رفض العمدة مغادرة القرية ووصلت المشاورات الى باب مسدود وهنا قرر عبود اتخاذ قراره وتنفيذ اخر خطواته للسيطرة الكاملة على القرية وفى ليله من الليالي قام عبود بحرق مكتب بريد المنطقة وعبث باسلاك وكوابل الهاتف حتى يقطع الاتصالات عن المنطقة ، وخيم على القرية حزن عندما علموا بان الحرب ستبدأ مع بداية موسم هبوب الرياح والتي تنبئ بما هو آتِ ربما بعاصفة ستقتلع الحى بكامله ، حاول وجهاء القبائل تهدئه الوضع الا ان عبود منحهم اسبوع اما الرحيل من القريه أوتسليم الخنساء .
رفض النمر مغادرة ارضه ،وكان عبود قد اتخذ قرار الهجوم على القرية مسبقا واعطى اوامره بالهجوم على القرية والقتل عن سبق إصرار، طفلاً أما شيخاً أما امرأة ،قرار بقتل الجميع واعتقال ما أمكن وتعذيب كل من لم يرضخ لهم والتمثيل بالجثث خاصة عائلة النمر ورجاله ، هذا ما قرره عبود واعوانه ليلة السبت ، وبعد ثلاثة ايام قبل حتى انتهاء المهله دخلوا القرية صباحا قبل شروق الشمس وبدأوا يطلقون الرصاص على كل شيء يتحرك حتى الحيوانات تم قتلها وبدأوا يسلبون حتى مافى رقاب النساء هرب من هرب من الأهالي ، وبقى النمر ورجاله متماسكين وصدوا هجوم عبود واعوانه الشرس وكان عبود قد جلب معه الكثير من المرتزقة والضالين من القرى الاخرى ، فكانوا مثل النمل وكانت المعركة قوية وغير متكافئة الا ان النمر كان مثل الاسد يقاتل من كل الشوارع ويخبره احد رجالة بان عبود قد جلب معه رجال من القرى الاخرى وان عددهم يفوقنا اضعاف مضاعفه ، فقال له لاتخيفك كثرتهم لو تمكنا من قتل عبود سيهرب الجميع عليكم بالثبات
كان النمر الوحيد الذى احتفظ برباطة جأشه ربما كان ماضيه العسكرى هو الذى اسبغ عليه هذا الهدوء فهو كان احد العسكريين السابقين ،وقد تمكن بخبرته الميدانية وقوة اعصابه من الصمود فى المعركة ثلاثه ايام عله ياتى من يناصرهم من القرى المجاورة الا أن الجميع كان يخشوا سخط عبود وخاصه بعد انضمام رجال العصابات اليه ، قاوم النمر ورجاله وشعر بأن الذخيرة على وشك النفاذ وان الهزيمة متوقعه لان النمر لم يتوقع بان احلافه تخلوا عنه في مده بالذخيره وطلب من والده ان ينقل الاطفال والنساء الى دار خاله الذى له احلاف مع قبيلة زوجته وبقى هو ورجاله بالقرية حتى اصابته طلقة من قناص
وانتهى القتال بموت حسام شقيق محمود واصابة النمر بطلقات قاتله ، تدخل وجهاء القبائل اخيرا لفك الاشتباك بالقوة ولكن بعدما سيطر عبود على القرية تماما وعبث بها وحرق معظم البيوت ، واخيرا توقف الاشتباك وعاد الهدوء للقرية بعد فوات الاوان ومع عودة الهدوء بدأت الجنائز بكل مكان بديار عبود وقبيلة محمود وقد خسر عبود بهذه المعركة احد اشقائه وبعض رجاله ومات الكثير من الرجال والاطفال والنساء دون ذنب .
اما النمر تلقى رصاصة قاتلة ولا احد يعلم بما جرى له فلم يجدوا جثته بين الجثث ويعتقد البعض بان رجالة اخذوا الجثة وتم دفنها بعيدا حتى لا يتم التنكيل بها من قبل زمرة عبود ويرجح البعض بانه مخطوف من قبل عصابة عبود . كان محمود قلق ولاتوجد وسيله اتصال بالقرية وبعد يوم تمكن خاله من شراء جهاز ثريا واعلم محمود بالامر وطلب منه ياتى الى منزله وليس القريه
تلقي محمود الخبر كصاعقه هبطت عليه وخرج سريعا دون حتى ان يحزم حقائبه وغادر سريعا الى المطار هائما على وجهه وهو يبكى مثل الطفل بصوت خافت ويمسح عيونه من الحين للأخر ، وخلفه احد رجال النمر يحاول ان ينبهه عن مخاطر الطريق وهو يجرى كى يلحق بالرحلة الا انه يسير بسرعه دون تركيز ،لا يقوى حتى على فتح عينيه ولم يعد يبالى حتى بضجيج السيارات ولاشى يراه سواء ضبابه سوداء
وصل محمود الى القرية ليلا ولكنه لم يجد سوى بيوت محروقه ، اكمل طريقه الى ديار خاله ووجد والده هناك وامه وباقى افراد اسرته ، اما النمر لم يجدوه له اثر هو وسبعه من رفاقه
والده لا يقوى على النهوض من اثر الفاجعه ، وكان مستلقيا على ظهره وحوله بعض الاقارب الذين ظهر عليهم الحزن والبؤس والخوف وإلى جانبه جلس محمود ، الذي كان ينظر إلى الوجوه الشاحبة من الحزن باستغراب
كان محمود يقف حائرا لايعرف حتى كيف يقدم العزاء اما يستقبله من والديه كان والده يقف صامتا الا ان داخله كان منكسرا ينظر الى زوجة النمر النائحه وامه التى لجم الحزن والفراق لسانها على ابنائها رغم هذا كان العمده متماسكا أما
محمود كان يقف امامهم باحثا عن كلام يخفف عليهم تلك الصدمة ويكفف دموع بنت خاله زوجة النمر وامه
ولكن ..لاشي يجده الا الكذب فقال .. من قال لكم بان النمر قد مات ايضا .. هذا هراء ..هراء .. لا احد يستطيع قتل النمر كلكم تعرفون بان النمر صعب اصطياده
نظرت اليه زوجة خاله بعينين يملأها الحزن .. يابنى لا تقل هذا الكلام القاسي ..ولا تمنحنا فرحة كاذبه .. لقد مات النمر وخسرنا الرجال والارض ولكن نساء القرية سوف تنجب الرجال سياتي يوم ونأخذ بثأرهم جميعا عليك اولا بدفن شقيقك الجثة لازالت بمستشفى المدينة
كان محمود يوزع نظراته على المحيطين به, وكأنه يريد أن يسألهم: لماذا تبكون؟
غير مدرك أنه أحقهم بالبكاء، وأنه أكثرهم مصابا, وأشدهم تضررا، وأن أكثر البكاء الذي يمر على سمعه, شفقة عليه, اما حزنا على شقيقيه ورحمة به!
كانت قسوة عجيبة تغمره تلك اللحظة ... وصلابة باتت تحيطه من كل جانب حتى اصبح قاسيا في حديثه مع والده ،ورفض دفن شقيقه قائلا لن ادفن حسام حتى اخذ بثأره ،ولكن خاله ووالده كانوا ضد قراره ولم يفلحوا في اقناعه باستلام الجثة ولم ينام تلك الليله وكانت ليله من أقسى الليالى واطولها
فى اليوم التالى ..... أجتمع الرجال وأفراد القبيلة، وكان الجميع متألما مما جرى ووالده لازال ممدود على الارض ،لا يقوى حتى على النهوض، و كان محمود ينظر إلى الوجوه الشاحبة من الحزن باستغراب ، بقلب لا يعرف الخوف وقرروا افراد القبيلة عدم دفن موتاهم حتى يدفن جثمان حسام أولا وزادت الضغوط على محمود ولا يعرف كيف يتصرف فاخذ جهاز الثريا من خاله واتصل بنادر ولكنه خارج التغطية ثم اتصل بنور واعلمها بما حصل وطلب منها ضرورة ابلاغ نادر بالأمر
في المساء .. يربط محمود راسه بمنديل عن حرارة الشمس وينطلق على جواد النمر وهو يتفقد القرية وينظر حوله ليجد صبى يرتدى جلابية بيضاء بيده قطعه خشب على هيئة بندقيه ،يطارد اخر قائلا لقد قتلتك سأخذ منك الغنم انا عبود عمدة القرية الجديد ، بينما الاخر يصب غضبه على نعاجه قائلا سياتي حتما النمر وسوف يقتل الطاغوت ،فالنمر لا يموت أبتسم محمود وحزن في نفس الوقت وهز راسه وأكمل طريقة الى قريته فلما أقترب من بيته فلم يجده الا ركاما وبقت فى ذلك البيت نخلة شامخه قد زرعها جده الاول وجدران محترقة وشوارع خالية يكسوها التراب لا حياة فيها سوى القطط والكلاب الجائعة ،وبيوت مهجورة ونوافذ محروقه حبال الغسيل لاشى معلق بها سوى الحزن ،وقف نهاية الشارع وتفقد كل شى يذكره بالماضى ولكن كل شئيا اصبح من العدم ،فكل الذين احبهم رحلوا حسام النمر ونادر وزمردة التي لا يعلم شيئا عن امرها والخنساء المفقودة وبقى لوحده لا احد سيقف بجانبه و يشد على ازره كي يعيد دفة الحياة للقرية ،لم يبقى له احدا حتى نادر اغلق هاتفه ولم يعلم بأي ارض هو وهل الايام ستجمعهم مره اخرى اما انه الفراق الأبدي توقف منتصف الطريق وهو ينظر الى تلك المنازل التى بدات الجرارات تضع فيها قمامه اهل عبود عنوه الا انه لم يهتم فوالده الذى كان يستشيره فيما يفعل هو الان مريض ولا يقوى على الوقوف والدته مصدومة ،كل شيئ صار من العدم ،لم يبقى له شيئ سوى عيون ترمقه معلقه امالها عليه وتنتظر منه مالا يستطيع فعله وحده يكمل محمود طريقة بين الخراب ورائحه الموت ولا شيء يرافقه سوي الصمت ورائحه الدمار التى حلت بالقرية ولا شيئاَ يسمعه الا صوت رجل يرتل القران قرب شجره اتجه نحوه فيجد بعض رجال القرية يدفنون موتاهم ، بعدما سمح لهم عبود بدفن قتلى قرية العمدة واشترط دفن حسام واقارب العمدة في سفوح الجبال انه حكم الطغاه حين يمتلكون القوه .
كان عبود ينظر الى محمود بانه لا يشكل اى خطر عليهم فمعروف عنه بانه لا يستطيع حتى حمل السلاح ، وحين سأله احد اخوته عنه ضحك ساخرا قائلا لو كان فيه خيرا ماسكت عن موت الخنساء ولم ياتى حتى يعرف ماحصل لها ، ولكن اخوة عبود كانت لهم وجهة نظر اخرى وحاولوا اقناع عبود بقتله فهم يعتقدون سيفعل كما فعل الزير سالم الا انه لم يهتم الى أمره ،وكانت عيناه على قرية خال محمود ،واشترط عبود ان يكف عن ملاحقه ابناء العشيرة على ان تكون القرية مكب للقمامة والنفايات مقابل دفن رجال القريه بها ..قائلا قتلاهم لامكان لهم سوى سفوح الجبال أو تحت مكب القمامة ،وافقت القبائل المجاورة على شروط عبود لمنع المزيد من القتل اما والد محمود لم تعد له كلمه على القبائل بعد موت النمر وهذا مايحزنه اكثر ورضخ لشروط عبود بعد ضغط القبائل عليه بضرورة قبول عرض عبود حقنا للدماء
رجع محمود الى دار خاله وسمع قُصصاً كثيرة محزنة، عن اختفاء عدد مِن أبناء القرية الأشداء، الذين كانوا يساندون النمر والذين تم خطفهم او قتلهم ونفيهم إلى مَكان و لم يعودوا إلى القرية منذ أنْ غادروها..
فقد حل البؤس واللعنة على قريتهم واصبحت خاوية بعدما كانت يضرب بها المثل حين كانوا رجالها موجودين اصبحت مثل المقبرة لاشى يفوح منها سوى رائحه الموت
بعد ايام قرر محمود ان يعتمد على نفسه وتجمعت لديه عدة اسباب لمهاجمة وكر عبود واعوانه والكل كان يؤيد محمود وفوض من قبل أهالي الضحايا بضرورة اخذ الثأر ولكن تنقصهم الخبرة والسلاح والقائد الذى يقودهم وكان محمود يحاول أن يجد مخرجا له من هذه الضغوط واستأذن والده بشن غارات خاطفه على قرية عبود الا أن والده وخاله كانوا معارضين لهذه الفكره .
ولكنه تطلع الى الاعلى قائلا ليس أمامي خيارات فلنعد العدة كى نقتلع جذور الفتنة من البلدة كافة ،التف حوله الكثير من اهالى القرى الاخرى ممن تضرروا من عصابة عبود ،وخيم على القرية يومها حزن عندما علم الأهالي بان الحرب ستبدأ من جديد الا ان والده قال له يحب ان ندفن الاموات اولا فان عبود يملك من القوة حدا يجعل أى هجوم عليهم ضربا من المحال ان ينجح الا ان محمود لازال عنيدا لادفن قبل اخذ الثأر
اقترب منه والده قائلا يابنى اعلم ماحدث كان عظيما ، ولكن بعد مقتل النمر والرجال قد انهارت القرية واعلنت استسلامها للشر ،ولم يستطيع احدا ان يقف امام عبود خوفا من غضبه ، وانحني الجميع لرغبة الشر .. عليك التريث قليلا اعلم بان الرجال متحمسين مثلك ولكن ماتفكر فيه سيكون فظيعا وعواقبه وخيمه علينا
مرت ايام اخرى وبعد عودة محمود واصراره على اخذ الثار تبدل الحزن الى اصرار في القرية واتخذ الجميع قرارا حاسما ،كان الجميع مندهش من شخصية محمود الجديدة ،وفى ليله من الليالي جلس محمود قرب والده والذى بدأ يتماثل للشفاء حينما راى بان محمود اصبح يملك ارادة قويه وقال ياوالدى ليس أمامي خيارات فلنعد العدة كى نقتلع جذور الفتنة من البلدة كافة الا ان خاله ووالده اقنعوه بالتريث وهذه الحماسة قد تجر الويل عليهم ،ويجب دفن الموتى اولا
بعد مرور اسبوعان من حرق القرية وعودة محمود قرر اخيرا أن يستلم جثه حسام وبعض الرجال من المستشفى ،وفي اليوم التالي رمى محمود التراب على جثمان شقيقه حسام وهو يبكى بشدة حتى غطاها تماما ، وكان يقف خلفه والده العمدة وخاله وبعض الرجال ،فاذا بيد تمتد على كتفه ، احس بان هذه اليد ليست يدا عاديه هي تحمل لمسة حنان وطمأنينة ،وكأنها يد النمر ،التف وصاح اخى النمر ، ولكنه صدم حين وجدها يد نادر فارتمى فى احضانه وهو يبكى بشدة ، وكانت المرة الاولى التى يرى فيها نادر محمود يبكى بهذه الكيفية فتألم اكثر ،لم يكف محمود على البكاء وهو يقول لقد قتلوا اخوتى النمر وحسام بل قتلوا حتى النساء والخنساء ايضا، ضمه نادر اكثر الى احضانه ، قائلا ياصديقى البكاء لا يجدي ، رحم الله حسام ومن مات معه ،هؤلاء السفلة سيقتلون المزيد اذا لم يوقفهم احدا ،دعنا نبحث عن النمر ربما لازال على قيد الحياة اعلم بان رجال النمر اذكياء جدا ربما حين اصاب النمر نقلوه الى مكان آمن ، شعر محمود بالطمأنينة بعد رجوع نادر،ومسح دموعه وقال لم اكن أرغب بان اكون قاتلا ولا رئيس مافيا ، كنت رجل قانون ، ولكن الظروف فرضت علينا مالا نحب ولا مفر منها
فقال له نادر نعم انت رجل قانون ناجح ولكن ما جرى كان فظيعا وعليك ان تكون متماسك اكثر فالكل هنا يحتاجك ،لقد سمعت بالواقعة من خلال نور وعلى الفور قدمت الى هنا وبعد ان دفن القتلى توجه نادر الى والد محمود الذى كان فى حالة صدمة وشرود وقال له ..البقاء لله ياعمى .. اقترب العمدة من نادر قائلا .. ما جاء بك الى هنا ...؟!!
نظر اليه نادر ولم ينطق بكلمة ، بل صدمه ما سمعه ،ولكن العمدة لم يكتفى بسؤال نادر بل قال .. اذا كنت تريد تقديم واجب العزاء نحن لانقبل التعازي حتى نأخذ بثأرنا ونجد جثة النمر وباقي الرجال .
مرة اخرى لم ينطق نادر بأي كلمه ..ودب الصمت بين الحضور ، كان محمود يتمنى بان والده يتوقف على نرفزة نادر ،ولكنه يبقى والده ولا احد يستطيع اسكاته ،كان من داخله يتألم كثيرا ، فوجود نادر بجانبه بمثابة شقيقه النمر
نظر نادر الى محمود والذى قرأ علامات عدم الرضى عن والده وقال ..بل جئت للأخذ بالثأر..
صمت الجميع واتجهت كل الأنظار اليه ، ولكن العمدة قاطع هذا الصمت بعصبية ممن تريد اخذ الثأر ..؟ وثأر من الذى ستأخذه أنت ..؟
رد نادر سريعا قائلا من عبود واعوانه
فرد عليه العمدة لا يحق لك انت ولا أي كان ومهما كانت مكانته عندنا بان ينوب عنا بأخذ ثأرنا .. وبعصبية رفع يده واشار الى نادر قائلا .. ارحل يأبني حين نأخذ بثأرنا يمكنك العودة وسنقبل منك العزاء
سكت نادر وطاطا راسه امام العمدة بينما محمود كان يغلى من داخله لقد زاد من غضبه وحزنه كلام والده
هز نادر راسه أسفا وقال نعم يا سيدي لا احد ينوب عن الاخر بأخذ الثأر وخاصه الغرباء ..
رد عليه العمدة قائلا ..يا بني انت لست بغريب ،ولكن لنا اعراف لا نستطيع تجاوزها ، حتى افراد القبيلة لا يحق لهم بأخذ ثأر غيرهم ،هولا الرجال لهم ثأر لدى عبود وهم اولى منك بالاقتصاص لقتلاهم ..سياتي يوما ونأخذ بثأرنا ،يمكنك الرحيل أو البقاء فانت ستكون ضيفا على ديار هذا الرجل وأشار الى خال محمود ،والتفت العمدة متجاهلا الجرح الذى سببه بنفس نادر ألا أن نادر لم يروق له كلام العمدة وتدخل خال محمود قائلا ياعمدة هذا الرجل هو وقبل أن يكمل صاح العمدة بعصبيه قائلا كفى لا أريد أن اسمع شيئا.. ولكن نادر قاطعه قائلا . ..ولكنى انا هنا كى اخذ بثأر ذلك الغريب الذى قتل بسببي .!!
نظر العمدة الى نادر مطولا ثم قال .. اهله احق منك بأخذ ثأره ..هكذا هى الاعراف ياولدى .
اقترب نادر من قبر حسام ثم قال .. من يرقد هنا تحت هذا الثرى له اهل وخلفه رجال وعمدة قادرين على الاخذ بثأره ،اما من يرقد هناك لا احد له .. الا الله ..
رد عليه العمدة .. نحن من يأخذ بثأره .. اذا لم يوجد من يأخذ بثأره
رد عليه نادر وهل من العدل انك تسلب حقي بأخذ ثأري ..؟ وتأخذه انت وتحرمني منه ..؟
زاد اعجاب العمدة من شخصيه نادر قائلا ..كلا يا بنى لا احد يسلبك حقك !!، ولكن ذلك الرجل قد مات بالخطاء وقاتليه هم من قتل حسام والنمر وافراد قبلتي ،فثأره وثأرنا واحد ونحن من سيأخذه .
قاطعه نادر ..ولكن الرجل .. مات بسببي ..وانا احق بأخذ ثأره وهذا وعد قطعته على نفسى امام اهله ، فكيف تجردني حتى من وعدى..؟ لا يا سيدى هذا ليس عدلا
نظر اليه العمدة نظرة اعجاب ثم قال حقا انت عنيد هكذا وصفك ابنى النمر.. ولكن يا بنى هذه المعركة تخصنا نحن ولا نسمح لاى كان أن يأخذ بثأرنا .
فقال له نادر من حقك تمنعني دخول قريتكم ولكن لا يحق لك أن تمنعني من تنفيذ وعدى سوف ارحل من قريتك و قد اتحالف مع الشيطان من اجل اخذ ثار ذلك الغريب واعرف كيف اخذ بثأره ،لم يعلق العمدة ونظر الى نسيبه خال محمود ثم نظر الى ابنه محمود ولم يعلق على كلام نادر وكانه عجز عن اقناعه .
كان محمود يراقب الحوار ورغم حزنه الا انه ابتسم وتوجه الى نادر كى يحتضنه قائلا هذا هو نادر ياوالدي منعته من الوقوف بجانبي طاوعك وبقى ينام في الشوارع كى يحمينى بل هو من خاطر بنفسه من اجل قضية الخنساء ،اننى لااراه غريبا ابدا
كان العمدة يدرك اهمية وجود نادر قرب محمود وخاصة لما سال ابنة النمر عن انطباعه عن نادر فقال له حينها بانه رجل صلب لطيف ومهذب وصاحب فكر ولا ينهار تحت أي ضغوط ليس هشاَ مثل شباب جيله ويسيطر على انفعالاته سريعا و صاحب مواقف وكريم ،شئيا لا اعلمه عنه بعد وهو الشجاعة فلم اختبره بعد
تقدم محمود الى والده قائلا ياوالدى ..نادر ليس بغريب عنا هو بمثابة اخ لى هو من احتوانى في الغربة وهو من وقف بجانبي حين كنت بحاجة الى اخ في الغربة ، هو من قدم لى يد العون ... هو من دخل ديار المجرمين وجلب لنا ما يبرئ الخنساء هو كل شيء بالنسبة لى ... استحلفك بدماء حسام والنمر وكل دماء الابرياء الذين سالت دمائهم بقريتنا .. بالا تحرمه من ثأره.
كلمات هزت مشاعر الحاضرين بل هزت حتى قلب العمدة ولم ينطق بأى كلمة بل غطى وجه بعمامته واعتقد الكل بان العمدة لن يتراجع عن قراره ،كان خال محمود يراقب ردة فعل العمدة ،توجه نادر الى محمود وعانقه عناق الوداع الاخير قائلا لا عليك العمدة بمثابة والدى وانا على ثقه باننا سنلتقى ذات يوما حين يأخذ كل منا بثأره ،وكاد ان يخطو اول خطواته الا ان العمدة استوقفه قائلا .. انتظر ياولدى ..التفت نادر اليه .. وهو لازال يضع يده بيد محمود ،واقترب العمدة من نادر بينما ظل نادر واقفا بمكانه .. زاد التوتر فى الاجواء، عرف محمود بان خطوات والده نحو نادر تحمل شيء كبير ،وكان ينتظر والده أن يصفع وجه نادر امام الملأ، وكان على يقين بان والده رجل قوى العزيمه لم تسقط حتى دموعه وهو يوارى جثمان ابنه بالتراب
دب الصمت بين الحضور فخطوات العمدة تعنى الكثير فهم من يتقدمون نحوه وليس هو من يتقدم اليهم
توقف ونظر الى نادر فوجده واثق مما قال .. فقال له ولكنك قد تقتل يابنى ..
فقال حياتي لا قيمة لها ياعمدة اذا تخليت عن ثأر رجل قتل بسببي .. لا قيمة لحياة الرجل الذى يتخلى عن ثاره ومرؤته.. سيظل العار يلحق حتى بأحفاده
فقال له والله انت انبل رجل رايته فى حياتي لقد اسعدت قلبى بكلامك هذا وأنهار العمدة وهو يحبس دموعه ولكنها غلبته وسقطت ،ذهل الحضور بل حتى محمود ذهل واحتضن العمدة نادر ثم نظر الى ما حوله من الرجال ،وقال لقد عوضني الله عن أبنائي بهذا الولد .
فلتشهدوا بانه من الان بمثابه ابنى النمر وحسام ، ثم نظر الى نادر ووضع يده على كتفه قائلا خذ بثأرك وثار ذلك الرجل ونحن سنكون معك ،ولكن اترك لنا عبود فلا شيئ يطفى النار الذى اشعلها بقلبي الا شرب دمه ساخنا . ابتسم نادر وقال لااحد يسبقك ياعمده باخذ ثارك الامر سيكون لك انت خطط ونحن ننفذ ، تقدم خال محمود الى العمدة قائلا ماشككت يوما في حكمتك ابدا ،خيرا فعلت وأهلا بنادر بيننا واخذ العمدة يد نادر ومحمود وشبكهما ببعض قائلا اقسموا لي بانكم لن تخذلوا بعض مهما طال الزمان ،وانتهت مراسم الدفن وعادوا الى ديار خاله
لم ينم محمود تلك الليلة وهو يفكر في طريقه كيف يأخذ بثأره دون ان يخسر المزيد من الرجال ،ولم يفكر بعقله بل كان يفكر بقلبه الحزين على اخوته وقريته التى تنتظر منه فعل المستحيل
فى الصباح الباكر امتطي محمود جواد النمر قائلا .. اليوم سيكون خالدا .. سأحمل راس عبود وانصبه على مشارف القرية ،كان يخاطب جواد النمر وهو يتفقد سلاحه وكاد أن ينطلق الا أن نادر امسك بلجام الجواد قائلا انزل يامحمود وكل شيئ سيكون بوقته ، لا يعلم محمود من اين خرج له نادر لقد تركه نائما ونظر اليه وقال ..ولكنى ...لم استطع النوم مثلك دماء اخوتى تدعوني للانتقام .. لن ارجع إلا براس عبود .
نادر اعلم يااخى ...انا ايضا لم اتذوق طعم النوم منذ ان قتل رجل بسببي ولكنى لست متهور مثلك هذا التهور ستجلب الدمار لهؤلاء الناس الذين يبنون احلامهم عليك
ارجوك ياصديقى ... لاتكن متعجلا ..هذا ما يريده الشيطان .. انه يستدرجكم .واحدا واحدا. وعلا الحديث بينهم وفجأة ياتى والده من الجهة الاخرى ومعه خاله .. قائلا انزل ياولد .. الا ان محمود لم يأبه له قائلا ..أريد أن أنتقم يابوى
العمدة ...اعلم ياولدى بما تشعر به ولكن لن تنتقم وحدك, فلا يمكنك أن تفعل ذلك بمفردك.
ساد الصمت ثم قال ..سأفعل ياوالدى .. اريد ان ارتاح
نظر اليه والده فى غضب صارخا انزل ياولد ولاتكن عنيدا مثل الخنزير ،ستموت قبل أن تأخذ بثأرك .. وسينكل بك وبنا ...لا تتهور ياولدي
محمود ..سيكون خيرا لى أن أحصي بين الذين ماتوا دفاعا ً عن شرفهم ، لااحد يمنعنى من الانتقام
العمدة .... هز راسه بأسف قائلا .. انا من يمنعك ياولدى
محمود تمنعنى من اخذ الثار ياوالدى
العمدة ..نعم يابنى امنعك : الاحياء بحاجة اليك اكثر من الاموات ،لا تنظر الى نفسك فقط بل انظر الى تلك العيون التي تريد منك ان تقودها الى القرية ذات يوما من سيكون حاميا لها لو قتلك عبود ..؟
ساد الصمت ولايزال نادر ممسكا بلجام الجواد ولم يفلته من يده كان ينتظر ما سوف يقرره العمدة
لم يتأخر العمدة فى اتخاذ قرارة فقال انزله يانادر ولا تتركه يذهب .. اقتل الجواد ان تطلب ذلك
محمود تقتل جواد النمر ياولدى ..؟
العمدة .. سافعل اى شيء يعيقك لااريد ان اخسرك
ولكن هذا خطأ ياوالدى
العمدة .. لقد تجاوزت حدودك ياولد دماء أبنائي ليست شئيا تقرره وحدك ، لاتنسى بانى لازلت العمدة وقادر على قيادة القبيلة ،ان عصيت كلامى سأكون غاضبا عليك الى الابد وغادر والده المكان وهو متضايق من تصرفات محمود ،كان على يقين بان نادر لن يسمح لمحمود بالذهاب .
رد عليه نادر الا تسمع ما قاله والدك ..؟ لا تكون انانى .. هناك ناس تحتاجك هل نسيت امر الخنساء ..؟ أما لم تعد تهمك هى ايضا ..؟ سوف ارحل الان ان عصيت امر العمده
سريعا رد محمود ..وهو يمسح بيده على رقبه جواد النمر . لا يا نادر لم انسى سوف اخلصها من سجن عبود ،ولن اكسر امر العمدة ايضا ، لا رغبه لى بان افقدك ايضا و نزل محمود من على ظهر الجواد ،يبدوا بانه لا يرغب في التشاجر مع والده ولايريد أن يخسر نادر ايضا .
لهذا نزل من على ظهر الجواد وانحنى لرغبة لوالده وخرج متوجها الى قريته وهو يفكر فى سبب غضب والده منه ،هل هو ليس مؤهلا لقتل عبود وهل والده لازال يراه ضعيفا ،وتذكر اين كان حين كان النمر موجودا وكيف كان حرا وبعيدا عن كل تلك المسئوليات وتراءت له صورة النمر وحسام والخنساء فى ترعه الماء وشعر بانه وحده لن يستطيع ردع الشر ،كان نادر خلفه تماما ووضع يده على كتفه قائلا كلنا له ثأر وسوف نأخذه .. نحن نحتاج الى السلاح .. لو كان النمر موجودا مادخل معركة بلا سلاح هذا هو سبب غضب والدك منك ،حتى ان نجحت بقتل عبود يبقى اخوته ومن معهم سينتقمون من اهلك وقبيلتك وانت ستكون عاجزا عن ردعهم بلا سلاح
محمود ..ولكن كيف نؤمن السلاح يانادر..؟ انا لا أريد ان اجر خلفي ناس بلا سلاح انت تعلم هذا
نادر انا اعلم فيما تفكر ... هل لازالت تثق بى ياصديقى ..؟
محمود .. أهذا سؤال يسأل ياصديقى ..؟
نادر ..اذا اسمع كلام والدك ولا تزيده عبئا اكبر من الحزن الذى يحمله انسى فكره الانتقام لوحدك ،سوف اتدبر انا امر السلاح اهم شيء حفز الرجال على الاستعداد للمعركة ولم شمل الاهالى النازحين فى القرى الاخرى
محمود ..ولكن من اين ستجلب السلاح الكل هنا يخشى عبود ولا احد يبيع لك شيئا..؟
نادر ..اترك امر السلاح لى .. اعرف كيف احصل عليه سوف أجلبه من ليبيا او سوريا او لبنان أو حتى الصومال
عانق محمود نادر ثم اخذ حفنه من الرمل وقال .. هل تستطيع حصى حبات الرمل هذه
رد عليه نادر وهو مستغرب من سؤاله المفاجئ وقال ربما لا نستطيع حصرها ولكننا نستطيع سبكها
فقال محمود هذه جمائلك لا احد يستطيع حصرها افضالك على هذه القرية ستكون خالده على تراب هذه القرية ، وربي ما يقودنا غيرك فى هذه المعركة
فقال له نادر ..لا ياصديقى ..اريدك ان تكون كبيرا فى نظر قومك .. انت من يقودنا وانا سأكون جندى على يمينك ، فى المحكمة كنت انا فخورا بك وكنت اود ان احتضنك بعد كل جلسه ولكن فى المعركة سأكون على يمينك سندفن سويا أو نقتلهم جميعا وسوف نحرر الخنساء وسوف نجد النمر ايضا
محمود ولكن انت احق منى وادرى بالقيادة
نادر .. وماذا سقول الناس .. .؟ سيقولون غريب قادهم لأخذ ثأرهم ..لا يامحمود حتى والدك لايسعده هذا ، لكل معركة قائد ومعاون فانت القائد وانا المعاون
نظر اليه محمود قائلا تبا لك يانادر بكل شيء تسبقني بخطوه
نادر .. الا هذه المعركة ستكون الأسبقية لك انى ارى النصر وارى شئيا ربما انت لاتراه ..؟
محمود .. ماذا ترى .. لاتقول لى بانك تعلمت من محاسن قرأه الطالع ..؟
انفجر نادر بالضحك .. قائلا لايا صديقى ارى بان النمر سيكون هناك وكذلك الخنساء
التفت اليه محمود وعانقه قائلا اذكر جيدا حين خرجت غاضبا من الخنساء بالسجن قلت لى كلمه لازلت اذكرها وقد كنت محقا فيها وصدقت وها انا الان اصدقك لان إحساسي يقول بان النمر لم يقتل أنك تزرع بى التفاؤل
نادر .. اذا يجب عليك ان تجند الجواسيس لمعرفه مصير النمر والخنساء، وتعرف حجم السلاح الذى يمتلكه محمود واين تكمن قوته ونقاط ضعفه
كان الوقت قد تجاوز الفجر بساعه ،وبدأت الشمس تشرق وعاد محمود ونادر الى بيت خاله حيث كان والده وخاله ينتظرانهم على الافطار ،وحين دخل عليهم ابتسم والده قائلا .. لقد حكمت عقلك يابنى ، وسريعا انحنى محمود امام والده وقبل راسه ثم يداه قائلا ياعمدة الامر كان وسيبقي لك سامحنى ياوالدى كنت منفعلا انها حراره الانتقام لاغير
فقال له والده لابأس يابنى اعلم بما تشعر به ،وطلب منه عدم التفكير فى الوقت الحالي بمهاجمة عبود ويجب عليه ان يعيد ترتيب اوضاع القرية فالأهالي لازالت مشردة ونازحه ويجب عليه لم شمل العائلات اولا وان يبحث عن الخنساء فربما لازالت على قيد الحياة . لان المعلومات التى وصلتنا من دار عبود بانها ليست هناك وانها غادرت بالفعل ربما احدا احتجزها كى يبتزنا بالمال
بعد صلاة العصر عاد محمود من جديد الى قريته وجال ببصره فى اطلال قريته فوجدها خالية من الحياة ؟ لا شيء يفوح منها سواء بشاعة منظر الخراب الذى حل بها تفقد الشوارع وبيوت القرية كلها وشاهد منظر القمامه الذى يضعه اتباع عبود بها وكل ما يشاهد منظر للخراب تزداد قوته وتصميمه لقتل عبود واتباعه
وعاد قبل صلاة المغرب وكان والده مشغول عليه ويساله لماذا تأخرت ..؟
فقال.. توخيت المزيد من الحذر... وسلكت طرقا اخرى . ولكن ياوالدى لقد حانت ساعه العودة الى ديارنا
ربت والده على كتفه قائلا سوف يرجع الأهالي الى منازلهم لترميم الدمار حين نملك السلاح ويرجع كل الرجال ... مازال الوقت مبكرا يابنى
ولاحظ نادر بان صديقة أصبح صلبا كالحجارة وكأنه شرب ماء الخلود ولا يعرف الخوف ،فتطمن عليه وهمس له على انفراد بعيدا عن والده قائلا .. بعد غدا صباحا سأرحل لتامين السلاح ولن أتأخر .. ولا أريد احدا ان يعلم بالأمر حتى والدك لا أريده أن يعلم ،ربما قد افشل وتتسرب الاخبار الى عبود ويقوم بمداهمة دار خالك
محمود .. ولكن خالي يعرف مسالك القرية اكثر منى وهو يستطيع التحرك دون شبهات عبر ديار اهل زوجته فهم الاقرب لمسلك النهر ، وطمنه محمود بانه اهل للثقه ورجل حكيم ،وبنفس الليلة اعلم محمود خاله ورسم لهم الطريق وطلب منه ان يشترى جهاز ثريا عبر الاقمار الصناعية ،ولكن خاله كان يوجد لديه جهاز واعطى الرقم لنادر .. هكذا تم الاتفاق بينهما.
واستأذن نادر العمدة بالسفر ولم يعلمه عن سبب السفر الحقيقي كل ما عرفه العمدة بان له امانات يريد ان يسلمها الى اصحابها والعودة للقرية سريعا للوقوف بجوار محمود
في الصباح الباكر ودعه محمود وخاله الى مشارف القرية ومسك محمود بيد نادر قائلا احترس من مخاطر الطريق وعد الينا سالما .. انا لاشى بدونك سأنتظر عودتك ولكن حاول ان تصل بعد منتصف الليل واختر ليله تكون الاجواء فيها بردا قاسى ورياح حتى نضمن وصولكم بسلام .. فقال نادر سوف افعل وسنظل فى البحر لو تطلب الامر
وانطلق نادر صباحا الى المدينة ومنها الى لبنان ثم الى الحدود السورية ،ولم يكن سهلا الحصول على السلاح فقد كافح نادر حتى وصل الى الراس الكبير ولم يترك طريقا جبلى الا سلكه بواسطه او بدونها
ورغم نباهته الا انه قد خدع وتعرض للابتزاز من قبل بعض الاشخاص الا أنه التقى رجل شاءت الاقدار ان التقاه نادر بأحد مراكز اعتقال الهجرة الغير شرعيه فى ليبيا واخرجه نادر من المعتقل على ضمانته وسهل له طريق العوده الى اهله ولم ينسى الرجل وجه نادر فساعده واوصله الى الرأس الكبير واتفق على شراء صفقه سلاح على ان يكون التسليم في القرية عبر مجرى النيل وبقى نادر بضيافة ذاك الرجل عدة ايام
ومرت الايام يوما تلى الاخر ولم تصل اخبار نادر ولا أحد يعلم بمهمته خوفا من تسرب الاخبار الى عبود من بعض الوشاة الا ان موعد التسليم كان متفق عليه مسبقا وهو نهاية الشهر ،وكان محمود قلق جدا على صديقه خاصه انه لم يتصل به طيلة تلك الفترة .
نلتقى فى الجزء 24 قريبا
الف شكر للمصمه لااشبه احدا
بقلم ابن البادية 2019/8/02