يهوديا وباعت من اجله كل شي
---------------------------------------------------
في ضاحية راقية بالعاصمة الأردنية عمان ولدت أمينة المفتي عام 1939لأسرة شركسية مسلمة هاجرت منذ عقود، وتبوأت مراكز مرموقة فوالدها تاجر ثرى وعمها برتبة لواء، وأمها سيدة مثقفة تجيد أربع لغات وكانت أمينة أصغر شقيقاتها ، لذا حظيت بالدلال والحب من الجميع وكانت طلباتها تجاب دون تردد.
في المرحلة الثانوية فاضت ملامحها الأنثوية فتعلقت بالشاب الفلسطيني بســام الذي سرعان ما أكتشف أنه أمام فتاة تطيش في شبر ماء، فتركها ، وكان ذلك خدشا ً عميقا ً لكبرياء فتاة اعتادت الدلال، وكانت رسالة فك الارتباط العاطفي التي أرسلها بسام لحبيبته السابقة الشرارة التي أشعلت نار انتقام من كل شئ يمت بصلة إلى العروبة والإسلام وفلسطين.
في العام 1957 سافرت للدراسة في فيينا، حيث أقامت في غرفة تشاركها فيها شابة من جنوب أفريقية شاذة تدعى جولي باتريك، وفي 1961 عادت أمينة إلى عمان تحمل شهادة في الطب النفسي ولم تكن عودتها مبعث فرح في نفسها وهى الفتاة التي وجدت نفسها في عالم الشذوذ الأوربي الخالي من أية حدود أو ضوابط.
بحثت أمينة عن حبها الأول بســام واشتدت صدمتها عندما اكتشفت انه متزوج بفتاة جميلة فقررت العودة ثانية إلى أوروبا بحجة استكمال دراستها وفي نفسها موال آخر الهروب من واقع عقيم إلى عالم مملوء برجفات النشوة والحرية الكاملة وهناك فتاه اسمها سارة بيراد التي شاركتها السكن والشذوذ وما هي إلا بضعة أشهر حتى تعرفت على شقيق سارة الشاب اليهودي موشية الذي يعمل طيارا مدنيا ً سرعان ما تطورت العلاقة بين أمينة وموشية فتمسكت به تمسك الغريق بقشة النجاة وظلت تعيش معه حياة الأزواج عده سنوات إلى أن عادت إلى عمان مرة أخرى بشهادة عليا ساعد موشيه على تزويرها.
وفي عمان حاولت أن تفتح مستشفى باسمها، إلا إن خلافات إجرائية كادت أن تؤدي إلى افتضاح أمر الشهادة المزورة ، فقررت العودة إلى فيينا بحجة تصديق الشهادة بالشكل المطلوب. وتزامن ذلك الرجوع إلى أحضان موشية مع نكسة 1967 التي لم تثر في نفس أمينة غير الشماتة بالعرب جميعا، وسرعان ما توجت تعلقها بموشية عبر زواج رسمي على الطريقة اليهودية في أحد المعابد، بعدما اعتنقت الديانة اليهودية لأجل موشية وأصبح أسمها منذ تلك اللحظة آني موشية بيراد.
قرأت أمينة إعلانا صحفيا "إسرائيليا" يطلب متطوعين للعمل في جيش الدفاع بمزايا رفيعة فسارعت إلى إقناع زوجها بالسفر إلى تل أبيب للعمل هناك وللمفارقة أن موشية كان مترددا بالنظر إلى المخاطر العسكرية إلا أنها ألحت علية باعتبار أن ذلك يمثل خلاصا من الخوف الدائم تجاه احتمالات انكشافها ووصول أمر زواجها من اليهودي إلى أهلها في عمان، وفي فلسطين المحتلة انظم موشية إلى سلاح الطيران وفي أول رحلة له في الشمال تم إسقاط طائرته على أيدي الدفاعات السورية فأصيبت بحالة هستيرية استدعت دخولها عيادة للطب النفسي في مستوطنة ريشون ليتسيون. وبعد خروجها كانت محملة أكثر من ذي قبل بنزعات الانتقام بلا حدود من كل العرب وبالأخص الفلسطينيين الذين وضعت نصب عينيها قتل أكبر عدد منهم مقابل قتل زوجها.
رأي جهاز الموساد "الإسرائيلي" في أمينة صيدا ثمينا فسارع إلى تجنيدها للعمل في لبنان حيث القيادات الفلسطينية ولم تتردد أمينة في الموافقة اذا رأت في ذلك فرصتها كي تشفى غليلا مزمنا وتنتقم أشد انتقام ممكن وبعد تدريبها من قبل الجهاز سافرت إلى بيروت بجواز سفرها الأردني مرورا بفينا حيث استأجرت شقة في أحدى بنايات الروشة، وتعرفت إلى موظف اتصالات لبناني ويدعى ريمون عسا ف، وطلبت منه بعض الخدمات مقابل منحه جسدها وبعض المال.
كانت المهمة الأساسية لأمينة في لبنان تتمثل في اقتفاء أثر " الأمير الأحمر" على حسن سلامة الذي عجزت المخابرات الصهيونية عن رصده، حتى إنها لم تكن تعرف صورته، وبعدما فشلت أمينة في الوصول إلى الأمير الأحمر عبر عشيقها اللبناني، قررت اقتحام أجواء ذلك الشاب بنفسها، بعدما عرفت الفندق الذي يمضى فيه أوقات استجمامه بصحبة زوجته جو رجينا رزق ملكة جمال لبنان والعالم.
وصلت أمينة إلى حوض السباحة الذي كان حسن سلامة يستجم فيه، كأي امرأة عادية، وكان الفندق محاطا بحراسه فلسطينية محكمة حفاظا على حياة الأمير الأحمر الذي دوخ الموساد وأدار شبكة تجسس فلسطينية فعالة في أوروبا ومناطق مختلفة من العالم. أكتفت أمينة بمراقبه علــي عن بعد، وظلت كذلك في اللقاءات التالية إلى أن بادر هو من تلقاء نفسه في أحد الأيام وجاء إلى طاولتها معرفا نفسه على أنه رجل أعمال وطالبا منها أن تعرف نفسها، كان اللقاء فاتحة نجاح الموساد في زرع أمينة في جسد الثورة الفلسطينية، حيث سرعان ما وصلت إلى ياسر عرفات وبقية قادة الثورة باعتبارها نشطة أردنية في الدفاع عن الفلسطينيين.
كانت أمينة تبعث بمعلومات يومية إلى قيادة الموساد في تل أبيب عن كل ما يلزم وما لا يلزم بخصوص العمل الفلسطيني، وكانت تضع تلك المعلومات في حمام الفندق ليقوم أحد ما بالتقاط الأوراق وإيصالها إلي هدفها وفي أحدى المرات تعرضت لموقف متوتر اعتقدت خلاله أن أمرها قد افتضح، حيث تقدم منها ثلاثة فدائيين فلسطينيين وأخذوها بسيارتهم وانطلقوا مسرعين من دون أي تفسير للمساهمة في أنقاذ بعض جرحى "غارة إسرائيلية" بعد ذلك الموقف أصبحت أكثر خوفا على حياتها ، فقررت ألعوده إلى إسرائيل للاسترخاء .
في تل أبيب تعرضت لمناورة ذكية من الموساد الذين أوهموها برغبتهم في أن تترك التجسس، فاستشاطت غضبا ورفضت بشدة قائلة أنها على استعداد للذهاب إلي مكتب عرفات القيام بعملية انتحارية هناك، إذا ما أصر الموساد على إيقافها عن العمل ، وأمام هذا الهجان من العميلة الثائرة تمت إعادتها إلى فيينا تمهيدا للسفر مجددا إلى بيروت، ولدى وصولها إلى العاصمة اللبنانية وجدت معارفها بانتظارها، ابتداء من صديقها اللبناني مارون الحايك وانتهاء بياسر عرفات نفسه، وماهي ألا أيام قليلة حتى بعثت برسالة اللاسلكي الأولى إلي تل أبيب، والتي قالت فيها أن الأمير الأحمر في أوروبا، وأن جورج حبش سافر سرا إلى تونس، أما ابوعمار فيقع في منزله مصابا بنزلة برد، ومن المعلومات أيضا أن منظمة التحرير تلقت شحنة سلاح سرية من رومانيا، وهي تعاني من شح في المضادات الحيوية.
الأسد العجوززعيم المنتدى
وبالنظر إلى الضربات الموجعة التى كانت المقاومة الفلسطينية تكيلها للمستوطنات شمالي فلسطين، صدر الأمر لأمينة بالانتقال إلى مدينة صور لتكون على مقربة من مسرح العمليات، فلم تتردد في تنفيذ الأمر! وكانت أمينة من الجرأة بحيث أنها كانت تحمل جهاز اللاسلكي التابع للموساد جهارا نهارا من دون أن تثير شكوك أحد. وفي أحدى المرات كانت أمينة تتجول بين المواقع الفلسطينية لتقديم العون الطبي للجرحى في قرية بنت جبيل القريبة من حدود فلسطين، عندما شاهدت رتلا من السيارات وبداخلها وفد قيادي برئاسة أبو إياد؛ الرجل الثاني في فتح وعلى الرغم من خطورة الموقف، فقد استبدت بها الرغبة الجنونية في الانتقام وانتبذت مغارة جانبية وفتحت جهاز الإرسال طالبة قيادة الموساد.
وجهت أمينة نداء عاجلا يقول: أمامي الآن هدف ثمين، أبو إياد وعدد من قادة الثورة يتفقدون المواقع، وهم على بعد 150 مترا من فنطاس المياه بين شجرتي الصنوبر، أضربوا المكان كله ودمروا السيارات الجيب والليموزين، سأكون على بعد معقول منكم. ولما تأخرت الطائرات وتحرك الموكب فتحت الجهاز صارخة في وجوه الاسرائيلين لأنهم تأخروا وذهبت باتجاه الموكب فطلبوا منها الانبطاح أرضا استعدادا للمجزرة. وخلال ثوان معدودة كانت طائرات الميراج تلقي بحممها على الأرض والجثث تتطاير أشلاء بينما أمينة رابضة في مغارتها وصيحات ابتهاجها الجنوني تتوارى وسط أصوات الانفجارات المدوية.
المهمة المثيرة التالية لأمينة تمثلت في تجنيد مارون الحايك، الذي يعمل في هيئة الاتصالات أسوة بمانويل عسا ف، وبعد إسقاط تم تكليفة بمراقبة اتصالات القادة الفلسطينيين وبث تلك الاتصالات مباشرة إلى الموساد عبر أمينة ، وكان لذلك العمل أثر كبير للغاية في إحباط العديد من العمليات الفدائية، كما في أنجاح الكثير من عمليات تصفية القادة الفلسطينيين الفاعلين.
تلقت أمينة أمرا من الموساد بالعمل على دخول شقه على حسن سلامة بحجة معالجة أبنائه ، وفوجئت لأول مرة بأن لعلي أبناء من أمرآة أخرى، وتساءلت كيف يمكن لجورجينا رزق أن تتزوج على ضرة، ولكنها لم تتوقف كثيرا عند ذلك التساؤل، بل مضت في محاولة تنفيذ خطة ما واجتمعت بعلي في أحد ألاماكن وسألته من دون تفكير عن أبنائه، فدهش الرجل لأنه لم يسبق أن تحدث معها عن عائلته، وسرت في عقلة الشكوك باعتباره رجل مخابرات فذا ً ، وأرسل إلى رجاله في عمان بضرورة تزويده بمعلومات عن طبيبة تدعى أمينة المفتي، فجاءته المعلومات مطابقة لما أرادت أمينة إيصاله فأطمأن قلبه.
ولكن رسالة مناقضة وصلت من أوروبا أفادت بأن فلسطينيا تحدث لرجال المخابرات فلسطينيين في فيينا عن فتاة أردنية تزوجت بضابط يهودي وسافرت معه إلى إسرائيل أمر سلامة بالتحقيق في الأمر بسرعة وكانت من نتيجة التحقيقات أن أصبح أمر أمينة مكشوفا تماما للمخابرات الفلسطينية، فتم إبلاغ علي حسن سلامة بالامر، في ذلك الوقت كانت أمينة قد شعرت بالحصار، فسعت للهرب بجلدها إلى دمشق بناء على أوامر من الموساد، فقامت بأتلاف كل ما يثير ألشبهه لديها وذهبت إلى محطة الحافلات للسفر، وفي الحافلة وجدت اثنين من عناصر الأمن الفلسطيني ينتظرانها، فأيقنت أن ساعة الموت حانت، لذا حاولت الانتحار بقرص السيانيد المثبت في شعرها، ولكنهما عاجلاها والقيا بها في سيارة جيب نقلتها إلى زنزانة معتمة .
أخضعت أمينة لتحقيق مطول من جانب رجال المخابرات، وكانت توشك على الاعتراف بكل ما لديها من معلومات لولا أن تدخلت السلطات اللبنانية، وضغطت للأفراح عن أمينة، فرضخ ابو أياد وعلي حسن سلامة، وابو داوود للضغوط خوفا ً من وقوع أزمة مع السلطة اللبنانية وسلموا أمينة إلى أجهزة الأمن اللبنانية.
لكن محادثات أخرى تمت بين أبي إياد والسلطات اللبنانية أفضت إلى إعادة أمينة غلى المخابرات الفلسطينية بعدما أقتنع اللبنانيون بخطورة الملف. وأحيل أمر أمينة ألى أبي الهول مسئول المخابرات المتمرس، فقام باستجوابها بنفسه مرارا وتكرارا، إلى أن اعترفت بسيرتها الكاملة وكشفت معها شبكة كاملة من عملاء الموساد في لبنان.
وظلت أمينة في الحبس حتى عام 1979 حيث وافق ياسر عرفات على مبادلتها بأسيرين فلسطينيين مهمين لدى الكيان الصهيوني هما محمد مهدي بسيسو ، ووليم نصار، وتزامن ذلك مع ضغوط من الصليب الأحمر الدولي ودول أوربية متعددة، أدت في المحصلة إلى الإفراج عن أمينة في 13 فبراير 1980.
وفي عام 1984 نشرت مجلة صهيونية نبأ تخصيص معاش تقاعدي للمقــــــــدم آني موشية بيراد التي تصدرت لوحة شرف بمبني الكنيست الصهيوني. وتقول بعض الروايات أنها حصلت على وثيقة سفر أمريكية باسم جديد وتعيش الآن بولاية تكساس، وتقول رواية ثانية إنها أجرت تعديلات في وجهها وتعيش في جنوب أفريقيا تحت أسم مزيف وتعمل في الاستيراد والتصدير، ولكن أقرب الروايات إلى المنطق هي تلك التى تقول انها ما زالت تعيش في مستعمرة ريشون ليتسيون الصهيونية مع العديد من الجواسيس الذين باعوا أنفسهم وأوطانهم خدمة للصهاينة
اللقب الاظافى
المساهمات
موضوع: المرأه التي عشقت يهوديا وباعت من اجله الوطن 
24/01/21, 09:04 am