قال ..طبعا فيه ولكن يجب عليك اخفاء هويتك الحقيقية فلو علموا بانك من ليبيا سيعتقدون بانك من المقاتلين المتوجهين الى سوريا وتقضى حياتك في سجون سوريا او لبنان
حسننا وما الحل اذا ..؟ قال صاحبه المال .. . بالمال كل شيء سيكون سهل
قال له نادر .. المال موجود فلا تفكر فيه بل فكر في الطريقة فقط
فقال له لابد ان نستخرج لك اوراق هويه مزورة ،لم يمانع نادر .. بل قال افعل ما تراه مناسب اهل مكة ادرى بشعابها
تم استخراج وثائق مزورة باسم نادر وجلب له بطاقه تفيد بانه يعمل في منظمة خيرية مدنية ، وتوجهوا الى الحدود السورية ،عبر سلسله من الجبال الوعرة وبالطريق مروا على العديد من نقاط التفتيش حتى وصلوا الى الحدود بمشقه
وحصل على ما يريد ، وعاد الى لبنان بنفس اليوم وبعد يومان سلمت له بندقيه اليه في لبنان عن طريق احد الموزعين الصغار ، كان نادر يفكر بان يقتل عبود فى قريته حتى يقطع الطريق على إيذاء صديقه وكذألك اخذ ثار ذألك الرجل ، الا انه تخلى عن الفكرة لأنه لا يعرف الكثير عن عبود ولا حتى عن تركيبة القرية ، ففضل البقاء في لبنان وكان مقسم وقته ما بين متابعه محمود وعائلة النادل الذى قتل بسببه ، وعلم منهم بان صحفية تبحث عنه واعطوه نسخه من الجريدة وعلم بانها تلك المرأة .. فقال لهم رجاء لا تعلموها بأنى اتيت الى هنا .. لأنني لا احب الصحافة .
وبداء يفكر بطريقة اخرى لمساعدة محمود ربما الفكرة جنونية ولكنها ستكون مفيدة اذا نجح فى الامر
علم محمود من نزية بان الزعيم فلت من عدة جرائم بسبب علاقاته برجال السياسة واقفلت عدة قضايا لعدم توفر الادلة وامرت المحكمة بغلقها وتسجيلها ضد مجهول واخذ محمود ارقام القضايا رغم انها لا تفيد فى الوقت الحالى ولكن ربما يتقدم احد الضحايا ويرفع قضيه جديدة ويعاد التحقيق من جديد ،بينما توجه نادر الى قرية الزعيم حيث يقيم اهله ، والتقى بالأنسة محاسن شقيقة الزعيم بعد صعوبة كبيرة ووصل اليها ، فهى امرأة قوية وذكية وكانت تتصدق على الفقراء وعرف ايضا بانها عرافة تقرا الكف ، وارتداء ملابس المتسولين حتى وصل اليها مع بعض المتسولين الذىن يأتون الى الانسة محاسن وانتظر دورة وكان يتعمد بان يكون اخرهم وحين دخل عليها .
سالته ما جاء بك الى هنا ..؟
فقال جئتُ طامعاَ في كرمك و قراءة طالعي النحس .. هزت راسها وابتسمت بدهاء ..، اخذت يده ونظرت الى تلك الخطوط المتقاطعة ،وقالت انت كاذب .؟
استغرب نادر من كلام المرأة ،وقال كيف تصفيني بالكذب دون ان تعرفي حتى من انا ..؟
قالت انت لم تكن متسول ولا محتاج يديك سخية بالعطاء وناعمة ورغم نعومتها الا انها حملت السلاح في السابق .
قال اجل .. لقد ارتديت هذه الملابس حتى اصل اليك لقراه طالعي لاننى رجل منحوس ومتسكع .. لا وطن لى ولا مأوى أوى اليه ..
قالت انت كاذب .. استغرب نادر من نباهة هذه المرأة .وقال للمرة الثانية تصفينى بالكذب .؟
قالت أنت لم تأتى لقراه طالعك بل جئت تبحث عن امر اخر
فقال لها نادر .... عما ابحث عند عرافة سوى قرأه الكف ..؟
قالت ..لقد جئت تبحث عن شئيا يهمك اكثر حتى من طالعك فما هو ..؟!!
نظر اليها نادر طويلا فراها امرأة قوية تبدوا عليها الصلابة والقوه والذكاء و خيل له بانها تعر ف حتى بما يدور في راسه ،ولأداعي للكذب
فقال نعم ياسيدتى.. هذه هي الحقيقة فطالعي كتب منذ مولدي او حتى قبله ، ولا احد يعلمه سوى خالقي ..
فقالت ما جاء بك أذا ...؟ وكن صادقا معى او سأطلب من الرجال اجبارك على الكلام ..؟
فقال . انتظرى .. هل ستعطيني الامان ..؟ .. قالت لك هذا .. ان كنت صادقاً
قال اجل سأكون صادقا معكِ وانتِ سيدة العارفين .. لقد جئت لمعرفة الغموض الذى يحيط بمقتل الزعيم ، نظرت اليه بطرف عين ولم تهتم فيما قال بل ..وتجاهلت كلامه .. ضنت بانه من المحققين الذين فشلوا بأخذ أفادتها وقالت ، ولكن يدك فيها الكثير من الاشياء التي قد لا تسرك ان عرفتها
فقال لا احد يستطيع تغيير القدر، هاتى ما عندكِ
قالت من اين ترغب ان ابتدئ ..؟!!
ابتسم وقال ... هاتي السيء اولا ...واتركي الاخر الى الختام
قالت تلك الفتاة التي تعشقها لن تكون من نصيبك ابدا ،سريعا قال هذا اعرفه جيدا .. ستقولين هناك عوائق بينكم
نظرت اليه وقالت بالتأكيد ولكنك لأتعلم بما سوف اقوله ،ان رغبت بمعرفته لا تقاطعني مرة اخرى .قال لن اقاطعك .. وبداء يحدق فيها كثيرا فهي كانت منغمسه في كف يده ،وقالت ستمر هي بحاله حزن كبيره ،بسبب حادثه ما ،ربما ستموت والدتها ،ولكن سوف تتغير احوالها سريعا ،ستتزوج قريبا وستلد اطفالا ،فلا داعى أن تنتظرها ،ويجب عليك الابتعاد عنها كى تنعم بالسعادة مع غيرك .خطوطكم لن تلتقى ابدا
قال اتمنى لها السعادة ، يحزنني موت امها لو صدق توقعك ،ويسعدني بان تكون لها عائلة و اولاد ، هذه اخباره سارة تمنيت ان تبتدئ بالسيء اولا
قالت .. لا تقاطعني مرة اخرى ...هز راسة بالموافقة .. وهو يقول كيف يقتل الزعيم وله اخت عرافة و داهيه مثل هذه المرأة ..ولم ينتبه الى حين قالت
ربما ستخسر أنت صديقا ، ولكن هناك اخر سيكون لك صديقا يحل محله دب الرعب بقلب نادر دون ان يقاطعها قائلا بينه وبين نفسه لا اضن احدا سيعوضني على صداقة محمود .. هذه لن اصدقها منكِ
ثم قالت ستكون امامك خيارات صعبة ، لم يعرف ماذا تقصد وهز راسه قائلا اعلم بأنى قادم على خيارات صعبة وأنتِ اولهم ..ولكن من اجل الصداقة كل شيء هين .. وفجأة قالت هل قلت شئياً ..؟!! فقال لا .. بل استمع اليك
وأكملت قائلة.. اتمنى ان تختار الخيار الجيد ، لم يدرك أيضا ماذا تقصد ولا يستطيع ان يقاطعها ،واستمرت تقرا كف يده وحين انتهت .. سألها هل تلك المرأة قادرة على قتل الزعيم ..؟!!
نظرت اليه باستغراب وقالت أنت لا تصدقني، أليس كذلك؟
اطلق ضحكة مصطنعة قائلا .. ابدا فقط ..أنا لا أشعر بشيء تجاه الحياة والحب ... ولا حتى النساء
ضحكت ثم قالت ..لهذا الحد لم تشعر بالحياة ..؟
قال .. ربما أكثر ..!!
بهدوء قالت ..قل لى .. هل هذا نوع من اغتراب الذات أما العزلة تصنع هذا..؟
قال وهو ينظر اليها .. لا ادرى .. او ربما ..لايهمنى حتى أن اعرف
ثنت اصابع يده ثم طببت على كفه قائلة الى هذا الحد لا تهمك نفسك
قال لم تجيبي على سؤالي بعد ..؟!!
تركت يده ونهضت من مكانها وقالت من الغباء من يظن بان هذه المرأة تستطيع قتل الزعيم
اندهش نادر وقال ....وكيف لا تستطيع اذا كان نائما أو ..ربما كان مخدرا ..؟!!
نظرت اليه نظرة استياء وقالت هل تريد ان تجرني في تحقيق فشل فيه غيرك.؟
قال لا .. فقط اردت ان اعرف .. وهذا سبب قدومى اليك ..!!
سالته من انت ..؟ وماهو اسمك ..؟!!
بدون تردد قال اسمي نادر
فقالت ...هل انت من الحكومة يانادر..؟
قال لها .. اطمني اقسم لكِ بانني لست من الحكومة
حين اقسم لها ارتاحت الانسة محاسن وقالت أذا لماذا تريد ان تعر ف ..؟
قال ربما الفضول .!!. .ابتسمت وقالت لازلت تكذب يانادر ..؟!!
اسود وجه نادر ولم يجد كلمات يقولها لها .. وبداء يفكر بأسلوب أخر فهذه المرأة ليست هينة وتفوق حتى تلك المجهولة ذكاء
كف نادر عن الانشغال بها وبداء يفكر كيف يستطيع انتزاع المعلومات من هذه المرأة التي لم يراء لها مثيل فى الدهاء
وقاطعت سرحان افكاره قائلة .. ..اخبرنى متى كانت أخر مرة قمت فيها بعمل جيد ..؟صمت نادر واختلط عليه الخوف والضحك .. ولم يجب عن سؤالها.. ثم اكملت متى اخر مرة وقفت امام المرأة ونهيت نفسك عن الكذب
صمت نادر وظهرت عليه علامات الخجل والاحراج .. بل وحتى الغضب وكانها كانت تستفزه لتعرف حقيقية أمره ، ولكنه لم يجيبها ايضا كان حينها يرغب بقطع لسانها ..الا ان الخوف منعه من هذا .. وفكر ملئا ..وقال سأروى لك "حكاية الانتقام " كان يريد أن يخضعها ويسيطر عليها ويسيطر على تفكيرها
ابتسمت وقالت هات ماعندك
فقال تحكى الاسطورة قصة ثلاثة فتيات ضاعن فى الصحراء مع اخوتهن وحينما هددهم الجوع اقترحت احداهن لاسبيل لنا سواء ذبح أخوتنا ثم سكت نادر ونظر اليها
فقالت اكمل هل ذبحن اخوتهن ..؟ فقال لها لا تقاطعيني أن اردتِ أن اسرد لكِ القصة
فقالت حسنناً
فقال اماريس اقترحت الفكرة وتالا وافقتها ولكن تأنس رفضت قائلة أموت ولا أذبح اخى ...تقاطعه بلهفه وفعلن هن اليس كذألك .. فقال لها .. قلت لكِ لا تقاطعيني فى المرة القادمة لن اكمل لكِ القصة اذا قاطعتينى .. فقالت حسناً
اكمل قائلا ذبحت اماريس شقيقها الصغير وتبعتها كذلك تالا وكان هذا هو الفراق بينهما فكل منهما اخذ طريقا .. فقالت عفويا ..اعتقد بان تأنس ستنجو أما الاخريات سيأكلهم الندم
ثم سكتت .. فقال لها .. قد حذرتك ثلاث مرات ولم يكن لديك الصبر .. فهذا فراقا بينى وبينك وهم بالنهوض الا انها .. قالت انتظر .. اكمل حكايتك وسوف اقول لك كيف مات الزعيم
فقال لها لم يعد يهمنى من قتل الزعيم .. طالما هذه المرأة لم تقتله هذا جواب كافى ويرضى فضولى ..
ولكنها تقاطعه حسناً لنتجاوز هذا الامر .. هل انت تعشق هذه المرأة ..؟ فقال لا والله ولافي قلبى أمرأه ابدا ..
قالت ..سوف أرضي فضولك .لا احد يستطيع قتل الزعيم وخاصة في السرايا
قال ولكنه مات وفى السرايا .. والقاتل امرأة ..
هزت راسها وقالت .. حين تكون صادقا سأقول لك كيف حصل هذا ..
فقال ولكنك تعرفين بانى صادقا فأنتِ ذكيه واعلم بانك تريدي أن تتأكدي من صدقى لاغير..
فقالت بالتأكيد وأعلم بانك لست من هنا .. وأعلم بانك رجل ذكى جدا ولست برجل عادى ..غدا سوف اتاكد من هويتك وهدفك وأكمل لك ..
فقال هذا يعنى بانك سوف تسمحين لى بزيارتك غدا ..؟
ابتسمت وقالت .. تعال غدا الى هنا .. ولأداعي بان ترتدى هذه الملابس النتنه
احب ان تكمل لى الحكاية
في اليوم التالى حين اكمل مهامه في حماية محمود وتأكد بانه لن يغادر مكتبه الا الساعه الثالثه ذهب الى مزرعه محاسن والتقى بها
فكان لقائه قد اختلف عن السابق فقد لقى ترحيب وابتسامه جميلة منها ولم تساله عن الحكاية
وقالت جسم الزعيم مثل المطاط اذا لم تكن الطعنه قوية لا يخترق السكين جسده ، وحتى أن اخترقه بمجرد سحب السكين يلتم الجرح سريعا
ضحك نادر .. وحين راءها تنظر اليه بامتعاض شديد ، أرتبك وضل مصدوما برهة من الوقت وعيناه متعلقتان بها ودب الرعب بقلبه ،وبداء يتأمل ملامح وجهها الجميل ، رغم كبرها ألا انها تبدو بسن اقل حتى من الثلاثينات ، وفكر بمداعبة عواطفها واستمالتها ، لامتصاص غضب تلك اللحظة ، فهى افعى وهو في جحرها عليه ان يمتص غضبها دفعه واحده اذا ارادة الخروج بسلام وفكر بدعوتها بالخروج معه لتناول العشاء ، ولم يفق من هذه الأفكار الا حين سمعها ...تقول : هل تسخر مني يانادر..؟
سريعا ..قال ..لا .. ولكن فى الواقع لستُ مقتنع بما سمعته عقلى الصغير لايستوعب هذا الامر بتاتاً .. فضحكت وقالت انت عقلك صغير . لااضن هذا
خذ هذا السكين ..واغرسه في يدى أن استطعت ، وستقتنع ،آلا انه رفض قائلا ..بالتأكيد لن أفعل .. نظرت اليه بتساؤل .. ولماذا ..؟
حك انفه بمكر ودهاء وقال تستطيعي القول بان قلبئ ضعيف جدا ولا أحب روية الدماء
ابتسمت وقالت ولكنك سبق ان حملت السلاح وسالت حتى الدماء بين يديك
فقال حتى ان كنتِ محقه فانا لن اطعن امراة رقيقة مثلكِ ،ضحكت وفعلت هى ولم يخترق السكين كفة يدها.. فأندهش نادر مما راه وقال هل هذا نوع من السحر ..؟!!
قالت لا .. فقال أذا .. ماذا تسمينه ..؟
قالت ليس بسحر ،بل كل افراد عائلتي هكذا و قله من يعرف بالأمر
قال انا أصدق كلامك لأنني رأيت البراهين أمامي .. ولكن غيرى لن يصدقك
قالت لا يهمنى .. هذا شانهم
صمت نادر طويلا وهو يفكر وبعد صمت دامغ بادرته .. بما تفكر ..؟
قال ..هل من إمكانية قبول دعوتي للعشاء خارج هذه العزبة ؟
نظرت اليه باستغراب وكأنه رسم ذهولا على وجهها ،وكانت تود ان تساله الست خائف منى او من اتباع الزعيم ، ولكنها تراجعت عن سؤاله وابتسمت قائلة هل هى من اجل ما جيتُ من اجله ..؟ اما انك فعلا تريد ضيافتي ..؟
قال لها في الواقع شعرت بانك بحاجة الى شم الهواء النقي ، والخروج من حالة الحزن هذه ،سيكون لنا لقاء اخر نتحدث عن سبب ما جيتُ من اجله وسوف اروى لك بقيه الحكايه ..
قالت ... الا تعلم هي المرة الاولى التي يدعوني فيها شخصا ما للخروج معه ..
قال سأكون سعيدا .. لو قبلتي دعوتي .. قالت بالتأكيد موافقة ،فرح نادر بانه كسب ود هذه المرأة سيعرف منها الكثير عن الغموض حول تلك القضيه
وغادر نادر مزرعة محاسن وهو يلتفت الى الوراء ربما احدهم يتبعه ،ولم ينم تلك الليلة فلم يكن متأكد من صدقها ، ولكن زالت تلك المخاوف سريعا حين التاقها في اليوم التالي بأحد المقاهي البعيدة عن المنطقة وبداء يتمشيان على شاطى البحر وهى تحدثه عن حياتها الخاصة قائلة طول عمرى كنت ارغب مغادرة هذا المكان اللعين ولكنى لم استطع ذلك
يسالها ولماذا لا تستطيعين ..؟
اجابت ببساطه سيكتشف الزعيم هذا وتكون العاقبة وخيمة كانت تتحدث اليه بكل حريه وكأنها تعرفه من زمن فهي اول مرة تخرج رفقة رجل فقد كان الزعيم صارم جدا على حريم اهل دارة ،و كان نادر ساحر بكلماته لأنها تخرج منه عفويه
ثم قالت هل تصدق لم اذهب الى المدينة مطلقا منذ كنت صغيرة فكنت منعكفة على قراءة الكتب ،امضيت خمس سنوات فى خدمة الزعيم ، ولا يسمح لى الا بالذهاب الى المزرعة الا قليلا
يقاطعها نادر ..ولكن اين تفضى اوقات الفراغ ..؟!!
قالت ليس لدى او قات فراغ لأنى اقضيها فى اطعام العصافير في السرايا
لم يعلق نادر على افعال الزعيم لأنه لا يدرى هل هى تسحبه للكلام او انها صادقه فيما تقول وبدأت تقص عليه الجوانب الخاصة بها عن حياتها الشخصية والحالة النفسية التى كانت تعيشها ،ولم تتطرق الى مايريده نادر وهو خيوط القضية
كان نادر يستمع اليها بإنصات شديد وقد تأثر ببعض ما سمعه الا انه لم يصدق كل ما سمعه منها فلم تكن محاسن مثل تلك المجهولة ،فكان اغلب اوقاته حذر جدا منها ولم يمنحها ثقته الكاملة وسلاحه لم يفارقه ابدا ولكنه كان مستغرب بما عانته تلك المرأة التى تجاوزت سن الاربعينات وربما بسن الخمسينات ولم تشعر بالحزن والانهيار فكانت تجرى على الشاطى وكان الياس لم يعرف الطريق الى قلبها ،فقد كانت لها قوة صبر تفوق الخيال او ربما تعودت على هذا ، كانت طيبة جدا وهادئة فحين تتحدث لا تفارق الابتسامة محياها رغم الرعب الذى تعيشة
كان نادر لايريد الحديث عن التفاصيل كان يرغب ان تقوم هي بفتح مذكراتها دون الحاح منه او انه لا يريد تقليب المواجع وفتح جروحها
ولم يسرد لها بقيه الحكاية لانها لم تطلبها منه
وضل يلتقيان كثيرا ،ولم يسالها كيف قتل الزعيم ولم يلمح لها بشيء حتي اعتقدت بانه قد نسى ما جاء من اجله ، ولأتعلم بان نفسه طويلة ولأشيء سيكون من اولوياته الا ما جاء من اجله ..
وذات يوما سالته محاسن.. غريب انك لم تسالني كيف مات الزعيم بالسكين ..؟!!
قال ..لا.. لم انسي ولكنى على ثقه بانك يوما ما ستقفين بجانب الحق ،طالما هذه المرأة لا تستطيع قتل الزعيم لماذا تبقى بالسجن ..؟
قالت كنتْ واثقه من براءتها وربما كنت أعلم من الفاعل لكنني لم اتحدث بشيء بل اضمرت هذا فى قلبي لأنني على يقين بانه هناك خطباَ ما ولم اتبين الامر بعد
ولكن اطمئن . ساقف مع الحق وطول عمرى اريد ان اقف مع الحق ، ولكن كان ينقصني الدافع ..كى اقف بجانب الحق
لم يسألها نادر كيف تعرفين القاتل وتتكتمي عن الامر ، بل قال لها ..لا احد سيقف معكِ الا نفسك ، بدت تفكر بجدية بكلام نادر هى بالفعل كانت مترددة وكانت بحاجة لمن يدفعها الى الطريق السليم
فقالت اريد ان تكمل لى الحكاية .. قال لها حسنا واكمل الحكاية من حيث توقف .. قائلا اكملت تأنس طريقها مع شقيقها فى طريق اخر حتى تصل الى مكان فيه واحة ونخله باسقة فوق بئر ماء ويراها امير الواحة فيبهر بجمالها الغريب ويتزوجها وتسكن معه فى الواحة ، لكن الغيرة تشتعل فى قلب الامير من اخوها الصغير اطلانتس فيحاول قتله لكنها اكتشفت ما يخطط له زوجها فتسرع هى بقتله قبل ان يقتل شقيقها
فقالت ... خيرا فعلت .. وماذا حصل بعدها ..؟
قال ..نصبت نفسها اميرة الواحة وعمرت الواحة واصبحت واحة كبيرة يطلق عليها جوهرة الصحراء وشاءت الاقدار ان يغيب اخوها فتبحث عنه وتجوب الصحراء ووجدته قد مات من العطش، وتحزن كثيرا وتتعهد بانها سوف تنتقم من الصحراء وتفجر ينابيع الماء لتروى عظام شقيقها فى الصحراء، لكن بعد ذلك تموت أتأنس سليلة القمر ويحدث لآول مرة مايسمى الخسوف وبعد اربعين يوما من وفاتها تختفى قارة اطلانتيدا نتيجة لتعرضها لطوفان الرمال الرهيب ، ويبقى بئر اطلانتس رمزا بايئسا لهذه الحضارة وملجاه للرعاة وعابرى السبيل
لم تقاطعه الا انها قد تأثرت كثيرا ونزلت دمعها من عيناها نظر اليها نادر وشعر بان قلبها فيه رحمه ولن تكون قاسيه مثل الزعيم
وأكمل قائلا توكد الاساطير التى يتناقلها سكان الصحراء فى ليبيا عن مزاج البئر الغامض بانه يفيض احيانا وتتفق مياه صانعه انهارا واودية طافئه بالماء تغمر الصحارى وتتضاءل مياه احيانا تماما ولاحد يذكر متى كيف يحدث هذا
فقالت .. حكاية غريبه ولكن هل هى واقعيه ..؟ فقال اثارها موجودة حتى يومنا هذا
ولكن اصدقنى القول ...ماذا كنت تقصد بها .. .؟
فقال لاشى .. حتى قصر السرايا سيكن يوما ما شاهدا على ما دار تلك الليلة فهذه هى فلسفة الحياة والموت لكل الكائنات وحتى الانسان الذى جاء الى الدنيا بائيسا عاريا وسيغادرها كما جاء ولايحمل معه الا اعماله صالحه أو سئية
فهذه القصه تظهر الايمان بالموت على الرغم من الخوف من القدر المجهول الا اننى توصلت مع هدنه مع نفسى واقتنعت اذا لم تفسح الطريق لغيرك لما افسحه لك الاخرين من قبل
قالت حقا انت لست برجل عادى تمنيت اننى التقيتك من زمن لكان حررتنى من خوفى وضعفى امام الزعيم
انظر الى الفرق بين الاخت والاخ .. اتانس من اجل شقيقها ..و ماذا فعل والزعيم باخواته
واستمرت الزيارات بينهما وذات ليلة دعته الى سهرة بسرايا الزعيم " مسرح الجريمة "
بات الارتباك واضحا على وجه نادر، واصبح الصمت سيد الموقف حتى سكنهم الهدوء معا ، اعتقدت بانه سيرفض الدعوة ، ولكنه خيب تخمينها وقال سأقبل الدعوة رغم انى اعلم بأنى سأدخل الى سرايا الرعب
قالت لقد احببت فيك الغرور والتهور ، الا تخشى بطش رجال الزعيم ..؟
قال في الواقع فكرت في هذا قبل أن اقبل دعوتك ، واعلم بان رجال الزعيم ربما لا يعجبهم حتي وجودي معك ، ولكنى لا اهتم كثيرا مما سيجرى ،لى رغبة بزيارة هذا المكان الذى يخشاه الكل لى رغبه كما كانت لى رغبة بروية صحراء اتانس لقد عبرت الصحراء كى اقف على بئر اطلانتس ، ثم ابتسم وقال سأكون بأمان معك اليس كذألك ..؟!!
ابتسمت وقالت مازحة .. أنا لا أضمن سلامتك ، الا حين تكون بين أحضاني ..سكتت قليلا ثم قالت اقصد حين تكون برفقتي
نظر اليها باستغراب وهو يخاطب نفسه تبا لكِ سآتي اليكِ حتى أن كان الزعيم على قيد الحياة .. انى اعلم بانك لا تخطئين فى الحديث بل تعنين ماقلتى
ثم ابتسم قائلا .. الامور لا تفرق معي بتاتاً
قالت .. انا لا .أوافقك الراى بتاتاً على هذه الثقة المبالغ فيها ،يجب أن تخاف
بل يجب عليك أن تضع حدوداً لهذه الثقة خاصة حين تكون مع اخت الزعيم
عبس وجهه من غرورها وتكبرها ..قائلا لكن علينا أن نفرق بين مدح الذات والا مبالاة ، هذه قناعتي انا لا اخاف من القدر
نظرت اليه هى الأخرى قائلة ..ما بك هل اصابك الخوف..؟
لم يرد عليها ، كان كلاهما منشغل البال ، ويفكر فى الاخر ، و مرت دقائق من الصمت ،وكلاهما يفكر بالأخر ومآبين البدء بالحديث وعدمه، ضل يتصنعان الا مبالاة ، فهي اوقات الاختبار المناسبة
كان لكل منهما هدف من هذه الزيارة المرعبة ، نادر كانت اهدافه واضحه امامه ومحددة ،اما تلك المرأة كان على يقين بانها تخبى سرا ما ،فهذه العائلة لآياتي منها خيرا، ولكنه كان على اصرار شديد بان يمشى ورائها الى حيث تريد ليتنزع منها ما يريد
اما هي كانت تقول هذا الشاب اما ان يكون ابلة يتبع خطوات النساء كى يرضى غرائزه ،اما انه احمق لا يعلم بما ينتظره هناك. أو تلك المرأة تعنى له الكثير تقصد "الخنساء"
قاطعت تفكيره كم من الوقت ستفكر فى الامر ..؟!!
وضع يده على شعر راسه وقال .. قلت لك سآتي .. الخوف لا يعرف الطريق الى قلبى ،انا لست مهتم مما سيجرى
قالت لا تخف لم يعد الزعيم موجود بالتأكيد ستكون بأمان معي وسوف نعقد صفقة هناك
لم يسألها عن نوع الصفقة التي تتحدث عنها لأنه يدرك بان لكل شيئا ثمن بل قال لها لن يكون لى وقت قبل الساعة التاسعة مساء
قالت هذا وقت مناسب سأنتظرك غدا امام مقهى القبة الزرقاء انتهى اللقاء بينهما
في الجزء الثامن سنعرف ماهي الصفقة التى تريد ابرامها اخت الزعيم الانسة محاسن مع نادر
وهل سيقبل بها نادر وأن كانت شئيا مستحيل ..؟
وكيف سيتصرف وهو في وكر الزعيم .؟
..وهل .. سيذهب اصلا ..الى سرايا الزعيم اما يحكم عقله ويتجأهل الامر ..؟
وهل سنشهد عودة المجهولة من جديد ..؟ !!
او أن نادر سينسى امرها
ساترك لكم التخمين