رواية لعبة الاقدار الجزء الخامس عشر / بقلم ابن البادية

ثم عرفت نور عن اسمها وصفتها الا ان الخنساء تعلم عنها كل شيئ فشكرتها قائله لم يتسنى لى الوقت ان اشكركِ على ما تبذلينه من اجل قضيتي

وابتدأت نور بأجراء الحوار بحضور محمود والذى بدى حائر الفكر ولم يكن اصلا معهم ، فقد كان تفكيره فى القرية ، ولم يستغرق الحوار اكثر من نصف ساعه وفى ختام اللقاء عانقت نور الخنساء قائله لها إنني واثقه بان لقائنا القادم سيكون فى بيتى وانت حره طليقة

ابتسمت الخنساء قائله ربى يسمع منكِ

*********** محمود فى القرية *******

وفى الليل توجه محمود  الى دار اهل الفقيد رفقه شقيقه النمر وبعض رجالهم وقدم  لهم واجب العزاء ،ورجع متأخرا الى داره وشرح  لوالدة وشقيقه النمر احوال الخنساء والى اين وصلت المحاكمة ،ومرت تلك الليله كجلسه عائليه دون الحديث عن أى امور أخرى ، وفى اليوم التالى قدم بعض الناس الى دار العمدة للاطمئنان على محمود وحضر ايضا جانب من الصلح حول الخلافات العائلية عن بعض الأراضي والقضايا الاجتماعية الاخرى التى عادة ما يتدخل فيها شيخ البلد ويحلها بطريقة ودية .

  وبعد رحيل الناس جلس  النمر مع محمود على انفراد وحكى له عن مخططات عبود وزيادة نفوذه يوما بعد يوم ،واعلمه بانه اصبح يسيطر على القرى المجاورة والكل اصبح يهابه

كانت عيون عبود بتلك اللحظة تراقب تحركات النمر لقتله ،بعدما وصلتهم معلومات بقرب خروج الخنساء من السجن ،الا ان عبود  كان يخطط لشىء اكبر وبطريقه جهنمية لم يفصح عنها حتى لوالده وفجاة يدخل  احد اخوته  ويعلمه بان محمود قد وصل للقرية ،منذ ساعات ودار اجتماع فى دار والده ، ويطلب منه الاذن بقتلهم مع بعض ، الا ان عبود نظر اليه بنظره غضب قائلا  لاتكن غبى وترتكب حماقه ،قتل محمود الان يعنى مثابة الحكم المؤبد على الخنساء أو ربما اعدامها ،وهكذا يعود الورث والاملاك  الى عائلة ابو النمر ،فلا وريث سواهم  ،وحذره بالا يرتكب حماقه ،ولا يخطوا خطوه الا بعلمه   

ثم نهض عبود باتجاه الشباك ووضع يده على الكرسي الدوار الموجود قرب الشباك وهو ينظر الى عزبه الخنساء ..و قال . قتل النمر لن يتم بهذه السهولة .. سنخسر الكثير من الرجال ونخسر حلفائنا ايضا  وربما يسانده احلافه .. دعنى افكر بالأمر

بينما سافر نادر الى تونس للاطمئنان على اعماله وانتهز الفرصة واتصل بمحمود الذى فرح كثيرا بهذا الاتصال ، وعاتبه محمود عن تخليه عنه وعدم السؤال  عليه قائلا للاسف لقد تغيرت ياصديقى  ، الا ان نادر اكد له بانه منذ فتره فى الصحراء ، ثم القى محمود الهاتف الى النمر وانصدم نادر بصوت النمر الا انه تجاهل ماحصل منه ،ورحب به ولم يفوت النمر الفرصه وطلب من نادر الرجوع الى لبنان للوقوف بجانب محمود ،الا ان نادر اعتذر بشده قائلا لا استطيع والدى مريض وهو بحاجة لى وانا مطمئن على محمود فهو بأمان ،والبركة فيك وفى رجالكم ، وقبل ان ينهى المكالمه طلب منه ان يتحدث مع محمود وعلم منه كل الاخبار وحتى سبب نقل مكتبه ،ثم خرج محمود بعيدا عن النمر وسأله عن اخبار زمردة فقال هى بخير ولازالت فى فلسطين ،نظرا لان معبر رفح مغلق بسبب الاوضاع الامنيه ، كان نادر غير صادق فيما قاله لان زمردة عادت الى ماكانت عليه ،ولايريد ان يشوش على تركيز محمود  وانتهت المكالمه

بقى محمود بالقريه اسبوع كامل بينما رجع نادر  الى لبنان  بعدما رتب اموره وبعد وصوله اتصل بالصحفية نور وتطمن عليها ودعته الى وجبه عشاء بمنزلها ، الا ان نادر لم يرفض ولا قبل الدعوه قائلا لنترك الامر دون تحديد ،غدا سوف نلتقى كالمعتاد بنفس المكان ،وبقى بشقته تلك الليله يراجع المعلومات التى تحصل عليها من محاسن قبل سفره الى تونس .

وبعد تفكير طويل قرر نادر  ارسال كل  المعلومات التى تحصل عليها من محاسن الى محمود  فحين يرجع سوف يجدها امامه

  استراح نادر من متابعة المحكمة بعد سفر محمود وحتى حضوره لها لم يعد يهمه كثيرا  فالأمر قد تغير ولم يبقى سوى النطق بالحكم ،وعلية ان يسرع بجلب الادلة  خاصه بعد سفر محمود الى القرية لتقديم واجب العزاء في مقتل احد ابناء عمومته والذراع الايمن للنمر

أكمل نادر احتساء قهوته وبعد تفكير قلب فنجان القهوة ونظر الى ساعته واستقر على رأى ،ارتدى سريعا سترته ووضع برنوس على راسه ولم يرتدى القناع كالعادة ، وخرج مسرعا  وقد ساقته قدماه إلى مكتب المحقق نزيه مباشرة  فهذا ما استقر عليه نادر بان يطلب عنوان مريم  من المصدر ولاشك بان المحقق نزيه يعرف عنوانها  ولكن يتوجب عليه اقناع المحقق نزيه ، بان مريم شقيقه محاسن تعرف الكثير عن خبايا الزعيم وقد يجد عندها علم بحثه الزعيم

وحين وصل مكتب المحقق نزية استقبله بحفاوة قائلا اخيرا قررت الظهور  يانادر ..؟!!

بابتسامه قال للضرورة احكام وعلى فكرة انا ما غادرت لبنان ولازلت متابع القضية

حك المحقق نزيه انفه ،ونظر الى نادر والذى لازال واقفا ، ثم ابتسم قائلا  تفضل بالجلوس

جلس نادر ولا يعلم كيف يفتح الموضوع مع المحقق نزيه ولا حتى كيف يقنعه بما جاء من اجله ..

وسأله نزيه عن اخبار والده ..استغرب نادر من هذا السؤال فهو غير معتاد منه ان يساله عن والده ،لأنه لا يعرف حتى انه على قيد الحياة وذهب بتفكيره بعيدا  هل يعقل بان محمود او النمر اعلم المحقق نزيه بما دار بينهما في الاتصال الاخير ..؟!!

وزادت  ظنونه حين فاجأه المحقق نزيه قائلا .. اعلم بانك سافرت ورجعت خلال 72 ساعه ..!! واعلم بانك تقوم بحماية محمود دون ان يعلم ..!!

انصدم نادر  مما سمعه وكانت عيناه موجهتين لنزيه وهو يستمع اليه بدهشه ولم يعلق بشيء ، ثم أكمل نزيه هل انت مدهش مما سمعته .؟!!

ضحك نادر وقال ..لست مندهش بسماع هذا منك،. ولكن أرجوك أن قابلت محمود لا تقل شيئا عنى فهو لا يعرف بانى هنا .!!

رد عليه نزيه بهدوء قائلا .. اطمئن لن اخبره بالامر ،ولكن يانادر مالا نعلمه هو ما دار بينك وبين محاسن تلك الليلة بقصر السرايا ، ولااحد استطاع الدخول الى هناك وخرج سالما الا انت ..كيف استطعت فعل هذا ..؟  

اندهش نادر من كلام المحقق نزيه وعلق مبتسما وكيف عرفت انت كل هذا .؟ ضحك نزيه وقال .. نحن دوله ،لقد تتبع رجال الامن تحركاتك والشى الذى لا تعرفه انت ولا حتى محمود انكم جميعا تحت حماية رجالنا منذ واقعه المقهى السياحي .

تلون وجه نادر وقال ..هل محمود يعلم بهذه المعلومات ..؟!!

 ضحك المحقق نزية وقال اطمئن محمود لا يعلم بانك هنا اصلا وحتما لن نخبره ،بالأمر فهو يظن بانك في تونس  وبصراحه اتعبتنا في متابعتك فانت مثل الفراشة ،لا نعلم خط سيرك ،لهذا تتبعنا خطواتك خطوة خطوة وحتى ذهابك الى قريه النادل نعلم بها ، ليس هذا وحسب بل نعرف ايضا من اين اشتريت قناع التنكر .نظر نادر الى نزيه وكان ينتظر منه ان يعلمه بإمر  اخطر مما سمعه وهو السلاح الذى يحمله بدون ترخيص ،وسأله لا تقول لى بأنى سافرت الى الجبال وجلبت معي ممنوعات ..!!

سريعا رد نزيه قائلا اعلم بما تلمح اليه ولا داعى بان تعلمني بما جلبت من هناك ، طالما الغايه حمايه نفسك ومحمود نحن احيانا نتغاضى عن اشياء مهمه لاجل اشياء اهم  

ودار بينهما حوار طويل ،وسأله نزيه  عن سبب زيارته وعن الامر الهام الذى جاء به الى هنا ..؟

فقال اريد مساعدتك بالعثور على مريم شقيقة محاسن الا ان نزيه ضحك حتى كاد يغمى عليه ،فكان المحقق نزيه شخصيه مرحه ويجمع ما بين الذكاء وخفه الدم 

اندهش نادر من ضحك نزيه قائلا وما المضحك في الامر..؟

نزيه .. اضحك على الدور الذى تقوم به

ظهرت ملامح عدم الرضى على وجه نادر وسأله أى دور تقصد ..؟

فقال.. حتما .انا لا اقصد الإهانة ولا تفسر كلامي بشيء ما قصدته

 ولكنى حبيت أن انصحك بان تنسق امورك جيدا فانت بين الصحفية نور ،ومحاسن شقيقة الزعيم ، والان تريد ان تلتقى مع اجمل نساء لبنان  اقصد مريم ،وكل منهما قطبان مختلفان

أندهش نادر من كمية المعلومات التى يعرفها  المحقق نزيه الا انه ضحك قائلا .. لا تخف اعرف كيف .. اجعل الاقطاب بعيدة عن بعضها ،لاشى شخصي بكل تلك اللقاءات ، تغاضى نزيه عن المبررات التى قدمها نادر  قائلا .. لكن مقابله مريم .. ليس بالأمر الهين الذى تظنه

نادر ولكن يجب مقابلتها مهما كان الثمن

نزيه .. هل هو امر يخصك شخصيا ..؟ أما يخص القضية ..؟

صمت نادر ولازالت عيناه موجهتين لنزيه وهو يستمع اليه بدهشه .. ثم قال .. وهل يفرق الامر عندك ..؟

نزيه .. بالتأكيد يانادر لو كان الامر يخصك هذا شانك ولا امنعك منه ..رغم انه يقلقني كثيرا ، اما اذ. كان يخص القضية فالأمر حتما سيكون مختلف ، فكل شيء سيكون محسوب

نادر .. لا داعى للقلق ..فالأمر لم يكن شخصي

فقال بالتأكيد سوف اقوم بمساعدتك ولكن مريم الان تحت المتابعة الامنية ،لأننا نعتقد بانها  تعمل مع تجار السلاح رغم ضعف الادله ، والوصول اليها بمفردك قد يكون صعبا و فيه مخاطرة عليك ،وبالطبع  هذا يقلقنى كثيرا ..

نادر ...  اذا بما تنصحنى ..؟

نزيه .. دعها هى من تأتى اليك 

فقال حسنا .. هل استطيع الحصول على رقم جوالها..؟

فقال بالتأكيد ولكن جوالها  نعتقد بانه مراقب ليس منا فقط بل ايضا من رجال الباشا الاصلع 

نادر .. من هو الباشا الاصلع ..؟

قال رجل خطير له صله بالمليشيات الطائفية  التى تملك المال والسلطة والسلاح ،وهو منافس شرس لزعيم السرايا وايضا منافس لعصابة ابو الفتوح التى تعمل معها مريم رغم انه قتل في ظروف غامضه  هو وبعض رجاله المقربين، وحتى الان لا نعلم من يسير العصابة بعد مقتله .

لهذا فلا تحكى معها على الجوال ،بل حاول استدراجها الى المقهى الذى تلتقى فيه بالصحفية نور وسنؤمن لكم الحماية اللازمة

فقال وهو يبتسم ولكن قد تأتى الصحفية هناك وتتصادم الاقطاب

ضحك نزيه وقال اطمئن سوف نمنع هذا ولو اضطر الامر الى اعطاب سيارتها .. فقط اعلمني بالموعد وانا اتولى الامر ،وخرج نادر بعد اللقاء مباشرة  بعدما وفق بهذه الخطوة المهمة وبانتظار أشاره من المحقق نزيه   

والغريب في الامر والذى لم يفهمه نادر ،لماذا لم يتعمق معه المحقق نزيه  في الأسئلة عن غايته بمقابله مريم .

غادر نادر مكتب المحامي نزيه وقد تطمن بان محمود تحت حماية الدولة  وكان يفكر في امر اخر الا انه تركه وقال محمود من سيطلبه من نزيه لاحقا

بعد ايام رجع محمود من القرية ووجد امامه معلومات جديده وكانت المعلومات مهمه جدا  رغم انها بلا ادله قاطعه ولكنها طريق واضح وهى تدعم ما توقعه محمود 

علم نادر برجوع محمود وارسل اليه بريد يطلب منه أن يطلب من المحقق نزيه ان يزوده بملفات القضايا التى اغلقت خلال فترة وكيل النيابة السابق وان يعطيه فقط عناوين الضحايا واسمائهم وسيتولى هو الاتصال بأهالي ضحايا الزعيم وحثهم على طلب  اعادة فتح القضايا التى سجلت ضد الزعيم وقامت النيابة السابقة بغلقها

يساله محمود وما الهدف منها ..؟

رد سريعا هى سوف تخدم القضية ويصبح الزعيم جانى لا مجنى عليه  وأن الصحافة كافية لأثارة الراي العام والباقي عليك انت ياسيادة المحامي امامك معلومات واسم مشتبه خطير

فقال  محمود .. قرأت المعلومات التى ارسلت لى واشكرك عليها وهذه المعلومات حتى المخابرات لأتعلم بها وسوف اعطيها للمحقق نزيه لان المحكمة لن تعمل بها الا اذا اتى شاهد واكدها شخصيا

كتب نادر علامات استفهام واتبعها بكلمه بان الشاهد موجود ولكن حتى الان تنقصه الجراءة في الوقوف امام المحكمة

كتب محمود كلمات الا انه تراجع عنها ومسحها قائلا لو نجحت في اقناع الشاهد قبل الجلسة الختاميه سيكون الامر قد انتهى

رد عليه نادر .وهذا ما سنفعله .،وتوقفت المراسلة بينهما برهه من الوقت كلاهما يفكر وسرح بأفكاره بعيدا  

كان محمود يفكر بتلك السيدة التى اتصلت به ويربط الاحداث بعضها ببعض ويتسأل ياتري الشاهد الذى يتحدث عنه المجهول هو تلك السيدة التى اتصلت به وطلبت الحصانة لها ولشقيقها  كى تقف امام المحكمة ..؟  اما هناك شاهد أخر سيظهر قريبا امام المحكمة ،ورغم هذه التخمينات ارتاح محمود لهذا المجهول الذى يسانده والذى يدعمه دون ان يعرف عنه شئيا رغم انه يعرف بانه صادق معه  ،وحين سأله مرة اخرى وماهى مصلحتك من كل هذا ..؟!!

رد عليه كل مايهمنى بان تنجح في ادانه الزعيم وبراءة موكلتك .. أستغرب محمود من الامر وذهبت أفكاره الى بعيد وبدأت الغيره تنهش عقله ،يعقل بان الذى يسانده هو ذاك الرجل الذى  ساند الخنساء تلك الليله وزودها بالمخدر ..؟ كان يقصد سامر

ثم كتب دون تفكير هل تريد ان تقنعنى بانه لا مصلحه لك بالأمر اعتقد من الغباء أن افكر هكذا ..!! كنت اود ان اعرف علاقتك بموكلتى ..؟!!

لم يستغرب نادر من رد محمود وعرف بان الغيره بدأت تطعن أوصاله وكان يتمنى بان الامور كانت تمام ،لكان لعب دور العاشق للخنساء ولكن لا الوقت ولا الظرف يسمح بهذا المزاح ، لانه يدرك بان صديقة لايفوت صغيره ولا كبيره ،واراد ان يعطيه صك اطمئنان وكتب سريعا  اعتبرني سيدة متضررة من الزعيم مثل موكلتك  

اصر محمود ان يعرف الكثير عن هذا المجهول فقال يبدوا بانكِ من ضمن الحاضرين في المحكمة لأنكِ تتابعني بشكل جيد

قال دعك من هذه الوساوس ولا تشغل بالك  ركز في المهم ولا تخذل ارواح الضحايا  واعلم كل شيئ الان اصبح ينشر عبر وسائل الاعلام

فلا داعى بان اكون ضمن الحاضرين بالمحكمة وسبق ان عاهدتك باننا سوف نلتقى قريبا

ارتاح محمود قليلا وبدأ بفرز المعلومات ولم ينام تلك الليلة واتصل بنزيه واعلمه بانه يملك معلومات جديده وخطيره واتفقا ان يزوره بمكتبه في اليوم التالى ،ثم حاول الاتصال بنادر بتونس الا ان هاتفه كان مغلق واعتقد بانه سافر الى ليبيا لروية والده ولم يهتم للامر لانه معتاد بان نادر هاتفه مغلق منذ فتره وسوف ينتظر اتصاله من ليبيا  قريبا ..

بعد يومين اتصل المحقق نزيه بنادر واعطاه اخر هاتف تستعمله مريم لأنها تقوم بتغير هاتفها كل اسبوع ، واتخذ كل التحوطات الامنيه خاصه بعدما اعلمه محمود بكميه المعلومات التى تحصل عليها من مجهول ،وعلم نزيه بان مصدر هذه المعلومات هو نادر لا سواه

 وفى المقابل قدم المحقق نزيه  الى محمود كشف يحوى اسماء وعناوين وارقام القضايا المسجلة تحت فاعل مجهول  ومنها من يتهم الزعيم الا انها بقت بدون أدله وسجلت تحت مجهول .

تفحص محمود الملفات والتى بلغت اكثر من 100 بلاغا ،وأرسلها الى نادر بعد  أن اخذ موافقه نزيه ،وعلى الفور التقى نادر مع نور قائلا الان نبتدئ في الخطوة الثانية  وطلب منها بان تقابل أهالي الضحايا وتتواصل معهم وان تقنعهم بالتوجه الى مكتب المحامي محمود ويقوموا برفع القضايا من جديد ،ولم تنام نور تلك الليله حتى تفحصت  كل الاسماء ، وحددت عناوينهم وكانت تفكر حين تلتقيهم كيف تقنعهم بالامر ، وكيف تقنعهم ايضا بالتواجد امام قاعه المحكمة في الجلسة القادمة والتى سوف تعقد نهايه الشهر  حتى لا تغلق القضية ،وبدأت نور على الفور بوضع جدول واختارت اولا الاشخاص الذين تقدموا ببلاغات ضد الزعيم ورجاله وكانت القضايا مختلفة وشائكة

ووجدت نور صعوبة في اقناع البعض الا ان اغلبهم وافق بعدما اقنعتهم نور بان غلق القضيه هو نصر للظلم ،وتدافعت الطوابير على مكتب محمود وهو مندهش وكيف يستطيع التوفيق بين كل هذه القضايا  .

لقد اصبحت امامه قائمه كبيرة من القضايا التى تدين الزعيم والكل اصبح على استعداد للمثول امام المحكمة ، الا ان محمود كلف محامى اخر بتولى بعض هذه القضايا كى يزيد الضغط على الادعاء والمحكمة .

وطلب منهم محمود اولا رفع القضية وفتح محضر لدى المحقق نزيه المعروف بالنزاهة ،وتسارعت الاحداث وما كان من نزيه الا ان اعاد فتح ملفات القضايا المغلقة من جديد واحالتها الى النيابه دفعه واحدة ،واتصل بنادر قائلا  خيرا فعلت رغم انى اخشى ان تربك محمود بهذه القضايا .

فقال له نادر لاتخشى على محمود هو لن يترافع عنها الا بعد ايقاف صدور الحكم وادانه الزعيم ...

اجابه نزيه اعلم ايها الماكر فيما تخطط له ،وساله هل اتصلت بمريم ..؟ فقال له الهاتف مغلق اغلب الاحيان ، فقال له اتصل بها ليلا قبل الساعه العاشره

رفعت القضايا جميعا الى النيابة العامة والتي بدورها اعادتها الى هيئه المحكمة باعتبارها قضيه واحده غير منفصله عن بعضها

بدأت محاسن تتابع ما نشرته جريدة المجهولة وخافت ان تكون هدفا لضحايا الزعيم ، وتحصلت على رقم نور من الصحيفة وطلبت منها تحديد موعد لمقابلتها بخصوص ما تنشره حول قضية الزعيم وخاصه بعد ظهور ضحايا الزعيم   

سريعا وافقت المجهولة  واخبرت نادر بالأمر وطلبت منه ان يكون حاضرا معها

انصدم نادر من الامر ولم يعرف كيف حصل الامر ، ولا يملك القدرة على منع هذا اللقاء ،وتذكر كلمات المحقق نزيه ، واعتذر عن الحضور وطلب منها مقابلتها وحدها .. وأقنعها بان حضوره قد يعيق نجاح مهمتها وان محاسن لن تتحدث بحضوره ، اقتنعت هى بالأمر ولكنها سألته وكيف تعرف اسمها ..؟ وهل التقيت معها فى السابق

تردد ثم قال ... لا احد يجهل شقيقه الزعيم فهى ايضا معروف عنها بانها عرافة تقرا  الكف .. وضحك قائلا اياك ان تعطيها يدك

 فقالت انا لا أؤمن  بهذه التخاريف ،سوف التقيها على كل حال واعلمك بما تريد منى

.......

 كان نادر قلق جدا بما قد يحدث فى هذا اللقاء فربما تحصل مكاشفات  بين هذه الاقطاب الأنثوية ،ويخسر احداهن ولاشك بان هذه الاطراف مهمة فى القضية ،فكل منهما لها دور كبير فى كشف الحقيقة ،وكان على نادر ان يضع فى حساباته كل هذه التوقعات وان يختار احداهن ويضحي بالأخرى اذا حدث ماكان يتوقعه  ،ووضع خطه  على هذا الاساس سيعمل بها اذا حصل ماتوقعه

ياترى بمن سوف يضحى نادر اذا صدق حدسه 

الانيقة عاشقة البادية
شكرا لهذه الاطلالة الراقية وهذا الثناء البديع
شكرا من القلب. لهذا الحضور .. ربى يسعدك