سيدة النور الجزء الثانى
اخذت معولى وقطعت اجزاءا من الشجر
وشبكت الاغصان بعضها ببعض
وجمعت اوراق الاشجار وكسوتها بالاعشاب
وطرحتها لها على الارض
اشياء بسيطه لعلها تقئ جسدها من شدة البرد
ثما لففت ذراعيها ورجليها بمعطفى برفق
كأنى اكفن ميتا لـ .يوارى جثمانه الثراء الى الابد
وحملتها بين ذراعيا بحنيه فلست حتى قوى البنيه
او مفتول العضلات
ربما جسمها خفيف او اخذنتى حينها الحنيه .
متسألا بداخلى ..
ماذا سيكون مصيرها لو وقعت بين مخالب تلك النفوس السئيه ..؟
حملتها برفق كما يحمل عدنان لينا حافى القدمين يجرى وخلفه عبسى
تاره بين المراعى واخرى بين الخرده وبقايا المبانى المهجوره
فهى كوردة مقطوفه من حدائق مدينه اثريه
تنتظر عدنان يلتقطها كى تسنشق عبيرها
صاحبته لينا الكرتونية .
ذرفت عيانى حين تذكرت عدنان كيف كان
يبحث عن صاحبته بين اكوام الخردة
و كم لاقى من مخاطر من اجل لينا
اقتربت منها قليلآ
وهى ممتدة فوق الحشائش واوراق الشجر
ومازالت يدها قابضه على سيف نصاله ازرق
تأملتها من رأسها إلى اسفل قدميها عن قرب
فاعيناها تبرق مثل نجم القطب
وفمها كانه ثمرة من عنقود عنب
وشفتيها ورديه مثل وريقات التوت الصيفيه
شعرها اسود وكثيف ورائحته زكيه
وظفايرها منسدله فوق الصدر ريش هدهد
او طاووس يغازل انثاه فى البريه
اكتاف مكيه وخدود حمراء ورديه
اوصافها شبيه بحور العين اوالحورية
تمنيت ان اوسدها زندي وأقبل تلك الشفاه الوردية
وتمنيت وتمنيت .. ولكن كلها مجرد احلام بشريه
تمنيت الا لاترحل ابدا
و ان تكون زوجه وحليله لئ
او حتى جاريه او خادمه او غجريه
لايهم .. المهم ألآ ترحل
وتكون قريبه منى الى الابد
اقترب الليل وحل الظلام واسدل ستاره سوداء
كاننى اتابع فصول مسرحيه ..
ولازلت انظر الى تلك الفتاه حتى رحل المساء
وحدى جالسا فى خلوة احرق بعصائ النار
تاره اتامل مفاتنها واخرى احرق النار ..
ماتعبت ولا ممللت
ولكن ..
ربما اصابنى الوهن من كثره النظر
وفى عيناى دموع تحجرت
لكنها سرعان ما سالت بفيض رغما عنى جاريه
وسلبت منى أحلامى وتلك الامانى الرومانسيه
لقد عرفت اخيرا ان هذا قدرى وهذا زمانى
لمحت برقبتها سلسله بها ياقوته زرقاء
لماعه شبيه بلون السماء
كلما نظرت اليها يعكس برايقها شئى ماء
ويشع منها نور شبيه بنجمه المساء
امسكت يداها ونزعت منها السيف المذهب
ونظرت للكفوف بشغف وامعنت فيهما النظر
تمنيت ان اجيد قراءه الكف
او التنجيم
او حتى السحر
كئ اعرف هذه الفتاه من تكون
واكتشف ماتخفى وراءها
من بلا او خير او هول
حل الليل و تاخر الوقت والمطر لازال مستمرا
بل ازداد ضراوه وقوه بالهطل
حينها ايقنت بانه لامفر من قضاء ليلتى هذه تحت الشجر
اضلمت الدنيا ولم اعد افرق
بين الذئاب واوراق الشجر
افكار تجذبنى
وتموجات تحاصرنى كاسيوف رمل
وبين هذا وذاك شهاب ملتهب
يسقط على بعد امتار
عندها ايقنت
بانى اصبحت احد ضحايه الحب
وخشيت ان يتحول حبى الى عشق
اعاصير ومشاعرروحانيه تجوب اعماق الفكر
ترسم وتخطط وتصف وتزين روعه الحب
والحياه الهادئه الرومانسيه
الحياه جميله ورائعه عندما تعشق امراة
والسحر والجمال لا وجود له بدون امراة
ياويلى ... انا
ستكون حياتى مرهونه من قبل امراة
وموتى سيكون على شفايف امراة
وسعادتى مرهونه بقلب امراة
وتعاستى مكتوبه على كف يد امراة
وسادفن ذأت يوما حصرنا من اجل امراة
واعاقب لانى خذلت فى حياتى امراة
وسا ادخل الجنه برضاء امراة
سبحان الله
امراه تخرجنا من الجنه واخرى تدخلنا الجنه
هنا لمملت افكارى المشتته
لااعلم ماذا فعلت ... واين وصلت ....
حتى وجدت يداى من نهديها تقترب
فتنى حسنها حتى كادت تسقط عبرتى
واختلت موازين العقل وطغت الشهوه
على كمائن عفتى
وكادت تسقط رجولتى
شئ بداخلى يغلى كانه بركان يثور
احيانا يصور لى الا معقول معقول
واحيانا يبرر السذاجه بانها شى مقبول
وكادت ان تفلت من يداى الامور
وبفضل قدرة خالقى
اخرست صوتا فى اعماقى كان بشدة ينادى
افعل ماشئت فهى من سبايا الوادى
وماكان المنادى الا شيطان الوادى
وسيطر العقل وهزم المنادى
وهنا توقفت واطلقت لعيناى حريه للنظر
من اعلاها الى اسفلها لعل العيون تكتفى
فيها رايت جميع وصايف ومحاسن البشر
جمال طاغى يفوق القدرة عن الوصف
فجمالها شى نادر بل يذهل العقول
جميع مافيها مرتب لايمل منه النظر
كانها تحفه من اقدم العصور
يكتسيها جبروت انوثه حتى وهى تحتضر
حجازيه العينين مكية الكتفين
ملائكه حورية فى صورة بشر
بها عفه مريم وجمال زليفه وحواء
وجنتيها فانوس تتلاء منه الضياء
حتى السحر فى حنايه رقبتها يذوب
تغشى القلوب قبل العيون
كاالنعاس الذى يسبق النوم
فالنظر اليها حتما
يشق القلوب ويسلخ الجلود
ثم حضنتها حتى التحمت خدودى بتلك الخدود
فلم اقبلها بل عانقتها حتى تقطع عقدها
ولؤلا الحياء والاستحاء لقبّلتها الالف المرات
حتى انتشي من خمرتها او اثمل او يصيبنى الاعياء
وما أن أفاقت ... !
رفعت راسها بصعوبه وهى لازالت متعبه
ثم خفضت رأسها والدموع تتدافع في محاجرها
نطقت بصعوبة ... !
اين انا ..؟ وماذا فعلت بئ .. ؟
ومن أنت كى تحضنى بهذا الجنون . ؟
أترى الكواكب وتلك النجوم ؟
نظرت فلم أرى فى السماء كواكب ولا نجوم
هذه أنا ..
بعيدة عنك بالسنين الضوئيه
الف لآ.. ثما لآ ..
لن اتوسلك أو اطلب منك رجاء
بل سأمرك بجبروت السماء
ان تعتذر لى فورا عن هذا السلوك
جف الحلق و تشنجت العروق
وعرقت جبهتى وشحب الوجه
وضاع منى الكلام
وضعت يدى على راسى
مصدوم لااعرف ما اقول
خرجت من الكوخ تجر خلفها
ثوبها الابيض وانا مذهول
اميره بين صدفه وتثور
جزء منه على اكتافها مسدول
واغلبه ممزق ملفوف على خصرها المصفوف
بضع خطوات ....
ثم توقفت ..
نظرت الى عقدها فاذا به مقطوع
التفت للوراء تطاير شعرها فى الفضاء
كانها رياح هوجها
كشرت عن ماباخلها من بلاء
رياح سرسر اكتسحت الاجواء
ثم صاحت صيحه وصيحاء
اجزم بانه ارتجفت منها السماء
و تبخرت ايضا برك المياه
بل طارات النسور وسكنت الحمائم والطيور
جفلت من صيحتها الاسود قبل النمور
والافاعى والعقارب دخلت الجحور
وعمت الفوضى وتلبدت السماء
وسكنت البراكين
واهتزت الاشجار
ورياح عاتيه كادت تقتلع الاشجار
ثما انفجرت في السماء سحابة سوداء
رعد يضرب ووميض يشق كبد السماء
خيل لى بانها اخر ليله فى الحياه
فقد حان اليوم الموعود
الذى سوف يحشر فيه البشر والاسود
وسأتفنى الاشجار والحجر
فما نطق لسانى الا بكلمه
ياحى ياقيوم .. ياحى ياقيوم
فعم الصمت
وسكنت الرعود
وانطفئ البرق
وانجلت السحب
ولاحت من جديد تتلالى النجوم
كانه رحل الشتاء وحل الربيع
فنظرت الى
ورجعت نحوى كانها تسوق
امامها الموت والاموات
فزعت بداخلى وتجمدت مفاصلى
وقالت ...
تبأ لك ايها الطفل المجنون ...
سـ أنحرك بشعرى نحر الكباش
وامزقك باظفارى تمزيق الاسود للغزلان
و التهمك حيا قبل ان تموت
الا تعرف من انا ..؟
انا سيدة النور اطوف السماء فى الضلمات
ماقترب منى بشر الا انسلخ جلده ومات ..
اسمى محفور على قبور الاموات
فانا شامخه مثل قمم الجبال
قدامى على الارض وانفاسى تخترق السماء
ولكن .. مهلا
كيف فعلت كل هذا بالسماء
كيف سيطرت على البرق والرعود
وما زادنى التهديد و الوعيد
ألآ اصرار وعناد
ان اقبل تلك الشفايف الورديات
فانا ميت وفانى وامامى الا ساعات
واكون جثه هامده ولن ادفن مثل الاموات
فقاطعت صمتى بهمسه
تختلف عن كل الهمسات
وابتسمت بعد غضب وتهديدات
مكرأ أو خبث
فلا اعرف سبب هذه الهمسات
ثم ابتسمت وزادت من تلك البسمات
نظرت الى تلك الخدود الناصعات
كانها لؤلوه على الشاطى منثور
اقترب سأهمس لك همس الاميرات
رجعت بافكارى اتأمل تلك الشفايف الورديات والشعر المنسدل على الاكتاف
فضحكت ضحكه تعلوها ضحكات
خاطبتها بكل اللهجات
لقد اكرمتك بعطائي
واسقيتك من مائي
وشاركتك زادى
وجمعت الحطب واشعلت النار
ونسجت لك سريرا من الحشايش والاعشاب
وسترتك بمعطفى وحميتك من الذئاب
وانتى كنتى جثه هامده شبيها بالاموات
قاطعتنى ..
كيف تحضنى و تسرق عقدى ...؟
واين السيف المربوط بمعصمى
الا تعلم بان هذا العقد دليلى الى وطنى
ولكن ياسيدة النور
انا كنت قادر على سلب حياتك
ولم افعل ..
فكيف اسرق عقدك
فما انتى الا سيدة ظلام
فالضالم وحده من يتهجم ويثور
ولاتنسى بانك في ارضى وتحت سمائي
تهددينى بالموت وانا من وهبك الحياه
تعتقدين بتهديك هذا ...؟
تنهارَ شجاعتى تحت اقدامك فى الظلام
فما نقصت رجولتى ولا سقطت شهامتى
ولا عرف قلبى الخوف ولا هاب الممات
وانا امتطى جوادى شاق الصفوف
واقاتل الاعداء
وكم من حصون وقلاع دكها اجدادى
ورفعوا عليها الريات
ونقشوا تاريخهم على تلك الجبال
ثم اخذت عود واشعلت به النار
وقلت لها اعطينى معطفى
وخذى عقدك وسيفك وارحلى
فنحن بشرا
نحمى الضعيف وننصر المضلوم
شحب وجهها
واسدلت للعين دمع محاجرها
وارخـت اهدبهـا للبكاء
لتسقط منها اول القطرات
وجثمت على ركبتيها فوق العشب والحجر
وانحنت ورفعت يداها للسماء
وانهمرت سريعا بالبكاء
وذرفت دموع غطت تلك الخدود الناعمه
وهطل على وجنتيها الثلج البارد
من اعلى السماوات
انشق قلبى من شدة الزعل وأللآم
تقدمت اليها بخطوة ثما بخطوتين
بداخلى اقول
اكيد حيله من حيل النساء
او هى دموع تذرفها التماسيح
فقالت لآ .
فصعقت من ردها ..
فأمام دموع النساء يخجل الرجال
ويسقط التعالى ويرحل الكبرياء
وتنحني الجوارح فما على ادم الا الاصغاء
ساكمل فى الجزء الثالث
بقلمى / ابن البادية 5.6.2014