منتديات جروح البادية 2022
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةhttps://i.servimg.com/u/f58/11/60/75/36/09-05-10.pngأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية لعبة الاقدار الجزء 21

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن البادية
المؤسسين للمنتدى
المؤسسين للمنتدى
ابن البادية


اوسمة خاصه : مؤسس الموقع
علم دولتى : ليبيا

اللقب الاظافى اللقب الاظافى : عضو مؤسس

الجنس : ذكر
المساهمات المساهمات : 1212
الـنــــقــــاط : 5950
تاريخ التسجيل : 19/07/2014

رواية لعبة الاقدار الجزء 21 Empty
مُساهمةموضوع: رواية لعبة الاقدار الجزء 21   رواية لعبة الاقدار الجزء 21 Icon_minitime20/09/21, 06:02 pm

///رواية لعبة الاقدار الجزء الواحد والعشرون ///

رواية لعبة الاقدار الجزء 21 P_12930mmn12

$$$ عودة الخنساء للقرية $$$
في الطريق كانت الخنساء تتأمل محمود بسعادة ولا تعلم بما ينتظرها بالقرية اما محمود حين ينظر اليها وهى مبتهجة ، كان يشعر بالم يمزق قلبه ،بينما كان نادر يجلس بجانب السائق وحين وصلت الخنساء الى المطار نظرت الى محمود طويلا وقد أخجلتها عيناه التي كانت غارقة في حُمرة الخجل التي تكسوا ملامحها.
وقالت وهي تُمسك بقبضة باب السيارة بقوّة من فرط التوتر امل ان نراك قريبا في القرية ، قال حتما سأكون هناك من اجلكِ ورأت بعيناه بانه يخفى شئيا ما عنها واعتقدت بانه يكذب عليها ،او هكذا خمنت الامر وقالت مشكلتك .. لـم تسـمْح لـي بنسـيانك .. ولـم تـكُن لــي كمـا أريـــــد ،ولكن ستكون لى نعم الاخ .
كلمات تلقاها محمود بمثابة رساله مشفرة ولم يكن يتوقع ان يسمعها منها ولم يجد حينها كلام يقوله لها ، وذكرها بان عمتها والدة محمود والنمر سيكونون في انتظارها بالمطار ،وعلم محمود حينها بان الخنساء قررت الزواج من سامر وتركت هذه الكلمات بقلبه جرحا .
اقلعت الطائرة متأخرة وعاد محمود ونادر الى تلك الشقة التي جمعتهم يوما ما وفى الطريق اعلم محمود نادر بان الخنساء سترجع لبيت عبود الا ان نادر قال له ما كأن عليك ان تسمح بهذا ، وكاد ان يحصل بينهما شجار ولكن محمود اعلمه بالاتفاق الذى حصل بالقرية قائلا هذا الاتفاق لا يمكن خرقه فهى التقاليد بالقريه لا النمر ولا انا كنا نرضى بالأمر ولكن العمدة له نظرة اخرى
فى تمام الساعة السابعة مساء هبطت الطائرة بمطار المدينة الذى يبعد عن القرية بحوالي 90 كيلو متر وكانت الطائرة تقل الخنساء وحيدة لا احد يرافقها سوى فرحتها بالعودة الى ديارها بينما كان النمر وامه وبعض الرجال في المطار في استقبالها وبقى محمود لمتابعة احداث محاكمة سامر ومحاسن
سريعا هبطت الطائرة بالمطار الذى سافرت منه وبهبوط الطائرة كان قلبها يدق رعبا فها هي تعود للمكان الذى فرت منه ،وكأن القدر يسخر منها تذكرت يوم السفر كيف كان حالها نفس الرعب ونفس الريبة ، لم تكن تعلم بما اتفق عليه وجهاء القرية مع عبود ولا تعلم اساسا عن المعركة الاخرى التي كانت تجرى بعيدا عن السجن انها معركة عبود مع النمر .
كان عبود يطالب اهل محمود بالابتعاد عن الخنساء بينما اهل محمود يطلبون منه الابتعاد عنها لأنه طلقها ، الا ان أهله يقولون بأنه طلقها رغما عنه من ضغوط الزعيم عليه وهو بالسجن ، وهكذا كانت المعركة قائمه ، حتى اصبحت القرية على علم بما جراء للخنساء وأصبحت حديث النسوة والرجال ايضا في القرية ،وبضغط الوجهاء تم الاتفاق بين مشائخ القرى المجاورة حقنا للدماء بان تعود الخنساء الى ديار زوجها اولا .. وتخير لاحقا بالبقاء معه او الانفصال عنه ،وقبل والد النمر الامر مرغما وترك الامر بيد الله
وصلت الخنساء الى دار عمها واستقبلها استقبال كبير حتى دمعت عيناه واقيمت من أجلها مأدبة عشاء كبيره وبعد مغادرة الضيوف جلس العمدة وفاتحها بالأمر وطلب منها التوجه صباحا الى بيت زوجها قائلا ..هذه مشيئة الله سيكون لنا شان معه ما عليك الا بالصبر يابنتى
هذه كانت شروط عبود الذى اصبح اقوى رجل بالقرية رغم رفض النمر هذه الشروط الا ان والده قبل الامر مرغما عليه حتى لا تحصل فتنه في القرية ، حاول النمر الاعتراض الا أن الكلمة الاخيرة كانت لوالدة عمدة القرية ، الكل يعرف بأن عبود كان يخطط في أمرا ما ، ولكن لا احد يعلم نواياه الخفية
لم تعترض الخنساء على ما قاله عمها وقبلت الامر وقلبها يتمزق من الداخل كانت تتمنى ان تبقى بالسجن ولا تعود الى ذألك السافل ،الا ان الخنساء علمت بانه ستحصل معركة دموية بسببها وكانت تفكر بأمر لا احد يعلمه سواها فكانت تريد الانتقام من عبود وقتله حتى لا يقتل النمر او محمود كان النمر لازال في عهده بعدم ارتداء العمامه ،وقال لو حابه البقاء ابقى هنا ويحصل ما يحصل .
كلمات قالها النمر ولم يقلها محمود وبعد فترة من التأمل ،نظرت اليه الخنساء بابتسامه وقالت لا عليك يأبن العم ارتدى عمامتك ،لقد صدق وعدك سأذهب الى بيت عبود وستصلك اخبار طيبه هو لم يكن يوما رجلا حتى اخشاه
في اليوم التالى وبعد صلاة العصر غادرت الخنساء القرية وهى تصارع افكارها وفى الطريق استفاقت على صراخ أهل المنطقة لقد عادت وجه النحس حاولت ضبط نفسها وارادات ان تكون قوية متماسكة امامهم ، وابدت ابتسامة زائفه لمن يقابلها بالطريق وادركت بان هذه الوجوه ربما لا تحقد عليها ،ولكن الخوف من عبود جعلهم بهذه الوجوه واستمرت بالمسير وهى تحاول أن تصفي ذهنها متجاهلة تلك العيون فهم قومها على كل حال الا ان أهل زوجها عاملوها بحقارة ،فكان بعض الرجال ينتظرون، متجمعين بدار عبود
وكأن الخنساء حملت معها من المدينة احزاناً إضافية وجئت لكي توزعها على أناس لا يروق لهم ان يحزنوا ، أو يروا بشراَ حزينين!،ولكنها كانت تسير بثبات رغم ماتحمله من أهات لااحد يعلم بها سواها ،لسبب بسيط لم تعد تستطيع تحمل ملاحقه الماضي لها ....... لطالما حاولت مواجهه الواقع والتغلب على الالم ..لكن قد تغير كل شيءً بالنسبة لها .. لم تعد كما كانت ،احتشد الحزن والقهر بقلبها وهى تتابع سير رحلتها المرهقة الى دار عبود ، حتى توقفت امام بوابة حديدية ضخمه وهى تتأمل القصر الذى شيده عبود على ارضها وترك المنظر الم قاسى فرض سطوته فى ذاكرتها المهترئة من المواجع كانت بوابة القصرة والبناية الجديدة يحرصها عدة رجال تذكرها بسرايا الزعيم قابلتها اولا شقيقة عبود فابتسمت لها الخنساء بنية صادقه الا انها لقتها بوجه عبوس وجذبتها بقوة من يدها ورات الخنساء تلك الكراهية التي تلون تجاعيد وجهها وهى تصيح قائله لقد عادت الفاجرة القاتلة الخائنة
لأتعلم الخنساء لماذا تعاملها بهذه القسوة لطالما كانت معها رقيقه فتلك السيدة الا تعلم بان الخنساء ضحيه شقيقها السفاح ،وتحاشيت الخنساء النظر الى وجهها و نظرت الى الطريق المجاور .. ربما هكذا افضل لا تريد ان تفتح نقاشا معها
مر الوقت ببطء وهى تسير نحو مدخل البيت الجديد الذى شيده عبود بعد ان اطاح ببيت الخنساء القديم فلم يتبقى منه الا بعض الاطلال ولكن هذه الاطلال تعنى لها الكثير فهي بمثابة اثار لا يقل اهمية عن اهرامات الجيزة ،شعرت تلك الشقراء التي ما عادت تبصر الواقع امامها ، بل ما عادت تعرف كيف تتصرف او تفكر او حتى تعرف انها على قيد الحياة من شدة القهر والالم والذل الذى يعتصر قلبها فهي وحيدة بين قوم لأتعلم حتى كيف استوطنوا ديارها ،ووسط السكون وقفت منتصبة تنتظر هطول كل آلامها على الارض دفعة واحدة ، صرخة واحدة ارادت اطلاقها لترن في اذن أي حيّ في المكان وتدفعه الى حافة الجنون كما دُفِعتْ هي اليها من قبل ،فالحياة في نظرها ليست إلا كلمة مفهومها النهاية فلابد ان يموت احدهم الخير اما الشر كى تستقيم الحياة في القرية ، هكذا كانت تفكر الخنساء وسط العيون التى تنظر اليها وكأنها مخلوق غريب قادم من كوكب مجهول ، تفقدت الخنجر المسموم المخبى تحت حزامها لتطعن به عبود بعقر داره لاشى تتمناه سوى ان تراه ميتا فلا شئيا سيثلج صدرها سوى روية السكين وهى تغرسه بقلبه ، كما رات تلك الطعنه على جسد الزعيم،وامعنتْ النظر في الارجاء والى تلك الاطلال التي طالما سمعت نداء والدها منها فلم تعد تسمع الا نباح الكلاب الصادرة منها ، ومن الجانب الاخر لمحت قبر والدها ووالدتها وشقيقها وكأنها تسمع بين تلك القبور صرخات امواتها الصامتة من قبورهم و القت ببصرها على المجزرة التي حصلت فيها وكونت نعوشاً قد طُبعت عليها آثار ايدٍ بدماء قتلتهم الخونة من قريتها وتلك الانجاس القادمة من جحور الشر والتى استوطنت ارضها كادت ان تبكى ...ولكن أفكارها سريعا قد أنهارت أمام ما لم تتوقعه .. وتصدِّقه بل ولم تتوقع أن تبصره بعينيها !
خرج ذاك المارد الاسود وخلفه يميم عقولهم مريضة ، فاسدة مليئة بالشر و الرغبة في التدمير ، لطالما كانوا جنساً مدمراً استغربت كيف تكون هذه الشخصيه المهزوزة والضعيفه امام الزعيم ان تكون حاكمة وقوية بهذه الصورة التى تراها الان
رغم الكره الذى تخفيه بقلبها من رويته ،ارادت ان تكون هادئة ولكن كيف يمكنها ان تهدأ وهى ترى مغتصب اراضها وقاتل ابيها بل لا تعرف حتى مصيرها الان ، وقفت تٌقلبُ نظراتها بين امواج الرياح العاصفة منتظرة من ذلك الشيطان أن يقل لها شئيا ،بينما وقف هو بعيداً بوجه المتصّلب يراقب نظراتها لا خطواتها ،وسرعان ما رفعت الخنساء رأسها اليه بكل شموخ بنظرات جافة قائلة .. انا هنا ماذا تريدنى ان اكون ..؟!!
نظر اليها بتعالي قائلا باستفزاز .. اعيدى ماقلتى ... لم اسمع شئيا ونفخ سيجارته وهو يضحك بنشوه الا انها اعتبرته فارا لارجل ولم تهتم الخنساء لهذة السخرية .. وبتهكم قالت ..هل تريدنى ..زوجه اما خادمة ..؟!
تفاجأه هو ومن حوله بهدوئها الغريب وقوة اعصابها ،فقد كانت الخنساء مستعده ان تفعل اى شى حتى تغرز الخنجر بين ضلوعه ،بينما كان هو شيطان قراء الغضب الذى تحبسه في قلبها واراد ان يستفزها وقالها بكل بساطه .. انا لا أريد الفضلات .. اريدك ان تتنازلي عن العزبة امام شيوخ القرية وان تعترفي بانك تريدي الطلاق وترحلين فهذه الارض لا تحتضن العاهرات امثالك .
لم تهزها كلماته فهي على يقين بان الخبث لا يخلف الا الخبث وبكل جرأة ارادت ان تكسر غطرسته وتذله امام رجاله وقالت .. بمقابل ماذا يأبن لوزه وتقصده امه..؟!!
علم عبود بانها تريد ان تستفزه كى يقتلها ويخسر الارض رفع بصره نحوها وبكل برود قال .. مقابل حريتك
قالت وان رفضت ..؟ قال انا لا اعرض عليك خيارات ..بل امركِ بذلك لا احد يرفض أوامري .. وتقدم نحوها فكانت الخنساء تفكر كيف تطعنه بطعنه واحده قاتله وكانت تعلم العواقب فأخوته ورجاله كانوا حوله ، ولكنها اتخذت قرارها وكل ما يهمها بان تكون الطعنه قاتله وأن موتها يكون بمقابل موته فحياتها لا تساوى شئيا ان كانت تمنع الاذى عن محمود والنمر
وبكبرياء قالت .. انا ارفضها .. وقبل ان تكمل لكمها برجله حتى سقطت على الارض ولكن الخنساء لم تستسلم بعد ،انتفضت وهى تنظر لمن حولها عل احدا يرأف بحالها أو يقول كلمة لينه ،ولكن الكل خيب أمالها فلا احد يجروا على تقديم المساعدة لها وكأن قلوبهم اصبحت قاسيه وصخريه حتى والده لم يتفوه بكلمه ولم تشاهد سوى قلوب خاليه من الإنسانية واخرى مهزومة سيطر عليها رعب الغرباء
كانت تشعر بالموت اقرب اليها من الحياة لذا زحفت على الارض من شدة الضربة والتف حولها رجال عبود ونظرت في عيون من حولها فلم تجد الا عيون تضحك وقلوب أخرى يملوها الخوف ،حاولت ان تقف مجددا الا انه رفسها برجله وشدها احد اخوته من شعرها وسحبها نحو عبود حتى استسلمت ، ولم تقاوم فدفعها عبود مرة اخرى الى الارض ووضع رجله على صدرها ثم رفسها وتراجع خطوات الى الوراء قائلا ان ارادت الحياه انهضى او سوف أطلق عليك الكلاب تنهش لحمك ضلت لحظات ساكنه وحاولت النهوض ،يبدو انها وجدت انه لا جدوى من البقاء على هذا الحال ، فتحرك جسمها متغلبا على شلل الخوف الذى اكتنف هذا الجسد الضعيف
وقررت ان تحاول ايجاد مخرج يخرجها من هذا المكان المعتم فنهضت من جديد و و بدأت بخطواتها البطيئة نحوه كى تغرز السكين في قلبه ،ولكنه كان بعيدا عنها ورجاله الاقرب اليه منها نظرت الى من حولها وقالت ،حسننا .. انا مللت هذا المكان لم يعد يعنى لى شئيا سأتنازل لك عن كل شئيا شرط ان تتركني فى حالي
ابتسم عبود وقال امرأة ذكية .. وصمت لحظة ثم اردف قائلا.. انا لا احب ان اعطى الوعود لآنى اعتبرها امرا ..!! ولكن علي كل حال انتِ لا تعنى لى شئيا سأمنحك ورقة الطلاق بعد ان تمضى على التنازل
و ارسل الى كاتب القرية ان يأتيه بمحضر التنازل وطلب منها ان تبصم عليه وفعلت دون حتى أن تعرف محتواه ، وذكرها هذا المشهد بما فعله الزعيم في أول لقاء معه وحين بصمت عليه نظرت الى كاتب القرية والذى لم يسألها هل وقعتي التنازل بمحض ارادتك أما تحت ضغط وفهمت بانه مرتعب وخائف من عبود ثم توجهت بالكلام الى عبود قائله .. هل يمكنني الرحيل الان ..؟ ..اخذ الورقة وثناها ووضعها بجيبه ،وقال طبعا ارحلي حيث شئيتي انا طلقتك منذ دخولي السجن فالعاهرات لإمكان لهن بعزبتي ولم تكوني يوما زوجتي .!!
لم تهتم الي ما قاله لها لأنها تعرف بانه حقير والنقاش معه لا جدوى منه ونظرت حولها وهى تودع بعيون حزينة تلك القرية الهاجعة التي كانت تحتضنها وبكل حزن وألم سارت بين تلك الاشجار المخيفة والخوف يملا قلبها كانت المسافة بين العزبتان بعيدة وبدأت الظلمة تحل رويدا رويدا ،فأسرعت بخطواتها ولكنها لمحت شئيا بين الاشجار وانتفضت برعب عندما احست بان احدا يتبعها فالتفت الى الخلف فرأت رجلان من رجال عبود يتبعانها وعلمت بان الامر لا يبشر بخير فأسرعت بخطواتها الا انهما اقتربا منها ، فصرخت صرخة مدويه ولكن لا احد يجروا ليلا دخول تلك الغابة الفاصلة بين القريتين و اخذت تركض و نركض وهم خلفها حتى وصلت الى تله الوادي لاشى امامها سواء الوادي العميق فدفعها الرجال للجرف وسقطت من الاعلى وبدأت تتدحرج كالكرة حتى استقرت فوق غصن شجرة ثم هواء بها الغصن حتى استقرت بعمق الوادي
انتظر الرجال دقائق فتأكدوا بانها لا تتحرك وايقنوا بانها قد ماتت ورجعوا الى عبود يعلمونه بانتهاء المهمة ،ويساله شقيقه لماذا لم تقتلها هنا وتدفنها قرب اسرتها .؟
فقال له ياغبى أولا سيكتشف امرنا ويقولوا عنا باننا قتلناها ،ولكن حين تموت بعيدا يعتقد الناس بانها قد انتحرت والشى الذى لم يستوعبه عقلك الصعير بانني سوف اطالب العمدة بإرجاع الخنساء والخنساء ماتت !! ومن قتلها اكيد النمر وهذه حجه لمهاجمة القرية وقتل ما فيها والسيطرة على القرية كاملة ...هل فهمت ..؟
يبتسم اخيه قائلا انت دائما تفكر بعيدا و متى نهاجم القرية ..؟ ينهض عبود من مجلسه قائلا قريبا ..دعنا الان نفكر في الخطوة الثانية حين يعثر على جثتها سوف نستردها ونقوم بالواجب ويقهقر قائلا بسخرية سنقيم لها جنازة كبيرة تليق بها
مرت ساعات طويلة على الخنساء وهي مغمى عليها بين الاشجار وامضت تلك الليلة في البرد والعراء لا حماية الا ارادة الله ،وشاء الله أن ارسل اليها صباحا رجلا كان يبحث عن اعشاب لأغنامه في تلك المنطقة الفاصلة بين قرية العمدة وعزبه عبود والتي لااحد يستطيع حتى التجول فيها فتحسسها الرجل فوجدها لازالت تتنفس ولكنها في غيبوبة حملها على بعيره الى دياره واعتنت بها زوجته ولم يخبر احدا بالأمر لأنه يخشى سخط عبود عليه ليس لإنقاذ الخنساء بل لدخوله تلك المنطقة المحرمة .
وفى الصباح أرسل عبود رجاله للتأكد من موتها فلم يجدوا الجثة واعتقدوا بان الذئاب قد اكلتها ولكن عبود لم يصدق هذا الافتراض وجن جنونه وأرسل رجاله الى القرى المجاورة يعلمهم بان الخنساء خطفت من قريته ليلا ،ولا يعلم عنها شئيا ويعتقد بان النمر وراء خطفها قائلا لو تبين بان النمر أو العمدة أو احد رجالهم قاموا بهذا العمل ،فانه سوف يحرق القرية وماقيها ، حاول الوجهاء تهدئه عبود والتواصل مع العمدة ،والذى تفاجأه بالخبر مثلهم قائلا نحن لا نعلم عنها شئيا ولو اردنا ان نقوم بهذا العمل ما ارسلناها اليه ،لقد قلنا لكم ياقوم هو يريد ان يقتلها بعد ان يجبرها على التنازل عن املاك ابوها ،تأكدوا اولا من كاتب القرية ، فان كان الخبر صحيح فأننا نحملكم ما يحدث ، لقد أبلغناكم بنوايا عبود من الاول ولكنكم ضمنتم سلامتها جميعا .ولم يجد الوجهاء ردا على كلام العمدة ،ورجعوا الى دار عبود وابلغوه بان العمدة لا يعلم عنها شئيا ويجب عليه ان يتمهل قليلا ربما هي هربت وسوف نقوم بالبحث عنها وشاركوا في عملية البحث جميعا ،وارسل اهل النمر الرجال للبحث عنها ولكن لا احد يعلم عنها شئيا ودار العجوز بعيده عن منطقه البحث فهى تقع خلف الجبال ، ولا يعلمون بالمكيدة التي دبرها لها عبود وحين توقف البحث ،علموا بما يخطط له عبود واستعدوا لمجابة الشر
في اليوم التالي بعد رجوع محمود من المطار وهو يودع صديقه نادر الذى سافر الى تونس بالمساء بعد انتهاء مهمته كى يرتب سكن لمحاسن بعد خروجها من السجن ، رغم اعتراض نور على تصرف نادر والذى راته غير صائب
اعلمه النمر بما جراء وان الخنساء قد اختفت وان عبود يتوعدنا ويتهمنا بمساعدة الخنساء عن الهرب ،ضرب محمود بيديه قائلا .. كنت اعلم بان عبود سوف يقتلها وصدق حدسي فقال له النمر وربما هي محتجزه عنده والمعلومات التى وصلت الينا من هناك بانه طردها من القرية بعدما اجبرها على التنازل له عن العزبه ، وأرسل خلفها رجاله ربما هى سجينه عنده ولكن سوف نواصل البحث والتحري عنها ،الا ان محمود قال له انصحك بان تسلح رجالك بل كل رجل قادر على حمل السلاح وحتى النساء لان عبود يريد تشتيت قوتكم وربما سيفعلها ويهاجم القرية لأنه كان يريد سببا والان حصل على ما يريد الا ان النمر طمنه بانه مستعد لمجابه عبود ويرصد تحركاته من مدة وأن رجاله جاهزين لصد أى هجوم وأن احلافه لن يتخلوا عنه
مرت ثلاثة ايام وكانت القرية تنعم بالهدوء ولم يتوقف البحث عن الخنساء واستعد النمر لكل الاحتمالات وبدأت الوفود تأتى وتذهب من قرية العمدة الى عزبه عبود لحث الاطراف على عقد اتفاق هدنه حتى يتضح مصير الخنساء ، الا ان عبود وضع شروطا مسبقه وهى مغادرة العمدة ومن يتبعه القرية أو الكشف عن مصير الخنساء وخاصه حين علم عبود بان الجثة اختفت رغم ان بعض رجاله اكدوا له ربما الذئاب اكلتها ولكن عبود لم يصدق وكان يريد سببا لمهاجمة قرية النمر ولن يضيع هذه الفرصة الثمينة ويعلم بان النمر لن يغادر القرية الا ميتا
قام النمر بتسليح رجاله وكانت والدته تقود النساء وتقوم بحمايه الشوارع وخلفها النسوة والاطفال بينما لازال محمود في لبنان بانتظار جلسه محاكمة سامر ومحاسن والتى سوف تعقد بعد يومان .
ومرت الايام سريعا وعقدت جلسات محاكمة محاسن وسامر وبعد جدال طويل بين الادعاء والمحامي محمود اتخذت المحكمة قرار حاسم واصدرت حكمها ببراه محاسن من جميع التهم المنسوبة اليها واعتبرتها المحكمة شاهدة ومتعاونة على جرائم الزعيم و المافيا الا ان العفو كان مشروط بتامين مكان امن لها تقتنع به المحكمة حرصا على سلامتها
مع حبس سامر ثلاثة اشهر وغرامة ماليه غير ملزمة للدفع لتأخره بالأدلاء بشهادته مع التحفظ على شقيقته سمر حتى يتم تامين حمايه لهم ،بتوصية من محمود حتى يتم القبض على الزعيم وكل رجاله وهذه الخطوة اتخذها محمود ربما عن حسن نيه أو سوء نيه ربما لأبعاد سامر عن الخنساء لأنه رأى تقارب بينهما وكلمات الخنساء لازالت عالقة بذاكرته وهو يعلم بان سامر رجل متهور وقد يذهب للقرية للبحث عنها وان النمر ربما سيقطع راسه .
تم اطلاق سراح محاسن واعلمها بان نادر ينتظرها في تونس الا ان اختها مريم ارسلت رجالها قائله محاسن ستبقى معى ولن تغادر خارج لبنان . وحتى هذه الساعة لا توجد ادله حول تورط مريم في جرائم قتل أو تهريب اسلحه ،فكانت مريم امراة ذكيه وتحكم باسم زعيم ميت ولا يعرف هذه الحقيقة الا المقربين منها ،وافقت المحكمة بخروج محاسن ،واعلم محمود نادر بالامر كما اعلمه باختفاء الخنساء ولم يعلق نادر على اختفاء الخنساء بل قال مسكينه الخنساء لقد كتب عليها بان تكون سجينة الى الابد واعلمه نادر رغبته بالسفر الى ليبيا وسيكون على تصال دائم معه ، واتصلت محاسن بنادر ولا احد يعلم مادار بينهما وكلفت محاسن محامى اخر يتولى حصر ضحايا الزعيم وتعويض من امكن تعويضه ماديا من اموال الزعيم واغلقت السرايا بعدما صدر فيها امر من المحكمة بان تنزع ملكيتها من الزعيم وتصادر باعتبارها وكر للإرهاب ،وقد استفزت جرائم الزعيم الشارع اللبناني، وأجبرت السلطات والاجهزة الأمنية بضرورة الوصول للفاعل بأسرع وقت ممكن ،ونتيجة الضغط العام ، طلبت المحكمة من النيابة العامة بفتح تحقيق موسع بكل جريم الزعيم السابقة ،وقامت النيابة بفتح ارشيف الجرائم والبلاغات القديمة التي تكتم عليها وكيل النيابة السابق ، و تمت ترقية المحقق نزيه واصبح اشهر محقق، ووضع اسم الزعيم لدى قوائم الانتربول ولم تغلق القضية واستمرت التحقيقات ومحاكمة رجال الزعيم وبدواء يتساقطون بأيدي المحقق نزيه واحدا تلو الاخر بينما، بقى محمود في لبنان وقرر ان يسافر الى تونس لكى ينهى اعماله هناك ويستقر في لبنان خاصه بعد ان اعلمه نادر رغبته العودة الى ليبيا ، واختفاء الخنساء زاد من كره للقرية واصبح محمود اشهر محامى ،اما نادر حزم حقيبته من تونس وعاد الى ليبيا وانظم الى ثوار تحرير ليبيا وانقطعت اخباره بعدما ساءت علاقته بنور،البعض يقول بانه تزوج محاسن والبعض يقول بانه سجن ولا معلومات دقيقة عنه .
لم تنتهى الرواية هنا بل ستبدأ احداث جديدة تدور في القرية
كونوا بالانتظار
واكرر شكرى للمصممه لااشبه احدا
مع تحيات ابن البادية almjal2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية لعبة الاقدار الجزء 21
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية لعبة الاقدار الجزء الاول (+)الجزء الثانى
» رواية لعبة الاقدار الجزء (18)
» رواية لعبة الاقدار الجزء (19)
» رواية لعبة الاقدار الجزء 23
» رواية لعبة الاقدار الجزء السابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جروح البادية 2022 :: ๑۩۞۩๑{ منتديات هوى الدمشقية للقصص والمدونات }๑۩۞۩๑ :: ۩ - هوى .. القصص والروايات ( بقلم الأعضاء فقط )-
انتقل الى: