صفحات من جهاد الليبيين في تشاد 2))
بقلم:- أبن ليبيا
لقد تحالف المهاجرون الليبيون مع بعض القبائل التشاديـة , مثل : التنقور والقرعان في غـرب تشاد وبعد وفاة عبد الجليل سيف النصر. شيخ قبيلة اولاد سليمان في كانم في ظروف غامضة. أنقسمت قبيلة أولاد سليمان على نفسها إلى قسمين : قسم ضم الشريدات واللهيوات بزعامة الأبن الأكبر لعبد الجليل (غيث عبد الجليل سيف النصر( والقسم الثاني ضم الميايسة والجباير تحت قيادة/شرف الديـن وأحمد عبد الجليل سيف النصر . وعلى أثـر هذا الانقسام أنقسم إيضاً أحلافهم من أبناء القبائل الأخرى , فحاول الفرنسيون إستغلال هذا الإنقسام لصالحهم , وعندما فشلوا في ذلك. قرروا مهاجمة المجاهدين الليبيين في إقليم كانم بغرض الإستيلاء عليــه . فقـد تصدت قبائل القذادفـة والمغاربة و ورفـلة والشريدات واللهيوات المتحالفة مع قبيلة التنقور التشاديـة بقيادة المجاهد التشادي /خليفة حاجي. إلى الفرنسيين وحليفهم العميل/خليفة جوراب والقبائل المتحالفة معه من الليبيين والتشاديين في بئر )علالي( أنتصــر فيها المجاهدون الليبيون والتشاديون على الفرنسيين والمتحالفين معهم من أتباع /خليفة جوراب يوم 1899\11\22م .وفي يوم 1900\1\4م جرت معركـة أخرى بين المجاهدين والفرنسيين أستشهد فيها المجاهد/خليفة حاجي . زعيم التنقور المتحالف مع المجاهدين الليبيين . وبـعـد وفاته أنتقلت قيادة المجاهدين الليبيين والتشاديين إلى/غيث سيف النصــر. وقـد دارت بين الطرفين معركـة يوم 1901\11\9م في بير علالي إيضاً , شارك فيها القذاذفـة و ورفلـــة و المغاربــة والشريدات واللهيوات بالإيضافـة إلى بعض من القرعان والطوارق , تراجع على أثرها الفرنسيون وحلفائهم بعـد مقتل قائدهـم وأستشهاد/غيث عبد الجليل سيف النصر . وفي يوم 1902/12/5-4م هاجم المجاهدون من قبائل الطوارق والقذاذفة وأولاد سليمان و ورفلة والمغاربة والزويه بقيادة /محمد بوعقيلة الزوي. مواقع الفرنسيين في علالي ودارت بين الطرفين معركة من اعنف المعارك , شارك فيها حوالي 3000 مجاهـــد . إلا ان الفرنسيين صدوا هجوم المجاهدين . وقاموا بهجوم معاكس , أدى إلى إنتصار الجانب الفرنسي وتكبـد المجاهدون خسائر فادحــة وأستشهد المجاهد /محمد بوعقيلة الزوي . قائد المجاهدين .ويشير أحــد المصادر إلى أن عدد الذين أستشهـدوا في هذه المعركة يقرب من 100مجاهــد . منهم 60شهيد من قبيلة ازويه. وكان من نتائج هذه المعركة سيطرت القوات الفرنسية على منطقة علالي, وإنسحاب المجاهدين بقيادة المجاهـد/البراني الساعدي. من كانم إلى بوركـو شرق كانم , ونظموا أنفسهم في ثلات مجموعات قتالية , من قبائل القذاذفة وورفلة وأولاد سليمان والمجابرة والطوارق .وكان المجاهـد/أحمد الشريف . من مقره في الكفـرة. هو المرجعـيـة التي يرجع لها قادة هذه المجموعات وغيرهم من مجموعات المجاهدين في شرق تشاد . وقد غير المجاهدون أسلوبهم القتالي , فأخـدوا يقومون بهجمات خاطفـة يستهدفون فيها قوافل تموين الفرنسيين و وسائل مواصلاتهم. ويتحاشون الأصتدام بهم بشكل مباشـر. وقـد قامت مجموعـة المجاهـد/عبد الله الطوير الزوي . بسلسلة هجمات على نقاط الفرنسيين كانقطـة (ازقي) و (كلاك). أستشهـد فيها عــدد من المجاهـدين , ثم شنت القوات الفرنسية هجوماً على المجاهـدين في (أم العظام) غرب فايا. أستشهـد فيها عـدد كبيـر من المجاهـدين الليبيين على رأسهم المجاهـد/عبد الله الطوير الزوي . والمجاهـد/محمد النايض المقرحـي . وكان الشهـداء معظمـهـم من قبائل ازويه والشريدات والمقارحـة والعبيدات والبراعصة. كما دارت معـركـة أخرى بين القوات الفرنسية والمجاهـدين بقيادة المجاهـد/البراني الساعـدي في عين )كلكا) غرب فايا . أستشهد فيها عدد كبير من المجاهدين بينهم المجاهد/البراني الساعدي نفسه عام 1907م . ثــم قامت فرنسا بشن عـدة غارات على المجاهـدين خلال سنوات 1910-1913م . وقــد بذلت فرنسا مجهودات كبيرة لإقناع الليبيين بعـدم القتال ضدها وترك التشاديين وشأنهـم , ولكـنـها فشلت في هذا المسعى . فقامت بقتل مجموعة من التجار من قبيلة (الفاخـر) بحـجـة أنهـم يدعـمون المجاهـد/أحـمـد الشريف . والمجاهـدين الذين يخوضون المعارك ضدها. ثــم قامت بمهاجمة المجاهدين في عين (كلكا) يوم 1913\11\17م. وفايا يوم 1913\12\3م . ثــم شنت يوم 1913\12\14م هجوماً واسعـاً ضد المجاهـدين الذين كانوا بقيادة المجاهـد/المهـدي السنـي . في (قرو) وتمـكـنت القـوات الفرنسيـة من أســر ابني المجاهـد/المهـدي السني وأخدتهما اسيرين إلى (أنجامينا) ولم تطلق سراحهما إلا في عام 1919م . بعـد إنتهاء الحــرب العالمية الأولى . حسب سعيد الحنديري . في كتابه المشار إليــه . وبعــد هـدوء الأوضاع نسبياً في تشـاد بـعـد معـركة (قرو) قرر المجاهدون الليبيون والتشاديون نقل المعركـة إلى ليبيا ضـد القوات الإيطاليـة التي غزت السواحل الليبية في شهـر أكتوبر 1911م . وقـد خاض العـديد من المجاهدين التشاديين الجهاد في شرق ليبيا كالمجاهـد/قجه عبدالله القرعاني .وغيره من المجاهديـن الأخرين . وقــد أصبح فيما بعـد المجاهد المذكور أحد قادة الجهاد في ليبيا.
لقــد كان المجاهـدون الليبيون والمجاهدون التشاديون على قلة تعليمهم .وضعف تسليحهم. وســوء حالتهم الإقتصاديــة. يعتبرون ليبيا وتشاد وحــدة واحــدة , مايصيب الواحدة يصيب الأخرى من خير أو شر. لقـد كانوا فعلاً وحدويون ومسلمون , يهبون إلى نجـدة بعضهـم إذا تعرضـوا لأي خطر خارجي. فهل يعي أبناء اليـوم هـذه الحقيقة التي كان يؤمـن بها أبائهـم وأجدادهـم عبر العـصـور؟
منقول بقلم ابن ليبيا